بقلم أ. خليل اسماعيل عبدالله
لعلل من نافلة القول التأكيد بأن هنالك ضرورة قصوى تقتضي ان نعمل معاً على تجاوز المراحل السلبية التي مرت بها العملية التربوية في العراق وننفض الغبار عن ما أصاب الأنشطة التربوية والمشاكل التي تعرضت لها مسيرة التربية والتعليم ، والعودة جهد الامكان إلى الأسس السليمة والعلمية الصحيحة وتقويم الأداء ومواكبة التطورات العلمية والتدريبية وانتقاء الأفضل منها والتي تتوافق مع مجتمعنا الإسلامي وقيمنا وأخلاقنا وصفاء سرائرنا .
أطرح هذا البحث المتواضع وأعرضه للنقاش البناء ... متمنيا أن يرفدني أخوتي التربويون في عموم العراق بأفكارهم ، وأن يصححوا لي ما وقعت فيه من زلل أو خطأ إن وجد .
• لا يخفى على أحد مدى الآثار السلبية التي ترضت لها العملية التربوية في العراق بعد عام 2003 والتي تمثلت في :
1. الآثار النفسية على جميع العراقيين بما فيهم التربويون من معلمين وموظفين أداريين وطلبة على حد سواء .
2. الضغوطات المختلفة التي كان لها أثر في إحداث تغيرات واضحة في السلوك الوظيفي لنسبة كبيرة من الشرائح الوظيفية ومنها التربويون .
3. ظهور طبقة منتفعة في المجتمع من تجار الحروب وتجار الأزمات السياسية والاقتصادية وتأثيرهم المباشر وغير والمباشر على شرائح المجتمع كافة ، ومنها قطاع التربية والتعليم .
4. الهوة الكبيرة التي حدثت بين وزارات الدولة المختلفة والدوائر الفرعية المرتبطة بها وخصوصاً في المحافظات وبآثار متفاوتة .
5. ضعف الإمكانات الذاتية والكفاءات الموضوعية لبعض الذين اسندت لهم بعض المهام التربوية والوظيفية والميدانية للعمل في الأماكن أو الوظائف التي شغلوها ، بل وصلت بعض الحالات إلى تأثير هؤلاء سلباً على الدوائر التي يعملون فيها والقطاعات التي تقع ضمن ميدان عملهم .
6. ظروف استثنائية أخرى مثل سيطرة بعض المجاميع الضاغطة التي ليس لها علاقة بالعملية التربوية أثرت في اتخاذ قرارات بعيدة كل البعد عن الميدان التربوي والتأثير على العاملين في هذا القطاع للعمل باتجاهات بعيدة عن العمل التربوي الصحيح .
7. وأهم أثريمكن ان يضاف إلى تلك الآثار السلبية أعلاه ، هو الفساد الإداري والمالي المستشري في دوائر الدولة كافة ومن بينها القطاع التربوي وما تمخض عنه من تغيير في النفوس وفي مدى الإخلاص في أداء العمل.
• الآثار المشار إليها أعلاه وعوامل أخرى هيأت لحصول فجوات كبيرة في التواصل ما بين الموظفين المعنيين بالعملية التربوية وإدارات المدارس والمعلمين والمدرسين على حد سواء ووفق الأشكال أدناه :
1. تلف كم هائل من أرشيف مديريات وأقسام التربية والمدارس بسبب الأعمال العسكرية والتخريبية التي حدثت بعد عام 2003 ويشمل ذلك ملفات المعلمين والمدرسين وكذلك المخاطبات الإدارية كافة .
2. فتح باب التعيين بشكل واسع للتوظيف كإداريين في أقسام التربية وكذلك معلمين ومدرسين بعد تحسن مستوى الرواتب والإقبال على ذلك مما أوجد عدداً كبيراً جداً من الموظفين والمعلمين والمدرسين المعينين بعد عام 2003 يفوق كثيراً عدد العاملين قبل العام المذكور .
3. رافق تعيين الشرائح المشار إليها في الفقرة أعلاه حدوث الظروف غير طبيعية التي مر بها البلد بشكل عام والتي جرى المرور عليها آنفاً مما أثر على مستوى أداء الموظفين والمعلمين والمدرسين على حد سواء .
4. ضعف المستوى العلمي للغالبية العظمى من المعينين حديثا من خريجي المعاهد والكليات والمدارس وبمختلف المستويات باعتبارها جزءً من الحالة العرقية التي تأثرت كثيراً بالأوضاع السلبية الاستثنائية التي مررنا بها جميعاً كظروف أثقلت كاهل البلد بشكل عام.
5. حجم التدريب الذي تقوم به أقسام الإعداد والتدريب في مديريات التربية لم يتمكن لحد الآن من استيعاب كافة منتسبي التربية بمختلف شرائحهم لغرض تطوير أداءهم .
6. أثّرت هذه العوامل سلباً وبشكل مباشر على حالات التواصل الصحيح والوسائل التربوية والإدارية السليمة في مسار العلاقة الإدارية بين المدارس بشكل عام وبكافة مراحلها مع أقسام التربية الخدمية والتربوية والعلمية على حد سواء .
على ضوء ماسبق وبهدف معالجة الإخفاقات آنفاً وإعادة تأهيل الملاكات الإدارية والتربوية تأهيلاً إدارياً يرافق التأهيل العلمي الذي تقوم به أقسام التدريب وبمختلف الاختصاصات ولكافة المراحل ... إرتئينا في قسم الإعداد والتدريب في المديرية العامة للتربية في محافظة الأنبار إعداد محاضرة تتعلق بالجوانب الإدارية البحتة التي تنظم سير العلاقة بين المدارس المختلفة وأقسام التربية ، تطرح هذه المحاضرة في كل دورة تقام لإدارات المدارس والمعلمين والمدرسين والكادر الإداري لديوان المديرية العامة والأقسام المرتبطة بها ويكون إعداد هذه المحاضرة بالاعتماد على المصادر أدناه :
1. القوانين والتعليمات والأوامر الوزارية النافذة والمقرة رسمياً في كيفية تنظيم الأمور الإدارية المتعلقة بالموظف والمعلم والمدرس والطالب .
2. تنظيم الاستبيان الموضح في الاستمارة المرفقة مع هذا البحث لمعرفة آراء منتسبي أقسام التربية والأشراف الاختصاصي والتربوي ومعاناتهم في تنظيم العلاقة مع إدارات المدارس في إيصال التعليمات وتمشية المعاملات الإدارية والخدمية لعموم مدارس المحافظة وحجم العمل الإداري والتواصل بين المدارس وأقسام التربية وتدوين أية ملاحظات تكونت لديهم من خلال مراجعات إدارات المدارس والمعلمين والمدرسين في ترويج المعاملات الخاصة بهم ، أو ما يتعلق بالأمور الإدارية والخدمية والمالية للمدارس .
الاستبيان مفتوح لكافة المطلعين على هذا البحث وخصوصاً العاملين في القطاع التربوي ، وأي رأي أو مقترح يقدم لنا سيكون موضع تقدير ، وسيتم توظيفه في إعداد المعالجات للسلبيات والأخطاء التي برزت خلال تنفيذ الأنشطة التربوية كافة ... وهذا يعتبر نداءً لكل من تأشر لديه أية ملاحظة من شأنها أن تدعمنا في إنجاح هذا المشروع الذي نطمح أن يكون بدايةً طيبةً عسى أن يتم اعتمادها كنموذج عمل من قبل كافة أقسام الإعداد والتدريب في مديريات التربية في عموم العراق التي سنعمل على إعدادها على شكل محاضرة يتم إلقاءها في الدورات الإدارية والعلمية والتربوية مستقبلاً .ومن الله التوفيق ..
والشكر سلفاً لكل من أطلع على البحث ولديه تعليق حوله ، مع تقديري واحترامي لأساتذتي التربويين في كافة أنحاء العراق .
خليل إسماعيل عبد الله
مقرر هيئة التدريب المحلية في محافظة الانبار
ابلول2010
الملاحق :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق