التعليم والتدريب في الإطار التربوي

الاثنين، 24 أغسطس 2015

معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي : الهندسة البيئية (رؤية تربوية)



                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم


  





الهندسة البيئية
 

عبد المجيد حميد الكبيسي


 

المهندس

معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي




(محاضرة مقدمة إلى ندوة ة التوعية البيئية على قاعة مبنى الإعداد والتدريب)
3/10/2010-5/4/2010

 


مقدمة :

يعيش الإنسان منذ أن خلقه الله سبحانه وتعالى في بيئته يستمد منها قوته وأسباب نموه الفكري و المادي والأخلاقي والاجتماعي والروحي  .والإنسان بما وهبه الله سبحانه وتعالى من خصائص بيولوجية تميزه عن باقي اﻟﻤﺨلوقات يعيش باستمرار في مستوى طاقة احتمال بيئته، بينما باقي اﻟﻤﺨلوقات تعيش دون مستوى طاقة احتمال بيئاتها . ولقد أدى التقدم الكبير الذي أحرزه الإنسان في مجالات العلم والتكنولوجيا إلى أحداث إخلال بل تدهور في مكونات البيئة..  بحيث أصبح خطر العيش فوق طاقة احتمال البيئة متوقعا، بل لعله واقعا في بعض اﻟﻤﺠالات وبعض الأقطار، إذ بدأنا نعيش أو نسمع عن  »مشكلة الغذاء » « ومشكلة الطاقة » « ومشكلة السكان  « » ومشكلة التلوث « وهي مشكلات ناجمة عن النشاطات البشرية في البيئة . وبدأ الإنسان يقلق على مستقبل حياته المريحة، واتجه نحو قضايا البيئة بهدف التغلب على مشكلاتها والتخطيط لمواجهة مستقبلها، غير أن هذا التوجه اتخذ الطابع التخصصي البحت، مما أدى إلى عزلة غير اﻟﻤﺨتص..  وأصبح الكثير من الناس يسمعون عن أخطار لا يفهمونها ولا يعرفون ما إذا كان بإمكانهم أن يسهموا في حلها .

مفهوم البيئة :

ويمكن أن نعرف البيئة بأنها أجمالي الظروف الخارجية التي تؤثر في حياة الكائن الحي ونموه وبقائه . ومعلوم أن البيئة الطبيعية تعتمد على ثلاث عناصر رئيسة هي الهواء والماء والأرض وتعتبر من أساسيات الحياة . ويتميز النظام البيئي بالتوازن بين عناصره ويمكن للنظام البيئي أن يحافظ على هذا التوازن ولكن ضمن حدود معينة قابلة للتأثر. ونتيجة لحدوث الثورة الصناعية وتسارع التطور في مختلف مجالات الحياة واستخدام المكننة وصناعة المواد الكيماوية والمواد المشعة .. وكذلك الزيادة في استخدام مصادر توليد الطاقة والاستنزاف الجائر للموارد الطبيعية وحدوث الكوارث نتيجة النشاط الإنساني، فقد أدى ذلك إلى حدوث خلل في التوازن البيئي مما نتج عنه ظهور العديد من المشاكل البيئية المعقدة .

التربية البيئية:

ومن أجل صنع الفرد المتمكن علميا والمتنور بيئيا والمتعاون مع الآخرين اتجه عالم اليوم إلى الأخذ بمفهوم التربية البيئية ، حيث تعددت تعاريف " التربية البيئية " تبعا لتعدد وتنوع وجهات النظر حولها، ووفقا لمفهوم التربية وأهدافها من جهة ومفهوم البيئة من جهة أخرى، فقد يبدو لبعض المربين أن دراسة البيئة بجانبيها الحيوي والطبيعي فقط تحقق تربية بيئية، في حين يرى البعض أن التربية البيئية تتعدى ذلك المفهوم الضيق للبيئة، وأنها عملية أكثر عمقا وشمولا، ويرون أنها عملية تربوية تهدف إلى تكوين القيم والاتجاهات والمهارات والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الفيزيائي، وتوضح حتمية المحافظة على مصادر البيئة الطبيعية، وضرورة استغلالها استغلالا رشيدا  لصالح الإنسان حفاظا على حياته الكريمة ورفع مستويات معيشته.

وتعرف التربية البيئية "إجرائيا " بأنها عملية تربوية تستهدف تنمية الوعي لدى سكان العالم, وإثارة اهتمامهم نحو البيئة، بمعناها الشامل والمشاركة المتعلقة بها، وذلك بتزويدهم بالمعارف، وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم للعمل فرادى وجماعات لحل المشكلات البيئية الحالية ، وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة " وتعرفها منى جاد بأنها تزويد الطلاب بالمعلومات والحقائق عن العادات والتقاليد الإيجابية البيئية وإكسابهم الاتجاهات والقيم البيئية وتنمية مهارات اجتماعية يترتب على ذلك شخصية إيجابية متوافقة مع البيئة، أي أنها تمكن الإنسان من التعامل بصورة سوية وواعية مع النظم البيئية المحيطة به من خلال فهم ما تتميز به البيئة من طبيعة معقدة نتيجة للتفاعل بين جوانبها البيولوجية والطبيعية والاجتماعية والثقافية .


ففي المجال التعليمي أذا هنالك اختصاصات علمية شتى ومراحل دراسية متدرجة تلتقي عند أهداف التربية البيئية . ففي مجال العلوم الهندسية  تعد هندسة البيئة هي أحدى التخصصات الهندسية المثيرة، التي يدرس خلالها الطالب برامجاً متميزة لإعداده بهدف استخدام الطرق الهندسية والرياضية والعلمية لتصميم أنظمة تساعد على حل مشاكل البيئة، والتخفيف من أضرار التلوث، والرصد الدائم والتحكم المستمر في مراكز تلوث الهواء والأرض والماء، إلى جانب الطرق العملية لحماية الصحة والأمان في المنشآت .

وبعد ان تفاقمت مشاكل البيئة وازدادت فيها عناصر التلوث وتحذير علماء البيئة من مغبة التمادي في تلويث البيئة ، بدء المتخصصون البيئيون بجمع المعلومات البيئة لوضع الحلول الهندسية لمجابهة أزمة التلوث البيئي التي بلغت ذروتها في جوانب عديدة،. فتلوث عناصر البيئة : الماء، الهواء، التربة يمكن أن يكون فيزيائيا أو كيمائيا او حياتيا، وعليه فأن أي إجراء هندسي لتعديل البيئة وتقليل الملوثات سيحتاج إلى معلومات أساسية في الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة، إضافة إلى المعلومات الهندسية التقليدية والضرورية لتحويل هذه المعلومات الأساسية إلى حلول هندسية لكون هذا العلم  له أهمية خاصة عند المهندسين.

الهندسة البيئية:

إ ن الهندسة البيئية قد أعطيت تعريفها و اسمها المحدد منذ عام 1900 ميلادي كفرع من الهندسة المدنية . و هي فقد مورست من قبل المهندسين المدنيين منذ عام 1850 ميلادي عندما أصبح للصحة العامة معاهد خاصة بها. كانت مشاريع الصرف الصحي و التزود بالمياه و حل مشاكلها الهيدروليكية من النشاطات الأولى للهندسة البيئية. انتشرت معالجة المياه بشكل سريع حوالي 1900 ميلادي بينما معالجة المياه الملوثة تأخرت حتى أصبح لها معاهدها الخاصة بهذا العلم .

و منذ عام 1960 أصبح مجال التزود بالمياه و إدارة المياه الملوثة و معالجتها أكثر انتشارا" وحددت كقضايا بيئية بينما بقى تعريفها تحت نطاق الصحة العامة . منذ أن بدأ الناس التمييز و الإدراك بأن صحتهم و بقاءهم مرتبط بالحفاظ على البيئة المحيطة بهم، فقد لجؤا إلى تطبيق المبادئ و الأفكار العلمية لتحسين هذه البيئة و حمايتها. و على سبيل المثال، فإن الرومان قاموا بتشييد الأقنية لنقل المياه و مواجهة الجفاف و قاموا بتأمين المياه الصحيّة النظيفة للعاصمة روما. و في القرن الخامس عشر ميلادي قامت مقاطعة بافاريا بسن قوانين تخص التزود بالمياه. بدأت الهندسة البيئية الحديثة في لندن عند منتصف القرن التاسع عشر ميلادي عندما أدركوا أنّ صب مياه الصرف الصحي إلى البحيرات و الأنهار دون معالجة كان السبب بانتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا.

إن الاستهلاك الجائر للموارد بكل أنواعها سبب التدهور البيئي الشديد. فمثلا" استخدام المبيد الحشري DDT بعد الحرب العالمية للقضاء على الآفات الحشرية ساعد في تحسن إنتاج المنتجات الزراعية و في التغلب على الجوع و تم التحكم بانتشار الملاريا . و لكنه بنفس الوقت قضى على مجموعات هائلة من الأصناف الحية. إن قصة الـ DDT تعتبر السبب في ولادة التحرك الجاد للتطوير البيئي الحديث مما أنتج لاحقا" مجال الهندسة البيئية .

ونستطيع أن نعرّف الهندسة البيئية بأنها تطبيق المبادئ العلمية و الهندسية من أجل تحسين البيئة (مصادر الهواء و الماء و التربة)، و لتأمين المياه الصحيّة و الهواء النظيف و سلامة التربة من أجل السكن البشري و من أجل الحفاظ على حياة الكائنات الأخرى و كذلك لمعالجة المواقع الملوثة. إن الهندسة البيئية تفيد بشكل أساسي بتطوير المنشآت من أجل حماية البيئة و من أجل الإدارة المناسبة للمصادر الطبيعية. إن مهندس البيئة يولي اهتماما" خاصا" للتداخلات البيولوجية و الكيميائية و الفيزيائية بين الهواء و الأرض و الماء و يبحث عن حلول تكنولوجية متكاملة من اجل ادارة الموارد و إعادة تدوير المخلفات و المصادر المتنوعة بعيدا" عن التدهور البيئي و نشر التلوث بكافة أشكاله . إن مهمة الهندسة البيئية تدور حول الحماية (من التحلل الإضافي) والحفظ (الوضع الحالي) و التمكين (البيئة) .


وبناء على ذلك، فإن الهندسة البيئية و علومها تمثل التطبيق المباشر للعلوم الفيزيائية و الرياضية لتأمين الحلول لمشاكل كوكبنا. إن العلماء و الباحثين المهتمين بالبيئة بالإضافة إلى مهندسي البيئة يعملون لإيجاد طرق جديدة لحل المشاكل الموجودة في البيئة و لذلك تتنوع أعمالهم و عادة ما تشمل: - إدارة الملوثات - التحكم بالمواد السامة - التزود بمياه الشرب - إدارة مياه العواصف المطرية - التخلص الآمن من الملوثات الصلبة - الحفاظ على الصحة العامة - إدارة الأراضي - الحماية من الإشعاعات - السلامة الصناعية - التحكم بنوعية الهواء و تلوثه - معالجة المياه الملوثة المنزلية و الصناعية - حماية المصادر المائية (مسطحات – بحيرات – مياه جوفية ...الخ) كما أن الهندسة البيئية تشمل مدى واسع من الأبحاث و الدراسات و الاختصاصات و التطبيقات في مختلف المجالات. الغرض من الهندسة البيئية: ربما تكون الملوثات كيميائية أو بيولوجية أو حرارية أو إشعاعية أو حتى ميكانيكية. و لذلك فإن الهندسة البيئية تمتد إلى عدة اختصاصات منها هندسة التصنيع و الكيمياء البيئية و الهندسة الصحية و إدارة المواد الملوثة و تخفيضها كما تشمل منع التلوث و تنظيف المناطق المصابة.

واجبات المهندس البيئي:

 و مما سبق نستنتج أن الهندسة البيئية هي عبارة تركيب لعدة علوم و مبادئ هندسية اتحدت مع بعضها لتشكل الأساس لهذا الاختصاص و نذكر منها:
- الهندسة المدنية - الهندسة الكيميائية - الصحة العامة - الهندسة الميكانيكية - الكيمياء - علم الأحياء - علم الجيولوجيا - علم البيئة - التنمية المستدامة ،يمكن القول أن المواضيع العامة للهندسة البيئية تتمحور حول فهم البيئة الطبيعية و البيئة الإنسانية و فهم آلية عملها وفهم كيفية وقوع الأضرار و البحث في الأخطار الناجمة عن التلوث البيئي. فمهندس البيئة يراقب البيئة و يستكشف الأساليب اللازمة للمحافظة عليها و تحسينها بالإضافة إلى تصميم و تشغيل و إدارة المنشآت و الأنظمة التي تحميها. من الأمثلة عن الأعمال التي ينجزها مهندس البيئة نذكر :

1- إدارة مياه العواصف المطرية في المدن لحماية البيئة المائية و تأمين مصرف للمياه الفائضة مع التحكم بالفيضانات.
2- التصميم الجمالي للأراضي الرطبة كجزء متكامل مع البيئة أكثر منه لغاية كونها منشأة لمعالجة و تحسن المياه الملوثة.
 3- تصميم محطات و منشآت معالجة المياه الملوثة مع إعادة استخدام المياه الملوثة المعالجة في شحن المياه الجوفية و في الاستخدامات الزراعية وغير ذلك من الاستخدامات الشائعة.
4- اختيار المكان المناسب لسدود و بحيرات تجميع المياه المطرية و غيرها من أجل حماية الأنظمة البيئية المائية.
5- إدارة و معالجة المياه السطحية و المياه الملوثة الناجمة عن النشاطات البشرية المختلفة.
6- منع تلوث التربة و الهواء و الحفاظ على نوعيتها الجيدة.
 7- المساعدة في الحفاظ على الحياة البرية و الأنظمة البيئية إجمالا".
 8- القيام بالأبحاث البيئية العلمية من أجل تحديد الملوثات و تصنيفها و اختراع وسائل معالجتها و التخلص الآمن منها.
9- المساهمة الفعالة في تنظيم التشريعات البيئية لمنع التلوث و منع أسباب التدهور البيئي العالمي مثل ثقب الأوزون و الانحباس الحراري.

هناك بعض الاختصاصات الأخرى التي تنظوي تحت هندسة البيئة مثل السلامة الصناعية، علم المحيطات، الملوثات الخطرة، التحكم بالهواء، التلوث بالإشعاعي و إدارة النفايات الصلبة.وهكذا فإن مهندس البيئة ربما تكون له صلة بالعمل مع مجموعات إدارة البناء و الصحة العامة ضمن المدن، كما يلعب دورا بوضع السياسات البيئية.علاوة على  إن الهندسة البيئية تعمل على تأمين بيانات شاملة و إحصاءات و تقارير عن مختلف التطبيقات الصناعية.

وعليه يمكن القول إنه غالبا ما تتحدد واجبات المهندس البيئي بالأمور الآتية:
 - تقدير و تخمين الشروط البيئية للمشاريع .
- تطبيق العلوم و المبادئ الهندسية لتقدير و تقييم منطقة ما .
 - تحديد المقدرة الزراعية.
- تحديد التأثيرات الاجتماعية و البيئية لمشاريع النقل.
 - تطوير الإجراءات المخففة لأي ضرر محتمل ضمن المشاريع حفاظا" على السلامة .
- تأمين مصادر المياه المناسبة للاستعمالات الزراعية - تحديد مواقع وجود مصادر مياه الشرب.
 - تصميم و تصنيع وسائل الاحتراق الصديقة للبيئة.
 - جمع البيانات و المساعدة بالحلول الصناعية و تطوير عملية الإنتاج الغير مؤذية للبيئة .
- تطوير وسائل قياس التلوث الهوائي و إيجاد الحلول العملية للتحكم بالتلوث الهوائي .
- تحسين وسائل التحكم بالضجة المزعجة.
 - العمل مع مجموعات الصحة البيئية لوضع الاشتراطات البيئية .




المصادر :


1.اودين اولمان   ،1985،التربية البيئية مفاهيمها وانشطتها; ترجمة منى يونس بحري; بغداد:مطبعة جامعة بغداد ، بغداد، العراق .


2. الحمد ، رشيد،و  صباريني، محمد سعيد ،1978، البيئة ومشكلاتها، سلسلة كتب عالم المعرفة 22، 1٩٢٣ ١٩٩٠  ،المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب ،الكويت.

3.صلاح، عجاج المحسن، 2005، التربية البيئية ،وزارة التربية. التعليم،القاهرة، مصر.


4.الغزو فيصل ،2010،الهندسة البيئة، منشورات وزارة الثقافة ،عمان، الأردن.
محمود، طارق احمد ،1990،علم وتكنولوجيا البيئة، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية،جامعة الموصل، العراق .

4.المديرية العامة للدفاع الوطني، أدارة الكوارث،2005، البيئة والإنسان ،عمان، الاردن.



المهندس

معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي
(مهندس ميكانيك الابنية المدرسية/المديرية العامة لتربية الأنبار/وزارة التربية)


م. معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي:ترشيد إستهلاك وقود السيارات (اقتصاد وفير وبيئة نظيفة)

 


ترشيد إستهلاك وقود السيارات

(اقتصاد وفير وبيئة نظيفة)

  


          
 أعداد
معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي
مهندس الميكانيك في تربية الأنبار
(تموز 2012)


                                                                             


برزت في عالم اليوم مشكلة التلوث البيئي نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي للإنسان، فالإنسان هو السبب الرئيسي والأساسي في إحداث عملية التلوث في البيئة وظهور جميع الملوثات بأنواع مختلفة،ويشمل تلوث البيئة كلاً من البر والبحر وطبقة الهواء التي فوقها، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم/ 41).

ويعد تلوث الهواء مشكلة كبرى في عالم اليوم، والكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم يتنفسون الهواء الملوث، من دون حتى التفكير في الضرر الذي يسببه ذلك للرئتين ولكوكب الأرض بشكل عام.

ولعل السيارات هي أسوأ أسباب تلوث الهواء، بالرغم من كونها ضرورة من ضروريات الحياة الحديثة، فهي تنفث كميات كبيرة من الغازات التي تلوث الجو، كغاز أوّل أكسيد الكربون السام، وثاني أكسيد الكبريت وغيرها.

وفي هذا السياق أصبحت الطاقة بمختلف صورها وأشكالها من المقومات الأساسية للحياة الإنسانية وتطورها، لذلك من الضروري العمل على ترشيد ورفع كفاءة استخدامها في المجالات كافة من خلال اعتماد الاستخدام الرشيد للطاقة كسلوك يومي، ويكون ذلك من خلال مجموعة الإجراءات والتدابير المتخذة للاستخدام العقلاني للطاقة بهدف استخدام الطاقة بالشكل الأمثل، دون أن يؤثر ذلك على عمل وأداء الشخص المستخدم للتجهيزات المستهلكة للطاقة في إطار المحافظة على البيئة جهد الإمكان.







اولا .السيارات من ملوثات الهواء الرئيسية في عصرنا :


تعد السيارات هي ملوثات الهواء الرئيسية في عصرنا. ففي كل يوم تنفث السيارات السياحية والشاحنات والحافلات ألوف من الأطنان من الملوثات التي تحوي أكثر من نصف كمية أول أوكسيد الكربون ونحو ثلث كمية أوكسيد النيتروجين والهيدروكربون في الهواء الذي نتنشقه.

وقد تحقق تقدما في العقدين المنصرمين، إذ أصبح احتراق وقود السيارات أكثر فاعلية، وانخفض نفث الغازات بنسبة كبيرة وبات الوقود أنظف وأنقى. إلا إن الافادة من هذه التحسينات تظل رهن التزام الفرد العناية بسيارته.

حين يطرح موضوع تأثير السيارات في البيئة، يعتقد معظم الناس إن ليس في امكانهم عمل أي شيء، وإن معالجة المشكلة هي مسؤولية الحكومة ومصانع السيارات وشركات النفط والوقود. ولكن ليس ثمة ما هو أكثر خطأ من هذا الموقف. ففي امكان كل واحد منا أن يفعل شيئا مفيدا لدى قيادته سيارته بأقصى مايستطيع و كلما كان ذلك ممكنا، إذ يكفي أن نحرص على صيانة سياراتنا وأن نقودها بفاعلية.

ثانيا.الحفاظ على السيارة على وفق مقاييس التلوث:

تعمل السيارة الجديدة وفق مقاييس مثلى للنفث والضبط. ومسؤولية الحفاظ عليها لتفي بهذه المقاييس تقع أولا على صاحبها. وهنالك بعض المعلومات التي تساعدك في المحافظة على السيارة :


1.البحث عن التسرب:

معظم مواقف السيارات بؤر للزيوت المعدنية والسوائل الراشحة، مما يدل على عدم اكتراثنا وعنايتنا بسياراتنا. ونحن غافلون عن ملايين الليترات المهدرة التي ترشح من سياراتنا وتتبخر في الهواء   .ينبغي فحص طريق المنزل كل يوم. وإذا وجدنا تسربا، يجب إصلاح الثقوب التي تتسرب منها السوائل قبل أن يتفاقم الأمر فتصبح العملية مكلفة. وتسربات الوقود هي الأكثر إضرارا بالهواء، لذا تنبغي معالجتها على الفور.


2.فحص أنبوب العادم:

إذا أردنا التأكد من سلامة محرك السيارة، نقوم بأدار الإصبع داخل أنبوب العادم. ففي الحالات المثلى، تكسو الاصبع طبقة خفيفة من مسحوق بني ضارب إلى الرمادي. وإذا تبين لك لون آخر، فقد يكون ثمة عطل في المحرك أو ضوابط النفث أو المحول الحفاز (Emission Control, Catalyst Converter)..


3.ابقاء إطارات السيارة منفوخة جيدا:

تأكد من ضغط هواء الإطارات، فإذا كان أقل من اللازم، تشكلت عندها مقاومة أكبر تستهلك طاقة أكثر من المعتاد.. فالإطارات المنفوخة بحسب المعايير الصحيحة تخفف مصروف الوقود وتقلل التلوث. ويجب فحص ضغط الهواء في الاطارات مرة على الأقل كل اسبوعين على أن تكون الاطارات باردة.


4.الإعتناء بمكيف الهواء إذا كانت السيارة مكيفة:

تفقد نظام التبريد والإقتصاد في استعماله لأنه يستهلك الوقود .فمكيفات الهواء في السيارات هي المصدر الرئيسي لتسرب غاز الفريون (كلوروفلوروكربون) لذا يتعين أن يكون المكيف محكم السد. والوقاية المثلى من التسرب هي صيانة المكيف سنويا، أي تفكيكه وإصلاح ما قد يبرز فيه من أعطال. وفي الشتاء شغل مكيف الهواء لأن ذلك يساعد في إبقاء الأختام مزيتة فتحول دون تسرب غاز الفريون.


5.تفحص شراقة الهواء (Choke):

ينجم خطر رئيسي من الشراقة (المخنقة) الآلية التي تدفع مزيجا سخيا من الوقود إلى المحرك، فتخرج مقادير غير محترقة من الهيدروكربون عبر أنبوب العادم.إذا أعيدت الشراقة بحيث تدخل مزيجا ضئيلا، فلن يدخل المحرك البارد مقدار كاف من الوقود، ولن يدور المحرك إلا بصعوبة.وإذا أعيدت الشراقة لمزيج غني، طالت فترة انغلاقها :وفاض الوقود في المحرك واستمر دورانه على هذه الحال حتى بعد أن يحمى. إن ضبط الشراقة هو من اختصاص الميكانيكيين.


6.عدم ترك الزيت يحترق:

إذا كان هنالك دخان أزرق أو أبيض ضاربا إلى الزرقة خارجا من أنبوب العادم، فذلك دليل على أن السيارة تحرق الزيت وأنك تتسبب في التلوث، فيتعين فحص المحرك.


7.فحص أنابيب الهواء:

ثمة أجزاء مهملة تحت غطاء المحرك هي أنابيب الهواء الخاصة بالمكربن (الكربوراتور) والبخاخ.والأنابيب نوعان: أنابيب الهواء النقي التي تزود المحرك هواء من الخارج حين يكون حاميا، وأنابيب التحمية التي تمد المحرك البارد لدى إدارته بهواء مسخن. وهذان النوعان من الأنابيب يشبهان خراطيم ضخمة متغضنة.تفحص هذه الأنابيب لنبضع دقائق وتثبت إذا وجدت مرتخية. وإذا كانت تالفة فيتعين إبدالها فهي قليلة الكلفة نسبيا.

8.استخدم مصافي نظيفة:

إن مصفاة الهواء الوسخة تجعل المحرك يستهلك مزيدا من الوقود مما يسبب تلوثا نحن في غنى عنه. فالمصافي الوسخة أو المنسدة سبب رئيسي لأداء ضعيف، خصوصا في السيارات المزودة بخاخات. أبدل المصافي بعد كل فترة بحسب ارشادات كتيب الصيانة الخاص بالسيارة.


9.أبدال الزيت في فترات منتظمة:

الحافظ على صيانة السيارة من خلال تغيير زيت المحرك باستمرار، وكذلك تفقد فلتر الزيت والهواء، فجميع هذه العوامل تساهم في فعالية المحرك وإطالة عمر خدمتها.إن تغيير الزيت أمر ضروري، والأفضل أن يكون الزيت المستخدم من النوع الذي يزيد فاعلية الوقود. اتبع في التغيير الجدول الزمني الموصى به في كتيب الشركة المنتجة، أو اعتمد تغيير الزيت والمصافي مرة على الأقل كلما قطعت مسافة 5000 كيلومتر أو مرة كل ثلاثة أشهر.تأكد من أن يكون قضيب قياس الزيت ملامسا قعر الخزان (الكارتير).


10. الإلمام بأجهزة ضبط الأبخرة التي ينفثها العادم:

كل السيارات المصنوعة بعد العام 1975 مجهزة بنوع من أنظمة ضبط نفث الغازات. وعليتا أن تكون ملمين بالنظام الموجود في السيارة. فمن السهل إجراء فحص عياني تتبين فيه الأمور التالية: هل كل الأسلاك مربوطة؟ هل من خراطيم أو أنابيب مرخية؟ هل المصافي وسخة؟ هل الأحزمة متينة وغير تالفة؟ فمهم أن تكون ضوابط النفث فاعلة في كل الأوقات. والسيارة يمكن أن تسير وإن تعطل اثنان من أجهزة التحسس، إلا أنها تنفث ملوثات تبلغ عنان السماء. أما السيارة المضبوطة والمعيرة كما يجب فتنفث حدا أدنى من الأبخرة.


11.الحرص على أن يكون محرك السيارة مضبوطا دائما:

إن المكربنات والبخاخات الوسخة ومصافي الهواء المنسدة والبلاتين وشمعات الاشتعال التالفة وجهاز الاشعال المهمل لا يتسبب في هدر الوقود وخفض أداء المحرك فحسب، بل تتعدى ذلك إلى زيادة حجم النفث. لذا يتعين إجراء عملية ضبط وتعيير كاملين للمحرك تشمل فحص أجهزة ضبط التبخر والنفث واصلاحها اذا اقتضى الأمر.


12.الثقة بالحواس:

إن حواس النظر والشم والسمع واللمس قد تنبئنا بالكثير. فكلما شممنا رائحة غير عادية أو رأيت ثقبا أو سمعت صوتا أو شعرت باهتزاز ، كان ثمة خطأ في مكان ما في السيارة،فبادر إلى فحص السيارة للحد من الضرر قبل استفحاله.


 13. طرائق صيانة أخرى:

من طرق الصيانة التي تحفظ السيارة في أوج أدائها أيضا تقنيات قيادة تتيح تخفيف استهلاك الوقود، مما يوفر المال ويخفض الملوثات مثل:


أ.التجنب قدرا الإستطاعة إدارة المحرك وهو بارد، وتقليل الرحلات القصيرة:

فالمحركات الباردة نكبة على سيارتك وعلى جيبك وعلى الهواء. لا تحرك السيارة حين يكون المحرك باردا إلا في حالات الاضطرار.إن اشعال المحرك وهو بارد للذهاب في رحلات قصيرة من ثلاثة كيلومترات أو أقل، قد يخفض معدل الكيلومترات التي تقطعها سيارتك بكمية الوقود إلى 10 في المائة من طاقة المحرك وهو ساخن. فإشعال المحرك البارد والقيادة مسافات قصيرة يؤديان إلى نفث ملوثات تزيد على ما ينفث في كل القيادات الأخرى.


ب .تجنب إبقاء المحرك دائرا فيما السيارة متوقفة:

دوران المحرك في أثناء توقف السيارة لا يوصلك إلى أي مكان، بل يولد مقدارا كبيرا من التلوث.

ت .الضغط على الدواسة برفق:

إن طريقة ضغطك الدواسة تنعكس في مقدار الغازات الخارجة من العادم. وقد دلت التجارب على أن الانطلاق السريع قد يحرق وقودا يزيد 50 في المائة على الاستهلاك في الانطلاق الطبيعي، وبذلك يزداد معدل النفث بنسبة 50 في المائة. تخيل أن هناك بيضة نيئة بين الدواسة وقدمك، ودس برفق بحيث لا تكسرها.

وتخفيف السرعة فجأة قد يتسبب أيضا في نفث مقادير كبيرة من الغازات. فإذا رفعت قدمك فجأة عن دواسة الوقود فيما السيارة منطلقة بسرعة 105 كيلومترات في الساعة، فسوف يحصل خواء (فراغ) كبير في المحرك يشفط فائضا من الوقود. السيارات القديمة تسبب تلوثا كبيرا لدى تخفيف السرعة فجائيا. ومع أن السيارات الجديدة مزودة أجهزة تخفض مقادير النفث في حال تخفيف السرعة، ففي إمكانك أنت أيضا المساعدة في ذلك. إرفع قدمك برفق عن الدواسة فتتيح للمحرك وقتا ليعدل ذاته.


ج .قيادة  السيارة ضمن (السرعة الاقتصادية):

يجب تخفيف السرعة، فكلما أسرعت السيارة كلما استهلكت وقودا أكثر ،وفي المدينة مثلا الإلتزام بسرعة تراوح بين 50 و 70 كيلومترا في الساعة، فهذه تصرف مقدارا أقل من الوقود وينجم عنها نفث أقل مما لو قدت بسرعة 30 كيلومترا في الساعة.


ح.الالتزام بسرعة ثابتة في القيادة:

الحفاظ على مستوى السرعة ،فتفاوت استخدام السيارة بين الإسراع تارة والإبطاء تارة أخرى يستهلك الوقود. فالنفث يكون في حده الأدنى عندما تسير بسرعة ثابتة هي 100 كيلومتر في الساعة. أما ترجح السرعة بين 80 كيلومترا و105 كيلومترات في الساعة فيولد مزيدا من الملوثات ويزيد استهلاك الوقود.مع ضرورة عدم الإقتراب كثيرا من السيارة التي تتقدمنا لأن ذلك يدفعنا إلى ضغط الكابح والتسريع تكرارا وفقا لسرعتها.

خ .الحفاظ على زخم السيارة:

إبقاء السيارة متحركة عامل مفيد، لأن استهلاك الوقود في انطلاقة السيارة بعد توقف تام هو أكبر من استهلاكه عندما تنطلق من مسيرة بطيئة. وبتفادي التوقف التام ما أمكن، يساعد في حفظ الهواء نقيا.


د.ألإسراع في إقفال فتحة خزان الوقود بعد تعبئته:

تنبعث في الجو مقادير كبيرة من الوقود الذي يتبخر لدى تعبئة خزانات سياراتنا. بعد التعبئة أعد غطاء الخزان سريعا وأقفله بإحكام، ففي بضع ثوان تتسرب كميات من بخار البنزين حتى عبر الفتحة الصغيرة.إبدال حشية غطاء الفتحة إذا وجدتها بالية. ولا تقد سيارتك، ولو لمسافة قصيرة جدا، من دون هذا الغطاء.


ذ.ملء الخزان من دون جعله يفيض:

كلما قللت عدد مرات التعبئة قلت فرص التبخر. اترك بعض الفراغ في أعلى الخزان تحسبا لتمدد الوقود إلى حد الفيض. في كثير من السيارات الجديدة سبل وقاية من فيض الوقود، لكنها غير متوافرة في السيارات القديمة.


ر.توقع تحركاتنا:

 فالتخفيف تدريجيا يساهم في توفير الوقود وإطالة أمد الفرامل بدلا من ضغط الفرامل بصورة فجائية تؤثر على المحرك والفرامل معاً.


ز,الإلتزام بالحمولة المقررة:

 عدم تحمّيل السيارة أوزاناً كبيرة، أو ترك حاجيات ملقاة في صندوق السيارة إلى أجل غير مسمى.


س.التعود على السلوك الصحيح في صيانة وقيادة السيارة:

ما أن نتعلم صيانة السيارة وقيادتها بالسبل الفضلى حتى تصير تلك العادة عندك طبيعة ثانية. إن تنظيف البيئة من القاذورات، والتخلص من النفايات الكيميائية والاشعاعية الخطرة، وغرس الأشجار، هي جميعها اجراءات مفيدة.إلا أن أكثر التدابير إيجابية بالنسبة إلى البيئة هو اعتناؤنا بالسيارة وقيادتها  بمسؤولية وانضباط عاليين.


ثالثا.حقائق مغلوطة عن كفاءة استهلاك وقود السيارات:


يؤثر الشتاء البارد على التحرك في الطرق بشكل عام، ويستهلك الطقس البارد الوفود بشكل كبير وذلك حسبما جاء بموقع “fueleconomy.gov”، وموقع وكالة حماية البيئة الأمريكي “إي بي أيه” عن كفاءة استهلاك وقود السيارات.ويقول موقع وكالة حماية البيئة إن البداية لاستهلاك الوقود بشكل جيد تقوم على اختيار سيارة ذات كفاءة في الاستهلاك والحفاظ على صيانة السيارة بشكل مستمر.وفيما يلي بعض الحقائق المغلوطة الشائعة عن استهلاك الوقود :


1. استخدم سيارة صغيرة لتقتصد في استهلاك الوقود:

يعتقد البعض انه كلما صغرت السيارة كانت أكثر كفاءة في استخدام الوقود والحقيقة إن التكنولوجيا المتقدمة مثل الهجينة، محركات الديزل، الحقن المباشر للوقود، الشحن التوربيني، وغيرها من الممكن أن يسمح للسيارات ذات الحجم الكبير ان تكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.وما يقرب من نصف السيارات الأكثر كفاءة في عام 2014 هي السيارات والعربات متوسطة الحجم.


2. السيارات ذات النقل اليدوي أفضل من الأوتوماتيكي في استهلاك الوقود:

أسرع في تغيير محرك السرعات إذا كانت السيارة ذات محرك سرعات يدوي: فالمحرك الذي يدور 3 آلاف مرة في الدقيقة يستهلك وقودا أكثر مقارنة بدورانه ألفي مرة مثلا .


يعتقد الكثيرون ان السيارات ذات النقل اليدوي تكون أفضل من السيارات ذات النقل الأوتوماتيكي في استهلاك الوقود وبالمقارنة بين النوعين يتضح العكس.


3. المحرك يستهلك مزيدا من الوقود لبدء التشغيل بالمقارنة مع عمله دون حركة

محركات الوقود الحديثة تبدأ عملها بكفاءة، وخصوصا عند وضع الاستعداد للحركة، وتهدئة السيارة يستهلك ما بين ربع إلى نصف غالون من الوقود لكل ساعة اعتمادا على حجم محرك السيارة.ويمكن إيقاف محرك السيارة عندما تكون في حالة انتظار لفترة طويلة وباستثناء ذلك مثل الانتظار في إشارات المرور أو الانتظار في طابور او صف فأنت تحتاج لتشغيل المحرك ولا تغلقه، لأن إعادة فتح وغلق المحرك بشكل متكرر ستؤثر عليه .


4. السيارة تحتاج للتدفئة قبل البدء في القيادة :

السيارات الحديثة يمكن أن تعمل في غضون ثواني من بدء تشغيلها، وليست بحاجة لزيادة الأحمال على المحرك حتى تصل لدرجة حرارة التشغيل الطبيعية .ويعتبر أسرع الطرق لتدفئة السيارة وتهيئة المحرك هو قيادتها .


5. عمر السيارة يقلل الاقتصاد في استهلاك الوقود بشكل كبير:

السيارات التي يتم صيانتها بشكل صحيح يمكن الاحتفاظ بكفاءتها لسنوات عديدة، حيث قامت وكالة حماية البيئة بعمل اختبارات على بعض المركبات للكشف عن المشاكل التي تواجه استهلاك الوقود لبعض السيارات، فظهر أن السيارات تعمل بكفاءتها خلال السنوات القليلة الأولى من اقتنائها، وتقل كفاءتها بشكل طفيف بعد مرور من 10 إلى 15 سنة إذا تمت صيانتها بشكل جيد.


6. استبدال فلتر الهواء لمزيد من الكفاءة:

وهذا صحيح للسيارات القديمة التي تعمل بمحركات أقل تقدما لكن محركات الوقود الحديثة لها أجهزة كمبيوتر يتم تعديلها تلقائيا طبقا لنسبة الهواء إلى المستوى الصحيح، وتغيير فلتر الهواء القذر لا يزيد من كفاءة الاقتصاد في استهلاك الوقود ولكن يؤدي لتحسن أداء المحرك.


7. إضافات ما بعد البيع تؤدي إلى تحسين استهلاك الوقود:

قامت وكالة حماية البيئة بتجربة عدد من الإضافات والأجهزة التي تباع لهذا الغرض، إلا انها لا تحسن من كفاءة استهلاك الوقود بل ربما تؤدي لتلف محرك السيارة وزيادة انبعاثات العوادم.


8. استخدام الوقود الممتاز مرتفع الثمن يحسن من كفاءة الاستهلاك:

استخدام الوقود المميز مرتفع الثمن لا يحسن من كفاءة استهلاك السيارة ، وإن لم تكن السيارة مصممة لاستخدامه فإن ذلك ربما لا يجدي نفعا.



الخاتمة:

 مع ارتفاع التوتر السياسي في العالم والمنطقة ترتفع معه للأسف أسعار براميل النفط، وبالتالي تكاليف الحياة اليومية للمواطن العادي ولأن عجلة الحياة لا تتوقف كذلك الأمر بالنسبة لعجلات السيارة، لذا وجب ترشيد الإستهلاك على صعيد الفرد والمجتمع ، وفي ذلك إقتصاد وفير وبيئة نظيفة جهد الإمكان .وعند ذلك يصبح ترشيد الإستهلاك من اهم الموارد البديلة للطاقة والتنور البيئي.





المهندس

معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي

الابنية المدرسية / المديرية العامة لتربية الأنبار/ وزارة التربية


(تموز 2012)