صدر حديثا عن دار الإعصار العلمي، عمان ، 2018 كتاب: "الإنسان والبيئة- رؤى بيئية تربوية"
، من تأليف د.عبدالمجيد
حميد الكبيسي
عنوان الكتاب: الإنسان والبيئة_ رؤى بيئية تربوية
الفئات: تربية، بيئة
المؤلفون: د.عبد
المجيد حميد الكبيسي
ISBN: 978-9957-98-318-5
الناشر: دار
الإعصار العلمي، عمان
تاريخ النشر: 2018
الاصدار: طبعة
أولى
عدد الصفحات: 519
اللغة: العربية
مواصفات الكتاب:
الغلاف الخارجي من الكرتون المقوى
وصف الكتاب: لكون البيئة هو موطن الحياة، فأن أول ما يجب
على الإنسان تحقيقه (حفاظاً على الحياة) هو حماية البيئة. وبما أن الإنسان هو أكبر
مؤثر في البيئة سلباً أو إيجاباً فإن حماية البيئة تستلزم فهم البيئة فهماً صحيحاً
بكل عناصرها ومكوناتها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، وذلك إلى جانب العمل
الجماعي الجاد لحماية هذه البيئة وضمان استمرارها موطنا مقبولاً للحياة. بعبارة
أخرى ينبغي أن يفهم الإنسان ( فهما منظومياً تقويمياً متقدماً) حقيقة البيئة على
أنها تشكل نظاماً شاملاً متكاملاً لا يقبل التجزئة، ويتميز بالتفاعل المستمر بين
مكوناته الحية وغير الحية، إلى جانب المكونات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية
والسياسية والتقنية، وأن تتمحور البيئة أساساً حول الإنسان الذي هو المكون الحي
الرئيسي فيها. وحتى يمكن أن يفهم الإنسان هذه الحقيقة، ويَعِيَها بعمق، ويعمل من
منطلقها، فإنه يحتاج إلى المؤسسات التي تقوم بتوعيته وإفهامه وإشراكه في المسؤولية
لكي يصبح ذلك إدراكا لديه، وسلوكا يتبعه في حياته، ونهجا يسير عليه.
لقد تميز موضوع البيئة عبر مراحل سبقت
القرن العشرين بأهمية محدودة تكاد تقتصر على وصفها وتحديد أهم عناصرها ومكوناتها،
وذلك في إطار الإمكانيات المتاحة لرصد الشواهد والمتغيرات التي تطرأ على عناصر هذه
"البيئة"، فالمصطلح ذاته كان شاملا جامعا لم يختلف عليه ولا حوله
العلماء كثيرا، ولكن توجهات العالم الحالية بدأت تتمحور حول الإحساس العام
بالأخطار البيئية والمتاعب التي يتعرض لها هذا الكوكب في ظل تزايد الاتصالات
العالمية والتقدم التقني، مما اضاف المزيد من القلق الذي يشكل فجوة هائلة ( تتزايد
مع الايام) بين الإنسان واستهلاكاته المتطرفة وطموحاته غير العقلانية من جهة،
وتدهور البيئة ومواردها من جهة أخرى، وبهذا أخذ مصطلح "البيئة" معانيَ
اكثر عمقا واتجاها وموضوعية في الأطر الفلسفية المتنوعة للتيارات المعاصرة.
وقد حرك هذا القلق الواسع رغبة العلماء
والباحثين لمزيد من البحث والدراسة والعمل، فبعد ان كانت المشكلة السكانية شغل
العلماء الشاغل اصبح الآن المركب البشري كله: الكوكب والسكان والموارد في خطر،
واصبحت الأزمة البيئية على كل لسان، فقفزت
الى المناهج الدراسية مصطلحات جديدة عرفها المتعلم أخيرا، لم تكن واردة من قبل في
القواميس والمعاجم مثل: المحيط البيئي والتوازن البيئي والتلوث البيئي والاستراتيجيات
البيئية والوعي البيئي والتربية البيئية.. ولعل من أهم الأدوار الرئيسة للباحث في
علوم البيئة هو العمل على تحسين إدارة الموارد الطبيعية، والتخفيف من التلوث من
اجل الحفاظ على الموارد الطبيعية العالمية صحية ومتوازنة بقدر الإمكان .فمن خلال
تطوير مفاهيمنا لنظم التفاعلات البيئية قد نكون قادرين على تحديد وتنفيذ حلول
فعّالة للتحديات البيئية التي نواجهها حاضراً ونتوقّعها مستقبلاً. فمثلاً تشكل
دراسة التأثير على البيئة أداة وقائية تدخل في إطار سياسة حماية البيئة، وتتضمن
هذه الدراسة ثلاثة عناصر:
■ العنصر الأول: مراقبة ورصد الحالة البيئية
(العنصر التشخيصي).
■ العنصر الثاني: إصلاح الأضرار الناجمة عن
الأنشطة البشرية (العنصر العلاجي).
■ العنصر الثالث: الوقاية من الأضرار المستقبلية
(العنصر الوقائي).
وفي هذا السياق جاء موضوع هذا الكتاب
ليتناول مفهومين واسعين هما "الإنسان والبيئة":
-
المفهوم الأول (الإنسان):
الإنسان ( وفق تدرج الفهم النسبي عبر
الزمن ) هو ذلك الحيوان الناطق، أو الحيوان العاقل، أو الحيوان الواعي، أو الحيوان
الحالم، أو الحيوان ذو المعرفة، الحيوان الحي الحساس المتحرك بالإرادة، الحيوان ذو
التاريخ، الحيوان التلفزيوني.. فالإنسان هو ذلك الكائن البشري بأعراقه وأصوله
وألوانه المختلفة المتنوعة، بدأ عبر التأريخ
كإنسان متجول، ثم ما لبث أن استقر فأصبح مزارعا، ثم تطور ليصبح إنسانا
صناعيا، ثم تطور ليصبح إنساناً معلوماتيا. وهو الإنسان المعاصر الذي يعيش فوق تراب
الكرة الأرضية، ويسعى منذ بداية القرن العشرين وبكافة الوسائل المتاحة الى استغلال
أكبر قدر ممكن من الموارد الطبيعية بوصفه مخلوقا متميزا عن بقية الكائنات الحية،
ويعيش واقع العلاقة بين الإنسان وبيئته بسلبياتها وإيجابياتها وتطوراتها.
-
المفهوم الثاني (البيئة):
البيئة تلك المنظومة الكبرى التي
تتضمن مجموعة النظم الطبيعية والاجتماعية
والثقافية المتشابكة مع بعضها البعض لدرجة التعقيد والتي تؤثر وتحدد بقاء البشر في
هذا العالم الصغير، ويتعاملون معها بشكل دوري، وتشكل موطنا للإنسان والكائنات
الأخرى. وبالتالي التمهيد لمحاولة سحب هذا الموضوع
الى إطار أساسيات محتوى الدراسة البيئية التربوية التي قد تسهم في تشكيل قاعدة
معرفية متطورة للإعلام والثقافة البيئية وللتربية البيئية.
والكتاب بمجمله محاولة لعرض حزمة من الرؤى
البيئية التربوية تلتقي عند العلوم البيئية وما حولها في اطار تصوير علمي فني
لقضايا الإنسان والكون الحياة، ويتألف من عشرة
فصول ؛ كتبت فصوله من خلال إسلوب بعيد عن التعقيد وبلغة متناول اليد
للجميع، انطلاقا من استراتيجية تقديم مادة تعريفية واسعة عن الإنسان والبيئة وما
يتعلق بهما من قضايا اجتماعية واقتصادية وتربوية وفلسفية وروحية ( تشكل بمجموعها
حصيلة معلوماتية شاملة قد تؤسس لقاعدة معرفية منظومية للتربية البيئية، وما
يصاحبها من أنشطة بيئية موازية في التربية النظامية وغير النظامية) .. وذلك بما
يخدم الفرد والمجتمع والمؤسسة العلمية المعاصرة.
فيتناول الفصل الأول مشكلة دراسة "الإنسان
والبيئة" واهميتها على الصعيد الأكاديمي والتربوي والحياتي على نحو عام.
وكرس الفصل الثاني للتعريف بماهية البيئة
ومفهوم البيئة من وجهات نظر متنوعة، وتصنيف أنواعها وفق ابرز المعايير العالمية.
ثم دراسة علم البيئة بمفاهيمه وتطوره ومستوياته ومجالاته وتقسيماته.
ويقدم الفصل الثالث عرضا مفصلاً لمفهوم النظام
البيئي ونهجه ومكوناته ومدخلاته ومخرجاته وأنواعه، ثم منحى النظم البيئية ونهجها
المنظومي في دراسة العلاقات البيئية، وذلك في إطار التفاعل بين المنظومات البيئية
وانعكاساته على تعقد علاقاتها، ودور الإنسان في تغييرها، ثم التوسع في دراسة مفاهيم التوازن البيئي وعوامل الإخلال
به.
ويحاول الفصل الرابع تبيان علاقة الإنسان
مع البيئة قبل الولادة وما بعد الولادة، ومراحل تطور علاقة الإنسان بالبيئة من
مرحلة الصفر وصولاً الى مرحلة ثورة المعلومات والاتصالات، والأسس والمبادئ التي
تحكم هذه العلاقة وأزمتها الحالية، والتيارات الدينية والفلسفية المعاصرة
المتمحورة حول المذهب البيئي، ثم التوجهات والفلسفات المفسرة لعلاقة الإنسان
بالبيئة ( والتأثير المتبادل بينهما) مع أحدث النظريات والفرضيات السائدة.
ويعطي الفصل الخامس اهتماما متميزا
للدراسات البيئية التي تعد بمثابة " قلب هذا الكتاب" حيث يتضمن مفهومها
وأهميتها ومداها، ويشكل علم البيئة ( الإيكولوجي) بالمقابل " مركز
استقطاب" الدراسات البيئية وعلاقاته مع العلوم الأخرى (الطيف البيولوجي).
فيستعرض هذا الفصل بعض نماذج من مختلف العلوم في إطار الدراسات البيئية، ودورها في
حماية البيئة، ليقوم بعد ذلك بالتمييز بين
كل من الدراسة البيئية والتربية البيئية والثقافة البيئية، وذلك توطئة لإنشاء
قاعدة معرفية تربوية بيئية بمرحلتين: الأولى هي مرحلة جمع المعلومات البيئية
الضرورية وتفسيرها، والثانية هي اختيار المواد البيئية وتنسيقها تربويا، وتعد هذه
قاعدة معرفية (علمية) رصينة تستند عليها التربية البيئية وآفاقها الرحبة ( محتوى
واهدافا ومنهجية..).
ويوضح الفصل السادس التحديات البيئية
ممثلة في مخاطرها الثلاثة (المشكلات البيئية، الكوارث البيئية، الأزمات البيئية)
وبيان أسبابها وبيان أبرز تداعياتها.
ويركز الفصل السابع على مفهوم التلوث
البيئي ومصادره ودرجاته وأنواعه وفق أدق التصنيفات المعاصرة.
ويحاول الفصل الثامن رسم بعض سبل تحسين
الوضع البيئي من خلال تجويد السياسة البيئية، ومن خلال التربية البيئية وصويحباتها
من وسائل التثقيف والإعلام البيئي، وبيان أساليب مكافحة تلوث البيئية، والجهود
التكنولوجية في مسيرة حماية البيئة، والتنمية المستدامة، والاقتصاد الأخضر، وتقييم
الأثر البيئي للمشاريع، والأمن البيئي، والبصمة البيئية، والسياحة البيئية، والإدارة الجيدة للمؤسسات البيئية، والاهتمام العالمي بالبيئة، وقانون البيئة، ومعالجة النمو
السكاني والتدهور البيئي، وتعزيز مبدا الوسطية في العلوم البيئية، وإعادة الوفاق
بين الإنسان والبيئة.
وفي الفصل التاسع جرى الحديث عن المؤشرات
البيئية في العراق بتضمّنها نبذة وصفية عن
العراق وظروفه البيئية، ثم استعراض أهم المؤسسات البيئية النشطة في العراق سواء
على الصعيد الحكومي أو الأهلي أو الثقافي أو الإعلامي ثم إعطاء مؤشرات عامة عن
التدهور البيئي فيه، وإبراز أهم التحديات البيئية في العراق كمعيار مقارنة مع
المماثل لها على الصعيد العالمي.
ويختتم الفصل العاشر هذا الكتاب بدراسة
القضايا البيئية في الإطار الإسلامي من خلال محاولة تقديم رؤية إسلامية للقضايا
البيئية تتضمن إعطاء لمحات عن البيئة والمعتقدات الدينية حولها، وعن البيئة
والمعتقد الإسلامي لها، ليبين بعد ذلك معطيات البيئة والتوازن البيئي في الإسلام،
ونظرة الإسلام الى التلوث البيئي، والمعالجات البيئية والتشريعات الإسلامية لحماية
البيئـة، والعلوم البيئية في التراث الإسلامي وموقف الإسلام من تيارات المذهب
البيئي، ثم بيان استنتاجات وتوصيات رؤية إسلامية للقضايا البيئية. وفي ذلك جزء من
محاولة تقليل فجوة الفهم بين العلم الحديث من جهة، وبين المبادئ الإسلامية التي هي
بحق المنار العلمي التكاملي الرائع من جهة أخرى.
مع تحيات
محمد أمين خضر العلواني