الاثنين، 4 أبريل 2011

المشرفة التربوية الست عروبة طه محمود تقدم انموذجا رائعا في نشاطات المحاكاة - لعب الادوار-



المشرفة التربوية الست عروبة طه محمود
 تقدم درسا تدريبيا في اللغة العربية





في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الثلاثاء الموافق 29/3/2011 وعلى القاعة رقم 1 في مبنى الاعداد والتدريب ، تألقت المشرفة التربوية للغة العربية الاستاذة القديرة  الست عروبة طه محمود، وهي تقدم درسا تدريبيا في موضوع القراءة للصف الخامس الابتدائي حضره 25 معلما ومعلمة ممن يقومون بتدريس مادة اللغة العربية، اضافة الى 4 مشرفين تربويين للغة العربية ، وعدد من مسؤولي الاعداد والتدريب.

 لعبت الاستاذة عروبة دور معلمة الصف في حين لعب الحاضرون دور التلاميذ لتقدم فعالية تربوية مزدوجة الفائدة  ،الاولى استخدام تقنية لعب الادوار ، والثانية كيفية اداء المعلم للدرس التدريبي امام مجموعة من زملائه من خلال الطريقة التواصلية  مع تلاميذه الفعليين (افتراضي) اثناء ذلك.

  تم اداء هذا الدرس بنجاح ممتاز على وفق ضوابط اقامة الدرس التدريبي، ووفق الخطة المرسومة للاهداف السلوكية المتوقعة . تبع ذلك مناقشات موضوعية في غاية الاهمية والفائدة ، تركزت على محتوى الدرس والوزن النسبي للموضوع ،وعلى المعارف اللغوية التي تم عرضها بأسلوب التعليم التعاوني حيث قسم الصف الى 3 مجاميع متفاعلة  ، ونوقشت المهارات التي تم توظبفها خلاله ، وكذلك الاتجاهات الايجابية المتوقع حدوثها لدى التلميذ  ، من خلال اكتسابه للمفاهيم الجميلة (القيم الجيدة) المتعلقة بمكارم الاخلاق (  محتوى الدرس موضوع البحث ). وتعد هذه الفعالية موقفا تربويا رائعا يؤدي بأذن الله تعالى الى رفع كفاية المعلم التدريسية المتمثلة بالمعرفة والمهارة والاتجاه . 


وبهذا المناسبة توجهت ادارة  هذه الفعالية الى الدكتور عبدالمجيد حميد الكبيسي مدير الاعداد والتدريب ، ومدرس طرائق التدريس في معهد اعداد المعلمين ليسلط الضوء على انشطة المحاكاة في العمل التربوي ، فأجاب مشكورا بما يأتي :

المحاكاة هي نشاطات  تقوم على وضع الطلبة في حالة متطابقة مع الحياة الواقعية ، اذ يفترض بكل منهم ان يحدّد فيها مسيرة سلوكه الشخصي . ويمكن استخدام نشاطات المحاكاة لتقديم معلومات حول السلوك والمشاعر في سياقات محدّدة, بغية مساعدة الطلبة على فهم انفسهم وتطوير حب التعّرف على الاخرين, وذلك من خلال ممارسة سلوك ما ضمن ظروف تكاد تكون مطابقة للحياة, أي تتّصف بتشابك الحياة الواقعية وتعقيدها وتتطلّب إجراءات فعّالة . ويمكن ان تأخذ نشاطات المحاكاة الاسلوبين الآتيين:

الاسلوب الاول /  العاب المحاكاة :

يتحرّك اللاعبون ضمن سياق معيّن وضمن بعض الحدود أو القواعد لبلوغ هدف ما . وهناك انواع من المحاكاة يمكن ان تساعد اللاعبين على « تصّور نموذج مرئي مبّسط للواقع » يوضّح بعض العوامل المهمة . وفي هذه الحالة يتم استعارة أوساط اللاعبين ومهاراتهم من العالم « الواقعي » . وتجسّد هذه اللعبة العلاقات من السبب إلى النتيجة . وهي تختصر المراحل الزمنية الطويلة . ويمكن ان تربط بين عناصر المستويين الكلّي والجزئي . ويهتم نوع اخر من المحاكاة بتركيز الانتباه على سير تفاعل المجموعة وعلى إستراتيجية حلّ المشكلات . ويمكن ان يطلب إلى اللاعبين مثلا ان ينقلوا رسالة معينّة أو يرسموا شكلا ما باعتماد الاوراق . ولكن تبقى اعمالهم محدودة بالقواعد التي توضّح بعض جوانب سلوكهم .

ومن أساليب محاكاة الواقع على سبيل المثال هي المباريات التربوية, حيث تتضمن مواقف افتراضية تقترب من الواقع, اذ يقوم الفريقان من المتدربين بالتنافس فيما بينهما, وذلك عن سلسلة من القرارات تساعد بالتالي على تعميق المفاهيم العلمية عن طريق الممارسة والاشتراك الفعلي . كما ان « البريد الوارد » هو الاخر اسلوب يعتمد على محاكاة الواقع, ومن خلاله يجد المتدّرب سلّة من السلال المستخدمة مثلا في مكاتب المدراء فيها من الكتب الرسمية والمذكّرات والرسائل والتقارير, إضافة إلى مواقف آلية محتملة, ويطلب من المتدربين وفي وقت قصير اتخاذ الإجراءات المطلوبة بصدد كل حالة من الحالات . وهذا الاسلوب هو تمرين على المرونة وواقعية التفكير والاندماج في الموقف، ويشحذ دوافع المتدّرب لاتّخاذ القرار الناجح ( ويمكن الاستزادة في هذاالسياق من كراس معهد التدريب والتطوير التربوي عن الوسائل التعليمية الصادر عام2005:ص18) .

تعد الألعاب التعليمية إحدى مداخل التدريس الرئيسية, التي تهتم بنشاط المتعلم وايجابيته وبتنمية شخصيته تنمية شاملة في مختلف جوانبها ،لانها تعنى بتجسيد المفاهيم المجّردة, وبإغراء المتعلم على التفاعل مع المواقف التعليمية بما تتضمنه من مواد تعليمية جيدة وانشطة تربوية هادفة . وبذلك نستطيع القول بأن اللعب التعليمي هو نشاط مّوجه يقوم به المتعلمون لتنمية سلوكهم وقدراتهم الفعلية والجسمية والوجدانية, ويحقق في الوقت نفسه المتعة والتسلية, واسلوب التعلم باللعب هو استغلال انشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للاطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية .

الاسلوب الثاني /  إستراتيجية تمثيّل الأدوار- لعب الأدوار-   :


تقوم هذه الإستراتيجية على افتراض ان للطالب دورّا يجب ان يقوم به معبرّا عن نفسه أو عن شخص آخر في موقف محدّد, بحيث يتمّ ذلك في بيئة آمنة وظروف يكون فيها الطلبة متعاونين ومتسامحين وميّالين إلى اللعب . وفيها يتقمّص الطالب دورا معينا في زمان ومكان محدّدين, وفق قواعد وأصول معروفة كمحاولة لمحاكاة الواقع  . ويعتمد على إجراء مقابلات والتعامل مع المشكلات التي قد يواجهها افراد المجموعة, وهو اسلوب فعّال في تنمية الخبرات العملّية في العلاقات الإنسانية, والقدرة على فهم الناس والآخرين, وتعديل الاتجاهات, وتطوير الشخصية بإبعادها المختلفة .

 وتكمن اهميه إستراتيجية تمثيل الادوار بآلآتي :

ــ ان التدريس بهذه الطريقة ما هو الا استمرار لما اعتاد الطلبة ان يعملوه في حياتهم العادية للحصول على المعرفة عن طريق كيفية القيام بالاشياء« التعلّم بالعمل »، فالطلبة وهم يلعبون دور المعلّم والمعلمة والقاضي ورجل الشرطة انما يتعلمون وهم يؤدّون هذه  الادوار .
ــ  رفع درجة الحماس والرغبة عند المتعلم, لاسيما اذا ما عرفنا ان الطلبة وبصورة خاصة صغار السن يحبون اللعب, وهم يتعلمون عن طريقه .
ــ  تشجيع عمليات التفكير والتحليل لدى الطالب حيث يتعلم عن طريقها الحقائق والعمليات والاستراتيجيات .
ــ  انها طريقة جيدة لتعليم الطلبة القيم الاجتماعية, كما انها اداة فاعلة في تكوين وتشكيل النظام القيمي عند الطلبة، وتكسبهم معايير السلوك الاجتماعي المقبولة في المجتمع كالتنافس والتعاون وغيرها .
ــ تشجيع الطلبة على الاتصال والتواصل فيما بينهم، والتعلّم من بعضهم البعض بغض النظر عن الاختلافات الثقافية والاجتماعية فيما بينهم .
ــ  يستطيع المدرس مستخدما هذه الطريقة ان يتعامل مع مختلف فئات الطلبة بغض النظر عن قدراتهم, فهي طريقة جيدة للتعامل مع الفروق الفردية بين المتعلمين.

   
   خطوات نشاط لعب الأدوار :

يقترح على الأغلب أن تكون خطوات نشاط لعب الأدوار كما يأتي :

ــ تهيئة المجموعة .
ــ اختيار المشاركين .
ــ تهيئة المسرح أو المكان .
ــ إعداد المراقبين المشاهدين .
ــ التمثيل والأداء .
ــ المناقشة والتقويم .
ــ إعادة التمثيل .
ــ المناقشة والتقويم مرة اخرى .
ــ المشاركة في الخبرات والتعميم .
وكل خطوة لها هدف تسهم به في الإثراء أو التركيز على النشاط التعليمي .
      

   ضوابط تطبيق إستراتيجية لعب الأدوار :

أمّا ضوابط تطبيقها فمنها :

ــ   يتم اختيار موضوع يصلح للتطبيق واقعيا .
ــ    يكون الموضوع مرتبطا بواقع الطلبة .
ــ    تكون المشاركة تطّوعية وليست إجبارية .
ــ    يبدي الطلبة آراءهم بحرية في حدود الانظمة « الشرعية والاخلاقية » .
ــ    يتمّ الالتزام بالقضية المطروحة .
ــ   لاّيتم تمثيل جانب دون اخر - الشمولية - .
ــ   يسمح بتعدّد وجهات النظر« واختلافاتها » .
ــ   عقد جلسة تقويم للنتائج بعد تدوينها, واستخلاص الآراء المتفق عليها.
ـ    يحدّد اوّلا الهدف المطلوب الوصول إليه باستخدام هذا الأسلوب, والموضوع الذي يودّ المدرّس التركيز عليه, وبمعنى اخر ينبغي أن تكون الحالة التمثيلية مرتبة بموضوع الدرس واهدافه .
ــ    يحدّد فرص المشهد التمثيلي وكذلك زمن الإجابة عن الاسئلة أو الحوار الذي يتبع ذلك المشهد . ويسأل الممثّل عن مشاعره وسلوكه .
ــ    يتقمّص كل ممثّل دوره بصدق وإتقان, وان يضع نفسه مكان الشخصية التي يمثّلها وان يتخّيلها بعمق وان يتصّرف بنفس الطريقة .
ــ    يطّعم المشهد بشيء من الفكاهة والإثارة .
ــ    يحافظ المشاهدون على الهدوء وعدم التعليق .


عليه نأمل ان تعتمد هذه التقنيات والاستراتيجيات التربوية في تطوير الانماط التدريبية  في انشطة قسم الاعداد والتدريب والتي تنعكس على الحياة التربوية داخل الصف الدراسي . نتقدم بالشكر الى الاخت المشرفة التربوية وكافة الزملاء والزميلات الذين يقدمون المفيد والممتع والجديد من اجل حياة تربوية افضل انشاء الله، والحمد لله رب العالمين .



                                                                          


    

ليست هناك تعليقات: