التفكير داخل وخارج الصندوق : أ.د. عبدالواحد حميد الكبيسي

التفكير داخل وخارج الصندوق (paradigm Thinking) أ.د. عبدالواحد حميد الكبيسي / جامعه الانبار خلاصة (Abstract) ميز الله الإنسان بالعقل هذه العبارة نسمعها ونرددها كثيرا ، وأرجو أن نقف عندها ونتأمل ونسأل ما هي وظيفة هذا العقل ؟ الكل لديه الجواب التلقائي ، مؤكدًا أن وظيفته هي التفكير،لننتقل بالقول(ميز الله الإنسان بالتفكير) وما دليلك على صحة الإجابة ،قول الله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) (الزمر:من الآية9) يقرن أصحاب العقول بالعلم،ثم يبين الله تبارك وتعالى من احد أسباب نزول القرآن الكريم التفكير في قوله جل جلاله:(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (النحل:من الآية 44) . من هنا ندرك أن العقل نعمة وظيفتها التفكير ، والتفكير وظيفة ميز الله بها الإنسان بل أمره بها أمراً صريحاً وارتقى الأمر إلى أن أصبح مقياساً لتفضيل البشر بعضهم على بعض . فمن ترك التفكير وآثر الركون والخمول فقد أعلن إضرابا على هذا التفضيل وأعلن رضاه عن المساواة بغيره من المخلوقات وكيف لا ؟ و قد عطل هذه الموهبة التي وهبها الله له ، وفضله بها على غيره. ومن الخطأ الاعتقاد أن التفكير خاص بأشخاص لهم من القدرات ما لهم ولهم من العلم ما يعجز الكثيرون عن الإتيان بمثله، فهؤلاء تفكيرهم محدود (سنسميه التفكير من داخل الصندوق) ، وهوالتفكير المعتاد ، وهو المألوف أو المتعارف عليه ، وتأتي عبارة ( التفكير خارج الصندوق ) لتدل علىالنماذج التي تكسر القيود المألوفة في جميع المجالات المعرفية والعلمية ، ولا تتردد في تجاوزالخطوط الحمراء إن اقتضت الضرورة لذلك طمعا في الوصول للمقصود . فعندما نسمع من طلبة الدراسات العليا مقولة بماذا ابحث فلم يبقى موضوع غير مبحوث وهذه العبارة تتكرر ،فمقولة اللورد كلفن في عام ١٩٠٠ عبارة مشهورة وهي لم يعد هناك المزيد لاكتشافه فيالفيزياء الآن ، ليس هناك إلا المزيد والمزيد من الدقة في القياسات وبعد ذلك بخمسة أعوام ، جاءمن يفكر خارج الصندوق وهو ) ألبرت أينشتاين ( فأصدر بحثه حول نظرية النسبية الخاصة ، والتيقامت بتحدي أبسط القواعد التي خطتها ميكانيكا نيوتن ، والتي جرى استخدامها لوصف القوىوالحركة على مدى أكثر من ثلاثمائة عام ، وفي هذه الحالة ، قام النموذج الفكري الجديد بتقليصالنموذج القديم ليناسب حالة خاصة.