الأحد، 23 يناير 2011

نادية صبري العاملي : طرائق التدريس الحديثة بين التأييد و المعارضة



                           طرائق التدريس الحديثة بين التأييد و المعارضة

                           الاستاذة نادية صبري العاملي



altadreebedu@gmail.com

 مقدمة :
يعد اختيار الطريقة المناسبة لتدريس المحتوى ذا أثر كبير في تحقيق أهداف المادة ، وتختلف الطرائق باختلاف المواضيع والمواد وبيئة التدريس، غير اننا نلاحظ أن واقع التعليم الحالي في مدارسنا يعتمد الى حد كبير على استخدام الطرائق التربوية التقليدية.
يتوزع المربون بين مؤيد ومعارض للتنويع في استخدام طرائق التدريس الحديثة مع محتويات المنهج الحالي، ففريق يرى بأنه لا يمكن أن نستخدم غير الطرائق التدريسية التقليدية في ظل وجود مثل هذه المحتويات. وفريق آخر يعتقد بتعدد طرائق التدريس لأهميتها وفوائدها. ومن خلال هذه الآراء قد نصل إلى أهم المعوقات التي حالت دون استخدام وتنوع الطرائق التي يستخدمها المعلم او المدرس مع محتويات المنهج الحالي. مع ذكر الحجج المؤيدة، والحجج المعارضة،ولعل ذلك التباين( او التناقض احيانا) قد يوصلنا إلى خطوات المعالجة، وتثبيت المقترحات، وابداء التوصيات اللازمة لحل هذه المشكلة.

 اولا/نبذة عن المشكلة:

إن طرق التدريس الجيدة تثير اهتمام الطلاب وتدفعهم للتعلم وتشوقهم للمعرفة، كما أنها تدفعهم للمشاركة مع المعلم، وتراعي الفروق الفردية، وتساعد في تحقيق أهداف المنهج، وتتفق مع طبيعة النشاط العقلي للطلاب. وطبيعة المحتوى تفرض على المعلم اختيار طرق تدريسه، وهناك محتويات يغلب عليها الطابع النظري، وأخرى يغلب عليها الطابع العلمي أو التجريبي، وتنبع المشكلة في أن محتويات المواد الدراسية التي تدرس الآن تميل إلى الطابع النظري الكثيف، والذي يركز على صب المعلومات في عقول المتعلمين، وحول هذه المشكلة نجد فريقين أحدهم يرى بأن هذا المحتوى لا يمكن أن يستخدم معه إلا الطرق التقليدية، و فريق آخر يرى بتعدد طرق التدريس لأهميتها من حيث الدافعية والتشويق وغيرها من الفوائد التي يرونها.
ولأهمية هذا سيتم البحث عن أهم الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة و معرفة الحلول الممكنة لتلافيها.

ثانيا / بعض مصطلحات الدراسة :
1- طرائق التدريس:
 يمكن تعريف طريقة التدريس بأنها نمط أو أسلوب -يمكن تكراره- في معاملة الناس والأشياء والأحداث موجها- توجيهاً مقصوداً وواعياً- نحو تحقيق هدف ما .قد نجد بأن هذا التعريف عاماً لطريقة التدريس. ويمكن جعله اكثر خصوصية اذا ما قلنا بأن طريقة التدريس هي مجموعة من إجراءات التدريس المختارة سلفاً من قبل المعلم، والتي يخطط لاستخدامها عند تنفيذ التدريس، بما يحقق ألاهداف التدريسية المرجوة بأقصى فعالية ممكنة، وفي ضوء الإمكانيات المتاحة. ويمكن أن نعرفها ايضا بأنها مجموع الأنشطة و الإجراءات غير التقليدية التي يقوم بها المعلم بالتعاون مع التلاميذ في مختلف المواقف التعليمية، بهدف إكساب المتعلمين عدة خبرات تربوية لتظهر آثارها عليهم كمحصلة للعملية التربوية والتعليمية
2- محتويات المنهج:
اذا كان المقرر قد حدد موضوعات ، ووضعها في فهرس الكتاب، فان التناول التفصيلي لهذه الموضوعات كما وردت في الكتاب المدرسي هي التي يطلق عليها محتوى المنهج .ومن هذا التعريف نجد بأنه حدد المحتوى بتفصيلات مواضيع المقرر الدراسي من  نوعية الخبرات التعليمية- الحقائق والمفاهيم والتعليمات والنظريات- والمهارات والوجدانيات التي يتم اختيارها، وتنظيمها على نمط معين، لتحقيق أهداف المنهج التي تم تحديدها وإحداث التغيير  السلوكي و العلمي و الوجداني لدى المتعلم . .
3-المعوقات:
      يمكن تعريف المعوقات  بأنها مجموعة المشكلات أو الصعوبات الفنية والمادية والإدارية والإشرافية التي تحول دون استخدام المعلم لطرائق التدريس الحديثة في المواقف التعليمية المختلفة.
    و هي المشكلات أو الصعوبات المختلفة التي تحول دون استخدام المعلم لطرائق التدريس الحديثة مع محتويات المنهج الحالي.
     ثالثا / اهداف الدراسة:
o     التعرف على الأسباب التي أدت إلى الاكتفاء بطرق التدريس التقليدية دون غيرها مع محتوى المناهج الحالية.
o              الوصول إلى توصيات تساعد إلى استخدام طرق التدريس الحديثة.
o             الوقوف على الحجج المؤيدة، والحجج المعارضة حول هذه المشكلة.
o              إيجاد حلول لهذه المشكلة.

رابعا /اهمية الدراسة:

o      الوصول للمعوقات التي حالت دون استخدام الطرق الحديثة مع محتويات مناهجنا الحالية.
o  توجيه اهتمام المختصين بتطوير محتويات مقررات مدارسنا للأفضل والابتعاد عن المقررات التي تهتم بالمعرفة فقط.
o      لفت الانتباه لوجود كتاب المعلم الذي يعين المعلم على استخدام الطرق المناسبة لكل موضوع.
o      توجيه اهتمام المختصين بتطوير البيئة الدراسية للطلبة

خامسا/الحجج المؤيدة لاستخدام طرائق التدريس الحديثة:

  إن تعدد طرق التدريس الحديثة تنمي التفكير العلمي لدى المتعلمين، والعمل الجماعي، والقدرة على الابتكار و الإبداع، وتواجه الفروق الفردية بين الطلاب.كما أنها تواجه المشكلات الناجمة عن الزيادة الكبرى في أعداد المتعلمين.و إن الاقتصار على الطرق التقليدية لا تتيح الفرصة أمام الطلاب للقيام بأية أنشطة تعليمية وبالتالي يصبحون سلبيين والطرق التقليدية تهمل مهارات البحث والقراءة والإطلاع، و إبداء الرأي، والمناقشة عند الطلاب.
1.  ويمكن إيجاز أهم الأسس والمميزات العامة للطرق الحديثة في التدريس فيما يلي :
2.  استقلال نشاط المتعلم ومنحه الفرصة للتفكير والعمل والحصول على المعلومات بنفسه .
3.  تنويع الأنشطة لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين في أثناء التدريس .
4.  تنمية قدرة المتعلمين على التفكير العلمي والتفكير الناقد .
5. تدريب الحواس على الملاحظة كأساس لتنمية كافة قدرات العقل الفكري من تحيل وتعليل واستنتاج وإصدار أحكام عند معالجة القضايا المختلفة .
6.  تشجيع المتعلمين على الأخذ بروح العمل الجماعي والتعاوني .

سادسا /طريقة التدريس الأفضل:

هناك العديد من العوامل التي يتأثر بها المعلم عند اختياره لطرق التدريس نذكر منها :
1-أهداف تدريس المواد الإجتماعيه .
2-قدرات المتعلمين واستعداداتهم وخبراتهم السابقة ودرجة نضجهم العقلي
3-الوسائل والأدوات التعليمية .
4-إمكانيات البيئة المحلية .
5-القراءات الخارجية .
6-الإشراف الإداري التربوي في المدرسة .
7-التوجية الفنى والإشراف التربوي .

سابعا/ الحجج التي تعارض تعدد طرق
         التدريس مع المحتوى الحالي:

o   لا ينكر أحد أهمية التنوع في طرق التدريس، ولكن المقررات الدراسية المزدحمة بالمعلومات والمعارف، ومع الأعداد الكبيرة من الطلاب في الصفوف الدراسية فإنه لا يتناسب مع هذا المحتوى إلا الطرق التقليدية، والمتمثلة في طريقة الإلقاء، وطريقة العرض.
o         حتى يتمكن المعلم من إنهاء المقررات النظري الكثيفة يتوجب عليه استخدام الطرق التقليدية في التدريس.
o   في ضل وجود أعدا كبيرة داخل الصف فإن المعلم لا يستطيع متابعة بحوث الطلاب، ومراجعة قراءاتهم، وترك المجال أمام هذا العدد لإبداء الرأي والناقشة.

ثامنا/خطوات المعالجة:

o  تغيير محتويات المناهج في التعليم العام بما يتلاءم مع التطورات الحديثة، والابتعاد عن التركيز على الكم المعرفي الكثيف الذي يهمل النمو الشامل للمتعلمين.
o  إشراك الطالب، وولي الأمر، والمعلم مع المختصين في إعداد محتويات مناهج مراحل الإعداد العام في مدارسنا.
o  التقليل من الكم الكبير من المعارف والعلوم والتركيز على تنمية جميع جوانب الشخصية لدى الطالب في التعليم.
o      استخدام جميع الطرق الحديثة التي تتلاءم مع محتويات المنهج.

تاسعا /واقع المدارس العراقية

الصورة تتحدث عن المشكلة رغم انها لا تمثل كل المدارس العراقية ولكن الأغلبية العظمى منها








عاشرا/المقترحات و التوصيات:
§       أجراء دراسة توضح طرق التدريس المستخدمة مع محتويات المناهج الحالية.
§   إجراء دراسة تحليلية لبعض محتويات المناهج الدراسية في مختلف مراحل التعليم العام ومعرفة الطرق الملائمة لتدريس هذه المحتويات.
§       إجراء دراسة لمعرفة أسباب عزوف المعلمين عن التنوع في استخدام طرق التدريس.
§       تحسين بيئة الطالب الدراسية ( قاعات دراسية و وسائل الراحة .... )
§       انشاء مدارس في المناطق التي فيها كثافة سكانية عالية
§   فتح المجال للتأليف وبث روح المنافسة بين المختصين لأعداد كتب للمعلم تتضمن طرق تدريس تتلاءم مع محتويات المنهج.
§   إعداد كتاب للمعلم مصاحب لكل مقرر دراسي يتضمن طرق التدريس المناسبة لكل موضوع من مواضيع المقرر.
§       عقد دورات للمعلمين للاستفادة من كل ما هو حديث في مجال طرق التدريس.



نادية صبري العاملي
(قائدة تربوية في الحاسوب والرياضيات)





ليست هناك تعليقات: