التعليم والتدريب في الإطار التربوي

الأربعاء، 18 أبريل 2012

د.عبدالمجيد حميد الكبيسي :من طرائق تدريس التربية السكانية










من طرائق تدريس التربية السكانية


طريقة الاكتشاف





د.عبدالمجيد حميد الكبيسي


(الحلقة الاولى)

عموما تعد طريقة الاكتشاف إحدى الطرق التدريسية التي تهدف إلى تنمية قدرة
المتعلّمين على اتخاذ قرارات مسؤولة وبحرية واسعة, ويتم ذلك من خلال تطوير
اتجاهاتهم ومهاراتهم التي تساعدهم على التفكير التحليلي الناقد، وتمكنهم من
 حل المشكلات. وعندما يتم تدريب هؤلاء المتعلمين على هذا النهج منذ الصغر,
فانه يتوقع ان يصبحواعند بلوغهم سن الرشد قادرين على التعامل في مواجهة
التحديات التي تواجههم فالاكتشاف عملية تفكير تتطلب من الفرد اعادة تنظيم
المعلومات المخزونة لديه، وتكييفها بشكل يمكّنه من رؤية علاقات جديدة
 لم تكن معروفة لديه من قبل. وهو طريقة تتضمن : الاكتشاف 
الاستقرائي المشتمل
 على التجريد والتعمبم ، والاكتشاف الاستدلالي المشتمل
 على الاستنتاج المنطقي من المعلومات السابقة .


 اولا. نموذج خطّة تدريس بطريقة الاكتشاف :

قام الباحث بتلخيص وصفي لنموذج خطة تدريس, بوصفها جزءا من وحدة
 تعليمية موجّهة للاكتشاف حول « النمو السكاني والتقدّم الاقتصادي » والمعتمدة
 على نموذج Barry K Beyer  عام 1971 في إحدى وثائق اليونسكو  في النقاط
 الاربع ادناه ، والتي تمت مقارنتها مع نموذج  khan في دراسته عن نفس
 الموضوع عام 1999  لتتبلوربالصيغة الاتية:

1.  تحديد المشكلة :

 تتم توعية الطلاب بمشكلة النمو السكاني المتزايد وتأثيراته على التقدم
الاقتصادي بمساعدة بعض البيانات الإحصائية والمصورات .. الخ. وهنا
 لا تتم فقط توعيتهم بالمشكلة, بل كونها تثير اهتمامهم وقلقهم . وقد يثار
 العديد من الاسئلة/ المشكلات, ولكن المنتظر من المدرّس ان يوجّه الطلبة
 إلى إثارة الاسئلة التي يسهل حلّها في ضوء قدرتهم, والمواد والوقت المتاحين .
 ومن هذه الاسئلة  , على سبيل المثال :

ــ كيف يؤثّر معدل المواليد والوفيات على النمو السكّاني في المجتمع ؟
ــ كيف يؤثّر النمو السكّاني على التركيب العمري ؟
ــ كيف يؤثّر التركيب العمري على التقدم الاقتصادي ؟
ــ كيف يتأّثر عبء الإعالة بالنمو السكاني ؟
ــ كيف يؤثّر عبء الإعالة على التقدّم الاقتصادي ؟  
ــ كيف يؤثّر النمو السكاني على دخل الفرد ؟
ــ كيف يؤثّر دخل الفرد على مستوى المعيشة والتقدّم الاقتصادي ؟

2. وضع الفرضيات :

 يتم توجيه الطلبة إلى فحص وتصنيف المعلومات المتوافرة, ويتم تحفيزهم على
 اكتشاف المعلومات التي يمكن استخدامها كحل للمشكلات التي تمّ تحديدها,
 وسيشمل هذا سعي البعض للبحث عن العلاقات واستنتاج ادلّة منطقية,
 والمهم ان يكون الطلبة قادرين على وضع فرضيه لكل مشكلة مثل :
ــ اذا زادت الولادات على الوفيات في المجتمع حينئذ يحدث النمو
 السكّاني .
ــ إذا ازداد نمو السكّان, ازدات نسبة فتّوة هذا المجتمع .
ــ إذا كان في المجتمع سكّان اغلبهم فئات شابّة فانه لا يتقدم بسرعة .
ــ إذا نما عدد السكّان بصورة اسرع . فان عبء الإعالة يصبح اكبر .
ــ إن مجتمعا لديه نسبة إعالة عالية, يميل إلى أن يكون عقبة أمام التقدم اقتصادي.
ــ إذا ازداد عدد سكّان المجتمع بسرعة فان دخل الفرد يميل إلى الانخفاض .
ــ إذا كان دخل الفرد منخفضا, فان مستوى المعيشة يميل إلى الانخفاض,
كما يميل التقدّم الاقتصادي إلى البطء .

3. جمع البيانات :

هناك ثلاث مهام في هذا الشأن : المهمة الاولى ترجمة المعلومات إلى لغة أو اشكال 
- رسوم,مصوّرات, ... -,  والمهمة الثانية هي تفسير البيانات,  وثالث مهمه هي تصنيف
 البيانات مثلا لتعزيزها للفرضيات ،أو عدم تعزيزها لها .
ومن بين المواد التي يمكن تزويد الطالب بها على سبيل المثال :
أ-  مواد مرجعية مثل :
بيانات إحصائية حول مجتمعين, الاول ذي نمو سكّاني سريع والتوزيع الفعلي
 للسكان حسب العمر, اما المجتمع الثاني فذي نمو سكّاني بطيء والتوزيع الفعلي
 للسكّان حسب العمر ايضا . فضلا عن وجهات نظر متضاربة بشأن
 ضبط السكّان, احدهما تؤكّد الحاجة إليه, والاخرى تنفي هذه الحاجة .
ب-  بعض أساليب التدريس المقترحة على سبيل المثال :
مراجعة مفهوم التقدّم والموارد عن طريق الصور ومظاهر المجتمع
 والعمّال الذين يعيشون فية .
جـ-  جداول إحصائية عن مجتمعين :
تقيس مدى التقدّم واسبابه في كل منهما مع التركيز على اثرالشباب
على المجتمع. اثناء إلقاء نظرة عمّا يقوله الاخرون عن التقّدم وحجم
السكّان, من خلال تقديم رأيين متعارضين بحيث يفهم الطلبة كل منهما ,
 مع سؤالهم عن أي الرأيين صحيح مقترنا بتوضيح الإجابة.
 وبذلك يحصل الطلبة على فرص متاحة  للقراءة,  والتحليل,
 والنقد, والشرح, والمقارنة, والمغايرة والتعميم, واتخاذها أساسا
 للتنبؤ وان تصبح بوجه عام نقطة انطلاق لتنمية التفكير. وتكّون ايضا  أسسا
 لتكوين المواقف أو التغيّرنحو الاتجاهات المشخصة, وتجعل الطلبة
مثلا يبدون قلقا واهتماما ازآء حجم الاسرة والمشكلة التي يسببها
 النمو السكّاني .

4.  وضع خلاصة  :

يتم اختبار كل فرضية من الفرضيات بواسطة معلومات واقعية مستقاة
 من القرارات والمواد والمصورات والجداول والصور والرسم ...الخ .
 وذلك من اجل التعرّف على العلاقات الدالّة بين البيانات والأسرة حول
الفرضيات التي تستخدم كدليل في البحث عن المعلومات . أمّا الاستنتاجا
ت أو التعميمات الفرعية المتوقع الحصول عليها , فهي كما ظهرت
 من الامثلة السابقة كما يأتي :

ــ ان معدلي المواليد والوفيات يؤثّران على النمو السكّاني في المجتمع .
ــ ان النمو السكّاني يؤثّر على التركيب العمري.
ــ ان التركيب العمري يؤثّر على عبء الإعالة في السكّان .
ــ ان عبء الإعالة يؤثّر على العوامل المؤدية إلى التقّدم الاقتصادي
 للاسرة والمجتمع .
ــ ان النمو السكاني السريع يؤثّر على الدخل الفردي في المجتمع .
ــ ان الدخل الفردي يؤثّر على مستويات المعيشة في المجتمع .
 وبالتالي يؤثّر على نموه الاقتصادي .
ــ ويمكن تجميع كل هذه الخلاصات في تعميم واحد هو أن 
« التقدّم الاقتصادي, لأي مجتمع من المجتمعات يتأثر بالنمو السكاني» .


ثانيا. صفات الاكتشاف :


يوصف الاكتشاف بأنه اسلوب تعليمي/تعلّمي, يمكّن المتعلّم بتوجيه المعلّم,
 من إيجاد حل لمشكلة واضحة, ومحدّدة المعالم . ولذلك يتمتع بصفا
ت عديدة من اهمّها انه :

1. موجّه نحو عملية التفكير, اكثر من كونه موجّها نحو المضمون, فهو
 يؤكّد على نتائج العملية, فالطالب يكتسب من خلال خبرتة التي تساعده
 في عملية التعلّم فضلا عن المعلومات والمهارات .

2. يركّز على المتعلّم, فالمتعلّم يؤدّي هنا دورا اكبر في مجال تعاونه
 مع المعلّم في اكتشاف جوانب المشكلة بدلا من الاستماع إلى ما يقوله
 المعلّم بشأنها, ويقوم المتعلّم بالبحث عن البيانات وجمعها .

3.  يستخدم المضمون بوصفه وسيلة لتحقيق اهداف هامّة اخرى, فالمتعلّم
 يبحث عن إجابات
 لمشكلة ما, فيصبح اكثر قدرة على التحليل الناقد,ويتعلّم سبرغور
 القضايا ويحلّل ويميّ ويتخذ
 قرارات بشأن البدائل .

4. تعتمد فاعليته على كفاءة كل من المتعلّم والمعلّم, وعلى الدعم الإداري,
 وانسجام طرق التدريس مع المضمون, وعلى البيئة الثقافية والاجتماعية العامّة .
                                                                                 
ثالثا. دور المدرس في طريقة الاكتشاف :

إن دور المدرّس في هذه الطريقة هو  :

1.  دور المخطّط من خلال :

ــ تصميم الدروس التي تتضمن مفاهيم/ مشكلات ذات دلالة, يمكن
 اكتشافها والبحث فيها عن مستويات مختلفة من التعقيد .
ــ تحضير عدد كبير من الأفكار, القيم البديلة .
ــ جمع وإعداد مواد صفية وخبرات تعليمية .
ــ وضع مواد ومصادر تعليمية متنوعة في متناول الطلاب .
ــ وضع خطط لتمارين بناء المهارة المرتبطة بالنشاطات التعليمية الجارية.
ــ تخصيص مدّة زمنية مناسبة لتنفيذ هذه النشاطات .

2.  دور المقّدم للمعلومات :

استخدام الصور والاشكال, والطلب إلى الطلبة إيجاد صلة -علاقة-
 بين القضية المعروضة وقراءتهم, وخبراتهم السابقة .

3.  دور المتسائل والمدعم للتساؤل :


يتبنّى المدرّس دور المتسائل الذي ليس لدية إجابات مطلقة ونهائية
 يقدّمها للطلبة. لأنه يرى ان المعرفة دائمة التغيّر, وهو بذلك يقوم
 بتوجيه الطلبة وحثهم على التفكير والنقاش من خلال شعورهم بأنهم
 احرار في طرح الاسئلة, ومن المفيد ان يطرح المدرّس الاسئلة
 والافكار بصيغ يستخدم فيها افكار الطلبة وتساؤلاتهم .

4.  دور المدير :


في الوقت الذي يحافظ المدرّس على النظام في الصف, يعطي الطلبة
 حرية الحركة ونوعا من المرونة خلال جلستهم, مشعرا الطلبة
 بالرغبة في الاستماع إلى افكارهم وتنشيط الخجولين من اجل المشاركة .

5.  دور الباحث عن القيم :


« القيم قضايا قابلة للنقاش » ولذلك يتم فحصها من زاوية ناقدة
 من قبل المدرسين والطلبه على حدّ سواء .

فعلى المدرّس ان يؤكّد لطلابه انه ليست هناك إجابة واحدة صحيحة
 للاسئلة المطروحة عن القيم, وان يشجّعهم على اكتشاف مضمون ومعنى
 تبني قيم بديلة, وانه في حال تبني الطالب لموقف قيمي معين,
 فهو يختار واحدة من القيم التي يفهمها بالفعل ومستعّد للدفاع عنها بشكل علني .
                                                                         
6.  دور المقوّم التكويني :

المدرّس مقوّم تكويني- بنائي-  اكثر من كونه مقّوما نهائيا,
فهو يستفيد من نتائج الاختبارات التكوينية للحصول على
 تغذية راجعة يمكن الاعتماد عليها حول الموقف التعليمي
 والجوّ الصفي, الامر الذي يمكّنه من إدخال التعديلات اللازمة
 والمناسبة وهذا يؤدّي إلى تحسين دوره .

                                     ( للبحث صلة)                                                                



 مصادر للاستزادة :

1.   خضور, يوسف, 2007, دراسات في التربية البيئية والسكانية, جامعة البعث ، كلية التربية ،
مديرية الكتب والمطبوعات, دمشق, سوريا .


2.الكبيسي ، عبدالمجيد حميد ثامر،1979 ، ديناميكية السكان وتنمية التعليم في العراق ،
 ملخص رسالة ماجستير(مترجم من الانجليزية الى العربية) في فلسفة الديموغرافيا من
 المركز الديموغرافي بالقاهرة(CDC ) مصر .



3.الكبيسي ، عبدالمجيد حميد ثامر ،2004، دراسة في السكان والتربية ، بحث ديموغرافي

 منشور في مجلة العلوم الانسانية والاقتصادية(مجلة علمية محكمة ) تصدرها جامعة الانبار ،

العدد الثاني – أيار 2004 ، الانبار ، العراق . 




4 . الكبيسي،عبدالمجيد حميد ثامر ،2009، مفاهيم التربية السكانية ومهارات تدريسها

 والأتجاهات نحوها لدى مدرسي التعليم الثانوي، اطروحة دكتوراه غير منشورة ،

الأكآديمية العليا للدراسات العلمية والأنسانية، قسم العلوم التربوية والنفسية،بغداد، العراق.


5.الكبيسي،عبدالمجيد حميد ثامر ،2009، محتوى التربية السكانية في كتب الجغرافية
المدرسية لصفوف المرحلة الثانوية في العراق، بحث ديموغرافي تربوي منشور
 في مجلة جامعة الانبار للعلوم الانسانية ،مجلة علمية دورية محكمة فصلية تصدرها جامعة الانبار ،ا
لمجلد الرابع - العدد الرابع - كانون الاول 2009 ، الانبار ، العراق .

6.الكبيسي، عبدالمجيد حميد ،2010،التربية السكانية :المفاهيم ، الاهداف ،المحتوى
،منحى النظم ،
المنهجية ،التقويم ،مكتبة المجتمع العربي للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان ، الاردن.
  

 7.Barry k. Beyer, 1971Inquiry in Social Studies Classroom :

A Strategy for TeachingColumbus , Ohio ,

Chartless E. Merrill Publishing Com. , US .

8.Khan, Riaz Shakir, 1999, Introduction of Population Education
 in : Population Content and Methodology Introduction,
 Millie Islamia, New DelhiIndia .


د.عبدالمجيد حميد الكبيسي

ليست هناك تعليقات: