حديث في :
المستوى التعليمي وتطوير العملية التربوية في المدارس الابتدائية
اعداد
ياسر مجيد محسن هاني خميس حسين
قال تعالى :
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }
صدق الله العظيم
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
{ العلم فريضة على كل مسلم }
صدق رسول الله
وقال عليه الصلاة والسلام :
{ اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد }
صدق رسول الله
المقدمة
نعلم جيدا ما آلت إليه العملية التربوية والتعليمية من إهمال شديد وتندي بالمستوى التعليمي للتلاميذ وحتى بعض المعلمين في هذا الوقت، وذلك لأسباب كثيرة تتعلق بالحياة الاجتماعية للمعلمين، ودخلهم بالإضافة إلى ترك الكثير من المعلمين وظائفهم (لهذا السبب أو ذاك)، وعزوف أكثر المعلمين المتخرجين عن التعيين خلال سنوات سابقة ،أما في هذا الوقت فأن العراق يعيش مرحلة صعبة جداً انعكست على مجمل الاوضاع التربوية في العراق .
لقد كان المعلم في الزمن الماضي مناراً للعلم والأدب ، وكنا نعد المعلم بوصفه شخصية كبيرة وفذة وكان منصبه كمنصب وزير أو موظف كبير بالدولة وكنا نخاف منه كثيراً ونحبه ونحترمه كثيراً بالإضافة إلى طرق التدريس التي كانت وعلى بساطتها طرق علمية وتربوية، فكان الجيل الذي تخرج على أيدي هؤلاء المعلمين جيلاً واعياً متحلياً بالعلم وسلاح الأدب .
أما في وقتنا هذا فانظر أخي الكريم ايها المربي إلى المعلمين وما آلت إليه تصرفات البعض منهم (بصراحة نقولها )غير لائقة بمربي ومعلم .. فالمعلم أيها الأخوة ليست بالكلمة البسيطة حيث المعلم قدوة ومؤدي رسالة اذ يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (إنما بعثت معلماً) ..
وقال الشاعر :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
بينما نرى بعض المعلمين اليوم غير مهتمين بهذه الرسالة الخالدة وغير مهتمين بهؤلاء التلاميذ .. ونرى اليوم كيف يؤدي المعلم بالاهتمام الكبير بالدروس الخصوصية وملء جيوبه بالاموال ، حتى راينا اليوم كيف يقوم التلميذ وللأسف الشديد بعدم احترام بعض المعلمين وغيرها من التصرفات الغير لائقة بمرشده وقدوته .
ولذلك ومن خلال المسؤولية والنصيحة فقد قمنا بإجراء هذا البحث المتواضع خدمة لنا ولإخواننا المعلمين والمعلمات ، ومن حرصنا الشديد لتقوية أواصر الأخوة والمحبة فيما بيننا ومن واجبنا أيضاً لرفع المستوى التعليمي لإخواننا والتلاميذ .. واملا ان يكون المعلم قدوة ومرشداً وصاحب رسالة فيكون متصف بالصفات الجميلة واعياً لهذه المرحلة التي يمر بها بلدنا العزيز ..
وفي الختام نرجو من الله العلي القدير ان يكون المستوى التعليمي للمعلمين والمعلمات والتلاميذ بالمستوى المطلوب مثلما كان في السابق واكثر ان شاء الله ونرجو من الله ان يكون بحثنا هذا خير دليل نافع يستفاد منه كافة المعلمين والمعلمات .
أهم الوسائل التي تؤدي إلى رفع المستوى التعليمي والتربوي للمعلمين والمعلمات في المدارس الابتدائية ...
يمكن تقسيم هذه الوسائل كما يأتي: -
1- في بداية عملك يجب ان تكون مخلصاً في عملك وان تتوكل على الله عز وجل وان تكون النية أي نية العمل صالحة لان لكل عمل نية لقوله (صلى الله عليه وسلم) : (إنما الأعمال بالنيات) وهذا هو من أهم الأمور الدينية والاجتماعية التي يجب على المعلم ان يتصف بها وهي النية والعمل المخلص فكلما كان المعلم مخلصاً في عمله يكون اجره عند الله كبير بالإضافة إلى ما ذكرناه يجب عليه ان يتصف بالصفات الحميدة وهي صفات المؤمنين وهي الاحسان وحسن المعاملة والعدالة والامانة وغيرها من الصفات التي سوف ناتي على ذكرها لاحقاً .
2- المظهر الجيد يجب على المعلم ان يكون مظهره جميلاً وجيداً لان المعلم في طبعه هو قدوة فيجب ان يكون المظهر الخارجي لائقاً بقوة ومؤدي رسالة فالملبس الجيد والانيق هو يعكس صورة أيضاً عن المعلم الناجح بالإضافة إلى ان التلميذ عبارة عن مقلد للمعلم فاذا رأى المعلم بملابس رثة وغير نظيفة فانه سوف يقلده كما هو فعليه يجب على المعلم الاهتمام الكبير بالمظهر الخارجي من كافة النواحي .
3- استخدام الطريقة الجيدة للتلاميذ بحيث تكون ملائمة جداً لمستوياتهم مراعياً الفروق الفردية وهذه من أهم اسباب المعلم الناجح بحيث تكون الطريقة العلمية طريقة حديثة وملائمة جداً للطرق التدريسية وهي كثيرة منها الملاحظة وحل المشكلات والالقاء والتقويمية وغيرها من الطرق بحيث ان يكون المعلم عارفاً بمستويات تلاميذه بشكل جيد فلا يستخدم طريقة أكثر من المستوى ولا طريقة اقل من بل يستخدم الطريقة الملائمة والصحيحة للتلاميذ ولا باس من استخدام أكثر من طريقة في درس واحد وهذا هو الصحيح فالطريقة المستخدمة في التدريس إذا استخدمها المعلم على طول السنة الدراسية فسيكون المعلم وطريقته مملة وغير مجدية فعلى هذا الاساس يجب على المعلم معرفة الخلفية العلمية للتلاميذ مع ايضاح الهدف من الطريقة والدرس واستخدام أكثر من حاسة في عملية التدريس فالمعلم الناجح هو الذي يستخدم الطريقة التي تربط المعلم بالتلميذ والمادة الدراسية .
4- على المعلم ان يقوم من خلال الطريقة العلمية المستخدمة في غرفة الصف ان يحبب المادة بالتلميذ .. وان يقوم من خلال طريقته وأسلوبه ان يحبب التلميذ به فيجب على التلميذ ان يحب المعلم والمادة التي يدرسها وهذا مما يساعد على تنمي العلوم في عقول التلاميذ مما يؤدي إلى خلق جيل جيد وواعي وهذه من النقاط المهمة جداً أي بمعنى (الأسلوب والتصرفات) .
5- دور المشرف التربوي .. بالنسبة إلى دور المشرف التربوي فهو دور كبير وفعال فالمشرف هو المتابع لجميع الحالات التي توجد في المدرسة فعلى المشرف ان يقوم بزيارة المعلمين في الصفوف وان يقوم بوضع الخطط اللازمة من شانها رفع المستوى العلمي للمعلم وان يقوم بكشف نقاط الضعف والقوة فاذا وجد نقاط ضعف في معلم مثلاً فعليه تنبيه المعلم وارشاده إلى الطريقة الصحيحة إذا كانت طريقة الالقاء أو الأسلوب للمعلم أو حتى على المسائل البسيطة مثل (نظافة الصف .. دفتر المادة ..الكتاب) وهكذا فعلى المشرف التربوي ان يقوم بزيارة ميدانية على المعلمين والتعرف عليهم والعمل معهم على ايجاد احسن الطرق العلمية للعملية التربوية والعلمية من شانه رفع مستوى التلاميذ العلمي وهذه هي الغاية لدور المشرف التربوي .
6- استخدام الوسائل العلمية والتعليمية .. تعتبر الوسيلة التعليمية من أهم الوسائل لتقريب المادة إلى التلاميذ فالوسيلة التعليمية هي من الوسائل التعليمية الحديثة للعلوم فاستخدامها في الصف ضرري جداً لكي يتعرف التلميذ ولو بصورة مبسطة إلى الواقع الحياتي والطبيعي للحالة التي يدرسها وهذا مما يساعد على فهم المادة بشكل كبير وصحيح وواقعي فنرى بعض المعلمين يقوم باستخدام الكتاب فقط كوسيلة تعليمية أو السبورة وهذا لا يؤدي بصورة أو باخرى خلق جو تعليمي فعليه يجب على المعلم استخدام الوسائل التعليمية المتاحة جميعها في مادة الصف وهي كثيرة مثل الكتاب والسبورة والدفتر والقلم والكتابة والخرائط والحاسوب والطباشير الملون والأبيض بالإضافة إلى ان المعلم الناجح هو الذي يخلق الوسيلة التعليمية بما تلائم مادته العلمية ووضع التلميذ بصورة جيدة وعلمية وواقعية بما تخدم العملية التربوية اذن فالوسيلة التعليمية لا مناص من استخدامها بشكل كبير في الصف لأنها تؤدي الأغراض التربوية والتعليمية بالشكل الصحيح والمنتظم .
7- دور مكتبة المدرسة وغيرها .. تعتبر المكتبة المدرسية من أهم الوسائل التي تساعد على تقوية العلوم لدى التلاميذ وهي تعتبر أيضاً من الوسائل والنشاطات الاصفية المهمة .. فسابقاً كان دورها كبير جداً للمعلمين بحيث كان معلم اللغة العربية خاصة يقوم بالقاء الدروس في المكتبة مستعيناً بالكتب والقصص والمجلات داخل المكتبة مما يساعد على توعية التلميذ وثقافته وزيادة وتوسيع الثقافة العامة للتلميذ فيجب على المعلم ان يقوم بالاستعانة بدور المكتبة أو بغرفة الحاسوب مثلا لأنها تساعد على المطالعة والعلوم وزيادة وعيه وثقافته بالإضافة إلى ان غرفة المكتبة والحاسوب تعتبر من الوسائل التي تساعد التلميذ على تنمي بعض المبتكرات وهي تساعد أيضاً على تنمية القدرات الفنية والقرائية والشعرية والأدبية والقصصية والمسرحية وغيرها من القدرات الأخرى .. التي طالما أنجبت لنا عباقرة ومفكرين وشعراء ..
8- عدم استخدام العقاب البدني نهائياً لأنه بدوره يعتبر العقاب البدني ما أهم الأمور التي تساعد على فرار وتسرب التلاميذ من المدرسة في الوقت الحاضر مما يساعد على قلة التلاميذ وضرب العملية التربوية اساساً .. بالإضافة إلى ذلك ان العقاب البدني أصلاً ممنوع لكننا نرى ألان في الوقت الحاضر بعض المعلمين عادوا لاستخدام هذه الطريقة كوسيلة لردع التلاميذ الضعفاء أو غير الخلوقين وهذه طريقة غير علمية وغير تربوية اذ ان هناك طرق أخرى يمكن بواسطتها معاقبة هؤلاء التلاميذ .. أما العقاب البدني فيجب على المعلمين الابتعاد عنه قدر الإمكان لأنه فيه جوانب سلبية كثيرة .
9- ربط المادة العلمية التي يدرسها المعلم بالمجتمع والمدرسة والواقع الذي يعيشه التلميذ وهذا من شانه يساعد التلميذ كثيراً في تصرفاته وأعماله الخارجية أي خارج المدرسة بحيث يعتبر التلميذ صفحة بيضاء يقوم المعلم بالنقش عليها كما يشاء .. فعلى المعلم ان يربط مادة الصف بالمجتمع الذي يعيشه التلميذ فمثلاً في مادة الجغرافية في موضوع الصناعة يقوم المعلم بشرح المادة وربطها بالمجتمع مثل الأغذية المحفوظة والالبان وهذا التعليم يعتبر تعليم ايجابي وتعليم تربوي ويساعد أيضاً على تشجيع صناعاتنا الوطنية .. ويجب أيضاً على المعلم عندما يقوم بربط الدرس بالمجتمع ان يقوم بدور ارشادي وتقويمي من خلال العادات الحسنة والصحيحة في المجتمع والحث على اتباعها مثل مساعدة الفقير والطاعة والبر بالوالدين وطاعة الأخ الكبير وغيرها من الأمور الدينية مثل الصلاة والصوم أما العادات السيئة والمشينة فيحثهم على تركها وعدم الخوض فيها مثل الكذب والغش والكلام البذيء والتشاجر فيما بينهم وغيرها من العادات السيئة .. فعلى المعلم ان يقوم بربط المادة العلمية بثلاث مستويات هي (المدرسة – البيت – المجتمع) .
10- دور مدير المدرسة .. يعتبر دور مدير المدرسة دور كبير من خلال الدوام والمواظبة عليه ومحاسبة المعلمين المقصرين في اداء واجباتهم تجاه التلاميذ فيعتبر دوره فعال للمعلمين من حيث توجيههم ونصيحتهم .. وكذلك على المدير ان يقوم بزيارة المعلمين في صفوفهم والوقوف على مستويات تلاميذهم فدوره لا يقل عن دور المشرف التربوي والمتابعة وتوجيه المعلم إلى افضل واحسن الطرق العلمية التي تساعد على رفع المستوى العلمي للتلاميذ ومحاسبة المقصرين منهم في واجباتهم تجاه التلاميذ .. وكذلك يجب على المدير ان يقوم بالاجتماع الدوري بينه وبين المعلمين من اجل اعطاء فرصة كبيرة فيما بين الاسرة التعليمية للنقاش وابداء رايهم من اجل رفع المستوى التعليمي للتلاميذ وكذلك لحل أي مشكلة تحصل في المدرسة .. وهذا واجب المدير الناجح الذي يقوم بكشف الاخطاء والمشاكل ويقوم بحلها مباشرة .
11- حل المشاكل العالقة بالمدرسة من خلال عقد الندوات بين المعلمين وذلك من اجل ان تكون بيئة المدرسة بيئة صحية ونظيفة .. فالمناقشة والندوة بين المعلمين يستطيع من خلالها المعلم من الوقوف على اراء المعلمين الاخرين والاستفادة من خبراتهم عن طريق اطروحاتهم وخصوصاً المعلمين القدماء ذوات الخبرة والتجربة فلا باس ان يقوم معلم ذي خبرة من ان يعلم معلم اخر جديد أو عديم الخبرة طريقة جديدة في التدريس أو حل مشكلة لديه وهذا يساعد على نشر المحبة وحب التعاون بين الاسرة التعليمية مما يساعد على انشاء اسرة تعليمية ممتازة قادرة على رفع المستوى التعليمي للتلاميذ .
12- الدورات التدريبية .. وهذه النقطة من النقاط المهمة التي تساعد على رفع مستوى العلم والمعرفة لدى المعلمين .. فالدورات مهمة وخاصة للمعلمين الجدد الذين ليس لديهم طريقة معينة للتدريس ولا اسلوب متكامل ولا طريقة القاء معينة وغير ذلك فالدورات تساعد المعلم بشكل كبير إلى رفع مستواه العلمي ومواكبة التطور العلمي الحاصل في الدول المتقدمة من حيث المواصلة في احدث الطرق العلمية والتعرف على الاساليب الجيدة للتعلم من خلال المحاضرات الملقاة على المعلمين والاستفادة فيها نظرياً وعلمياً .. بالإضافة إلى ذلك التعرف على الطرق التدريسية الحديثة واستخدامها بشكل كبير مما يساعد على تطور العملية التربوية ورفع المستوى العلمي للتلاميذ من خلالها بالإضافة إلى ذلك ان الدورات التدريسية تساعد على تنمية قدرات المعلم الفكرية والعلمية وابتكار الطرق الجديدة للمعلم .
13- مشاهدة وزيارة المعلمين فيما بينهم وذلك من شانه يساعد على تعرف المعلمين على طرق التدريس بينهم .. وكذلك يساعد على الاستفادة من الخبرات من المعلمين القدماء مما يؤدي إلى رفع المستوى العلمي بين المعلمين وخاصة المعلمين الجدد .. وهذا من شانه يساعد للتعرف على طرق التدريس الجيدة بينهم ومشاهدة الدروس تساعد على معرفة طريقة الدرس وكيفية القاءه .. بالإضافة إلى ذلك ان زيارة المعلمين إلى المعلمين في المدارس الأخرى ومشاهدة الدروس عملياً تساعد على الوقوف على افضل الطرق التدريسية والتعليمية التي من شانها ان تساعد على رفع المستوى العلمي وابتكار الطرق الجيدة للتلاميذ .. بالإضافة إلى ذلك مناقشة المعلمين فيما بينهم مناقشة جادة وعملية تؤدي للوصول إلى الطرق الحديثة للتدريس وحل المشاكل العالقة بالنسبة إلى المادة العلمية في الدرس واستخدام الوسائل التعليمية الكفيلة إلى وصول المادة العلمية للتلميذ ورفعها .
14- اقامة الدروس التدريبية .. يجب اقامة الدروس التدريبية من حين إلى اخر وبشكل دوري وفعال من خلال القاء الدروس العلمية الجيدة والحديثة واستخدام الطرق التدريسية الحديثة والعلمية من شانه هذا يساعد على رفع المستوى العلمي للمعلمين .. بالإضافة إلى ذلك ان هذه الدروس تساعد المعلمين على الالقاء الجيد والابتكار والموهبة التي من شانها ايجاد افضل الصيغ لانجاح العملية التدريسية .. كما تساعد هذه الدروس على رفع المستوى العلمي للمعلمين ومن ثم التلاميذ .
15- استخدام الوسائل التعليمية الحديثة من قبل المعلمين في الدروس العلمية من شانه ان يساعد المعلم على القاء درس وبطريقة مثلى وهذا يساعد على فهم موضوع الدرس ويجب على المعلم استخدام هذه الوسائل التعليمية في جميع الدروس وجميع النواحي العلمية فمن غير الوسائل التعليمية لا يستطيع المعلم ايصال المادة العلمية للتلميذ ولا فهم موضوع الدرس فيكون الدرس مملاً جداً .. فعليه ان المعلم الناجح هو الذي يستخدم افضل الوسائل والطرق لايصال المادة العلمية باسرع وقت واقل جهد والوسائل التعليمية تساعد على الابتكار واكتشاف الموهوبين من التلاميذ ومن هذه الوسائل (الطباشير – السبورة – الكتاب – الدفتر – الحاسوب – الخرائط – وغيرها) وهذه تساعد على تنمية وتطور المستوى العلمي للمعلمين لذلك يجب على جميع المسؤولين ان يقوموا بتوفير هذه الوسائل التعليمية لجميع المدارس لكي يقوم المعلم باستخدامها والاستفادة منها في رفع العملية التعليمية .
16- يجب على المعلم ان يقوم بعدد من النشاطات اللاصفية التي تساعد على اكتشاف الموهوبين والخروج من الملل الذي يسببه كثرة الدروس والواجبات ومن أهم هذه النشاطلت هي السفرات المدرسية التي تساعد التلميذ على الخروج من واقع الدراسة بالترويح عن النفس والاطلاع على بعض المواقع السياحية أو الحضارية وخاصة السفرات العلمية التي تساعد التلاميذ الحضور عملياً في بعض المواقع الاثرية .. بالإضافة إلى ذلك قيام بعض المعلمين أيضاً بالمسابقات العلمية والرياضية التي تنمي لدى التلميذ بعض المواهب وتساعد أيضاً على تنمية العقل وارتفاع مستوى التلميذ العلمي بالإضافة إلى أساليب أخرى مثل الانشطة التي تتعلق بانشاء النشرات المدرسية والخط والرسم والمعارض والمسرح وغيرها من الانشطة التي تساعد على رفع مستوى التلميذ الفني واكتشاف الموهوبين .
17- اقامة الاحتفالات والمناسبات الدينية والاجتماعية والعلمية من شانه يساعد المعلمين والتلاميذ اسلوب الالقاء وتعليم التلاميذ حب وتقديس المناسبات المهمة ورفع مستوى المواطنة لدى التلاميذ وحب الوطن والاسهام في بناءه والعمل على ازدهاره من خلال هذه النشاطات الجميلة بالإضافة إلى ان هذه اللقاءات تساعد على تقديم النصائح والإرشادات المدرسية المهمة من قبل المعلمين وتذكيرهم بأهمية العلم والمعرفة وسعيهم إلى أداء واجباتهم بإخلاص وتفاني .
18- على المعلمين ان لا يتقيدوا بالمادة العلمية أي مادة الكتاب بل عليهم الخروج عن بعض المفردات عن مادة الدرس وربطها بالواقع الاجتماعي الذي يعيشه التلميذ أي بمعنى آخر لا باس من الخروج عن بعض المواضيع التي يستطيع المعلم من خلالها إيصال المعلومات والدروس للتلاميذ وهذا يأتي من خلال ثقافة المعلم الكبيرة .
19- دفتر الخطة .. يجب على المعلمين الاهتمام الكبير بدفتر الخطة اليومية والسنوية والتاكيد عليه من قبل مدير المدرسة والمشرف التربوي وقيام المعلم بتقسيم مواد الكتاب على اشهر السنة لكي يساعد هذا على اكمال المنهاج وعدم ترك أو إهمال أي موضوع من مواضيع الكتاب لكي لا يساعد هذا على إضعاف المادة العلمية لدى التلاميذ وكذلك يسهم في ضعف العملية التربوية فعليه يجب على المعلمين الاهتمام بهذا الموضوع اهتماماً كبيراً ويعتبر دفتر الخطة هو دستور المعلم الذي يجب عليه الالتزام به وعدم الخروج عنه مطلقاً .
20- على المعلم ان يقوم بتحضير مادة الدرس قبل القاءه على التلاميذ مما يساعد على اعطاء درس جيد وطريقة جيدة وحسنة .. وليس من العيب ان يقوم المعلم من قراءة وتحضير الدرس قبل يوم من القاءه مثل تحضير أي موضوع معين لمادة معينة وقراءته بشكل صحيح لكن العيب هو فشل المعلم من القاء الدرس بصورة صحيحة .. وعليه يجب على المعلمين تحضير موضوع الدرس والاستفادة من كتاب المادة العلمية لكي يسهل عليه اعطاء درس نموذجي يسهم في تطوير العملية التربوية مما يؤدي إلى رفع المستوى العلمي للمعلمين .
21- من النقاط المهمة جداً يجب ان يقوم المعلم ومنذ بداية حياته الدراسية بالاطلاع على الكتب والمجلات والجرائد الخارجية ولكافة المواضيع العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية وغيرها من المواضيع الأخرى بحيث من شانه هذا ان يؤدي إلى رفع ثقافة المعلمين وعدم وقوعه بأي إشكال وخاصة لدى طرح التلاميذ بعض الأسئلة الخارجية .. وكذلك على المعلم ان يقوم ببعض الزيارات الأسبوعية إلى المكتبات العامة واقتناء بعض الكتب المفيدة بالإضافة يجب عليه التعرف على أخبار الشعوب اليومية من خلال الصحافة والجرائد والأجهزة المرئية والسمعية مثل التلفزيون والراديو ويجب على المديرية العامة للتربية ان توفر هذه الكتب في المكتبات وهي مهمة كما مر ذكر هذا في الموضوع سابقاً .
22- على المعلمين ان يقوموا باستخدام أفضل الطرق لايجاد جيل قوي وواعي فعليهم عدم ترك التلاميذ الذين يكون مستواهم العلمي ضعيف بل يجب عليهم المثابرة وبذل الجهد من اجل رفع المستوى العلمي لهؤلاء التلاميذ .. فعندما نقوم بزيارة بعض المدارس نرى ان مستوى التلاميذ الضعفاء كبير جداً وعندما نقوم بالسؤال عن ذلك يقوم المعلم بتعليل السبب ان هذا التلميذ ضعيف وكسلان بالإضافة إلى بعض الاسباب الأخرى مما يؤدي إلى ترك هذا التلميذ من قبل المعلم واهماله من كل الجوانب وهذا خطأ شائع فيجب على المعلم ان يقوم بتغيير الواقع العلمي ورفع مستواهم وعدم تركهم أو اهمالهم فنحت نؤمن بالفروق الفردية بين التلاميذ ولكن لا نؤمن بترك التلاميذ الذين يكون مستواهم العلمي ضعيف .
23- على المعلمين ارسال أخبار التلاميذ ومستوياتهم العلمية إلى اولياء امورهم اسبوعياً أو شهرياً عن طريق زيارتهم إلى بيوتهم أو عن طريق طرق أخرى وذلك لكي يطلع اولياء الأمور على المستوى العلمي لابنائهم وتذليل الصعوبات والمشاكل التي تواجههم في المدرسة وكذلك لكي يطلع المعلم على حالة التلميذ المعيشية في بيته لكي يساعده على فهم التلميذ .. وهذا مما يساعد على خلق روح التعاون والمحبة بين الأسرة والمدرسة وهذه من الأمور المهمة التي يجب على المعلم القيام بها بالإضافة إلى تبادل الآراء بين المعلمين وأولياء الأمور من شانه رفع المستوى العلمي لأبنائهم وحل مشاكلهم .
24- على كافة المعلمين دراسة (علم النفس العام والطفل ) من شانه يساعد المعلم على انشاء جيل واعي مثقف ومؤمن لان علم النفس يساعد على فهم واقع التلاميذ الفكري والعقلي والبدني لان بعض التلاميذ ربما يعانون من مشاكل غير المشاكل الدراسية مثل مشاكل تتعلق في الفهم أو مشاكل بدنية أو عقلية أو مشاكل تتعلق بنفسية التلميذ في المجتمع أو البيت فعليه دراسة علم النفس والوقوف على آراء العلماء وكيفية حل هذه المشاكل بحيث يعتبر هؤلاء العلماء بان الأطفال هم عبارة عن ورقة بيضاء يقوم الكاتب أو الناشر بالنقش عليها وعليه مداراتها والاهتمام بها اهتماماً كبيراً من حيث نظافتها وسلامتها من كل شيء .
25- على المعلمين وادارة المدرسة القيام بتكريم التلاميذ المجدين والمثابرين لان هذا يعطي دفعة معنوية وحافزاً كبيراً للتلاميذ الذين يكون مستواهم العلمي اقل منهم على المثابرة والجد في الدراسة لتحسين مستواهم العلمي ولا ضرر من ان يكون هذا التكريم في الاصطفاف اليومي لكي يطلع عليه جميع التلاميذ وكذلك ان هذا التكريم يحفز التلاميذ المجدين أنفسهم إلى بذل الجهد للمحافظة على مستواهم العلمي وتحسينه بصورة أفضل .. وكذلك يجب على المعلمين الاهتمام الكبير بالتلاميذ الجدد تلاميذ الصف الأول فان هؤلاء يحتاجون إلى رعاية خاصة واهتمام كبير غيرهم من الصفوف الأخرى فعليهم استخدام مبدأ الثواب والثناء على التلاميذ المجدين من شانه رفع المستوى التعليمي للتلاميذ في المدارس الابتدائية .
26- لوحظ في الآونة الأخيرة قيام المعلمين بإعطاء الدروس الخصوصية والاهتمام بها بشكل كبير مما يؤدي هذا العمل إلى التأثير على خلفية المعلم وإهمال ما هو مطلوب منه في قاعة الصف .. وان هذه الدروس تؤدي إلى قيام المعلم من التركيز على الجانب المادي وإهمال المادة العلمية وترك الدروس المناطة له مما يؤثر سلباً على المعلمين والتلاميذ سواء .. وكذلك نرى قيام المعلمين بتدريس التلاميذ الذين يدرسونهم في مدارسهم وهذا من الاخطاء الكبيرة الشائعة لان هذا يعني شراء النجاح من قبل التلاميذ مما يساعد هذا على ترك التلاميذ للدراسة في قاعات الدرس واهتمامهم فقط بالدروس الخصوصية وهذا يؤدي إلى تعليم تقليدي عادي مما يساعد على انتكاس المستوى التعليمي للتلميذ والتعليم والمادة العلمية .. فعليه يجب على المعلم الناجح ان يترك هذا النوع من الدروس والاهتمام بالمدرسة والكتاب داخل قاعة الدرس .
27- اهتمام المعلمين وادارة المدرسة بصندوق التكافل الاجتماعي في المدرسة مما يؤدي إلى مساعدة التلاميذ الفقراء واهلهم وذويهم وخاصة نحن نعيش حالة من عدم الاستقرار الكامل وحالة الفقر التي يمر بها بلادنا .. بالإضافة إلى ان أي مبلغ بسيط يقوم المعلم بدفعه لا يؤثر عليه ويعتبر هذا المبلغ هو زكاة تعطى للفقراء والمساكين وهذا واجب ديني وواعز ايماني يؤجر عليه يوم القيامة ان شاء الله .. فعلى ادارة المدرسة الاهتمام بهذا الموضوع اهتمام كبير وهو شيء طوعي وليس اجباري ولكنه من الجانب الديني واجب كبير على كل مسلم القيام به .. بالإضافة إلى الفوائد الكبيرة التي تجنى من هذا العمل منها مساعدة التلاميذ أبناء الفقراء والايتام وابناء الارامل مساعدة مالية تساعدهم على توفير ولو جزء يسير من متطلبات ابناءهم من ملبس وماكل وكتب وقرطاسية وغيرها من الأمور المهمة الأخرى ومنها رسم الابتسامة على وجوه هؤلاء الأطفال وكذلك الاجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى .
28- من عوامل اسباب نجاح المعلم هو كسب الطلاب فلابد ان يكون مؤهلاً تاهيلاً نفسياً وعلمياً وتربوياً واهم هذه المؤهلات (القدوة الحسنة) فعلى المعلم ان يتحلى بالصبر والحلم والحكمة والشفقة والرحمة والتواضع وان يكون على دراية كاملة باحوال التلاميذ وخصائص المرحلة التي هي فيها متغيرات الزمان وفلسفة التربية وان يبتعد عن المثالية فطالب اليوم ليس كطالب الامس كما ويجب على المعلم ان تكون قدرته العلمية كافية لايصال المعلومات وهذا يعتبر أيضاً من المؤهلات التي تساهم بشكل كبير في جذب التلاميذ وحبهم واحترامهم وتفاعلهم مع المعلم .
29- من اسباب نجاح المعلم ورفع مستواه العلمي يجب عليه ان يتصف ببعض الصفات الأخرى وهي :
أ- ان يكون سهلاً وسلساً وليناً ويكثر من السلام على التلاميذ لقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( الا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ..افشوا السلام بينكم).
ب- ان يبتعد المعلم عن العبوس ويترك الشدة المفرطة في التعامل ولا يكثر من الزجر والتانيب والتهديد والتوعيد (رفق من غير ضعف وحزم من غير تعسف) .
ج- لا يسخر من التلاميذ ولا يستحقرهم ويستمر في التشجيع لهم .
د- العدالة بين التلاميذ وهذه من أهم صفات المعلم الناجح يجب عليه ان لا يفضل تلميذ على آخر .
ه- العفو عند المقدرة بحيث يعفو عن المسيء ويعطيه فرصة لاصلاح خطئه ثم يعالج المعلم الخطأ بالاعتدال والحل الصحيح .
و- ان يكثر من الثواب والثناء على التلاميذ .
ز- لا يستخدم التلاميذ في الأمور الشخصية الخاصة به وادخال الضحكة والدعابة عليهم .
ح- التقرب من التلاميذ والمساهمة في حل المشكلات بالتعاون معهم واشعارهم بانك كالاب الحنون لهم أو الاخر الكبير .
ط- ابذال كل الجهد في افهامهم المادة والصبر على ضعفهم ومراعاة الفروق الفردية والتنوع في طريقة التدريس وعدم إرهاق التلاميذ في كثرة الواجبات المنزلية حتى لا يصيبهم الملل .
30- على المعلم ان يكون قدوة حسنة ومربي وقائد للتلاميذ وان تكون شخصيته قوية وان يحسن إلى التلاميذ بالبر والعمل الصالح ولا يجب على المعلم ان يقوم بوضع عوائق أو حواجز بينه وبين التلاميذ من خلال النظرة التشائمية ولا يترك الحبل على غاربه متنكبين وفارين من المسؤولية الملاة على عاتقهم متحججين بذرائع وأوهام خاطئة .
الخاتمة :
وفي نهاية حديثنا المتواضع نسال الله عز وجل ان تكون هذه المعطيات مفيدة لإخواننا المعلمين، وان تكون دليل لهم في الطرق التدريسية والتعليمية، و يكون لهم قانون يعتمدون عليه في حياتهم العلمية .. فالمعلم كما ذكرنا سابقاً قدوة ومربي فينبغي ان تكون التصرفات والاعمال مبنية على الأخلاق الحميدة بالإضافة إلى ما ذكرناه من طرق تدريسية وتعليمية التي يحتاجها المعلم في قاعة الصف وهذا جزء يسير نقدمه أيضاً لأخواننا المعلمين وذلك من حرصنا الدائم على العملية التربوية وعلى التعليم بشكل خاص وما آلت عليه الظروف الراهنةوالتي جعلت بعض المعلمين ذوي مستوياتهم علمية متدنية .
واخيراً نسال الله ان يوفقنا جميعاً لخدمة العلم والعلماء وان يوفق راعي المسيرة التربوية مدير عام تربية الانبار لخدمة مصالح المعلمين والدفاع عنهم من مبدأ (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ..
ياسر مجيد محسن / معلم مدرسة الفرسان / مركز المحافظة
هاني خميس حسين / مدير مدرسة القرسان للبنين / مركز المحافظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق