التعليم والتدريب في الإطار التربوي

الخميس، 17 سبتمبر 2015

م.مصطفى عبدالمجيد حميد الكبيسي:هندسة الإتصالات رؤية عصرية







هندسة الإتصالات
رؤية عصرية




م.مصطفى عبدالمجيد حميد الكبيسي
مهندس الكهرباء في قسم الأبنية المدرسية
المديرية العامة لتربية الأنبار
                                                     أيلول2015



المقدمة :
تعد هندسة الاتصالات إحدى التخصصات التقنية وليدة عصر التكنولوجيا ، والتي لاقت نصيبا وافرا في تضامنها وتكاملها مع علم تكنولوجيا المعلومات تكللت بإيجاد منظومة ساهمت بشكل رئيسي وأساسي في بناء عصرنا الحالي .
ولعل معظم المراجع تؤكد أنّ هندسة الاتصالات تُعنى بدراسة تراسل المعلومات بين مرسل ومستقبل عبر أوساط ناقلة مُختلفة ، وما يندرج بعدها من أمور .
تأتي هندسة الاتصالات كعلم مُستقل بذاته ، كوّنته عدة علوم منها الهندسة الكهربائية والهندسة الإليكترونية وهندسة الحاسوب والمنطق الرقمي وعلم الأمواج والكهرومغناطيسية .
وضمن هذا الإطار تأتي هندسة شبكات الحاسوب كعلم ناتج من مزج هندسة الاتصالات وهندسة الحاسوب. علاوة على ذلك إنّ هندسة الاتصالات غالبا ما تندرج في تصنيفها تحت كلية الهندسة الكهربائية ، والأكثر من ذلك كله أن نجد شهادة مهندس أو فني الاتصالات مقترنة بالإليكترونيات ، مثل : " هندسة الاتصالات والإليكترونيات " ، " فني اتصالات وإليكترونيات " ، فهما علمان متلازمان كون الاتصالات تستمدّ وجودها من الإليكترونيات بشكل أساسي ،وهكذا..

أولا. مفهوم الإتصالات وهندستها :
يمكن الفول إن الإتصالات هي العلم الذي يهتم بإيصال المعلومات بشكلها الإلكتروني من مكان الى آخر. أما هندسة الاتصالات فهي الهندسة التي تتعلق بكل مواضيع الاتصالات الرقمية والتناظرية، وهي تشمل ضمن طياتها الشارات الكهربائية والكهرومغناطيسية، وطرق انتقالها، ومعالجتها.
إن نظام الاتصال يتكون عادة من مرسل ومستقبل وقناة اتصال، وتدرس هندسة الاتصالات هذه المكونات الثلاثة بالتفصيل:
■ المرسل:
هو الوحدة التي تقوم بأخذ المعلومات وتحضيرها لترسل عبر القناة، وهنا يحدث التضمين.
  القناة:
هي الوسط الذي تنتقل فيه الإشارات والمعلوماتية (مثل الجو في حالة الإذاعة).
■ المستقبل:
هو وحدة الاستقبال للإشارات، وفيها تتم ازالة المعالجة للإشارات وإظهارها بشكل معلومات من جديد.
ولعل الفكرة من هندسة الإتصالات بسيطةٌ للغاية على الرغم من درجة تعقيد تقنياتها الكثيرة. فهندسة الإتصالات تقوم على “المعلومة Information”, وجل تركيزها هو على هذه المعلومة وكيفيية نقلها بأقل الخسائر, وبأعلى جودة ممكنة، وبأقل تكلفة.

وبناء على ذلكً يصبح علم الإتصالات مهتما بأربعة عناصرهي: المُرسِل، المستقبل، قناة الإتصال التي تربط بينهما، والمعلومة التي تنقلها قناة الإتصال تلك.

1. المرسل نسميه Transmitter ونعطيه الرمز Tx.
2.المستقبل نسميه Receiver ونعطيه الرمز Rx.
3. والمعلومة: information ونسميها أيضاً Data.
           4. وقناة الإتصال Communication Channel.
ويمكن ضرب مثال تطبيقي على ذلك يوضح كيف تترجم هندسة الإتصالات هذا الشيء من الواقع إلى التقنية؟ وهو أنك إذا وقفت على الشباك وتحدثت إلى جارك فستكون أنت المرسل, وهو المستقبل, والهواء هو قناة الإتصال في حين أن عبارة “هل لديك طبق زائدهي المعلومة.ونفس الشيء يقال إذا دار هذا الحوار بينك وبين جارك على الهاتف, بدلاً من الشّباك

وأذا كان الاتصال (كما مر بنا) هو عملية يقوم فيها المرسل بإرسال إشارة معينة تحمل دلالة معينة إلى المستقبل، فإن علم الاتصالات وفعالياته قد تطورا على مر التاريخ حسب وسائل الاتصال المستخدمة من إشارات صوتية وضوئية وصولاً إلى العصر الحديث واستخدام الموجات السلكية واللاسلكية والذبذبات القصيرة في نقل الصوت والصورة، و لقد صاحب ذلك تطور وسائل الإرسال والاستقبال ليجد الإنسان نفسه في خضم مجال اتصال شاسع الاتساع يعكس العبقرية الإنسانية في استثمار المعرفة العلمية و توظيفها ، فجهاز الهاتف العادي و  الجهاز المحمول و التليفزيون و الراديو وشبكات الاتصال الداخلي و الخارجي و تقنيات الإنترنت ....الخ ،  كلها أنظمة اتصال و تواصل من خلال عمليتي الإرسال و الاستقبال.

 

ثانيا.الاتصالات ومجالات الهندسة :

تعد هندسة الإتصالات أحدى المجالات الهندسية التى تتداخل مع فروع هندسية أخرى مثل الهندسه الكهربائية والهندسة الهيكلية والهندسة المدنية، وتهدف هندسة الإتصالات إلى تصميم وسائل إتصالات سلكية ولاسلكية تلبى كافة إحتياجات المجتمع فى هذا المجال سواء للإتصال عبر الإنترنت أو الإتصال الهاتفى أو تصميم المعدات التى تستخدم فى عمل وسائل الإعلام.
إن مجال هندسة الاتصالات يتكون من تكامل مجال الهندسة الالكترونية و الكهربائية و يتداخل مع مجالات الهندسة الأخرى مثل الهندسة المدنية و التطبيقات التقنية لعلوم المواد و خصائصها الكيميائية و الفيزيائية، حيث ينصب الاهتمام أيضا على نوعية و مواصفات الموصلات Conductors من حيث نوعية خامة التصنيع  و صفاتها الكيميائية و الفيزيائية ، بالإضافة الى مواصفات  التصميم الهندسي البنائي للموصل و أكثر الموصلات شيوعاً  في العالم المعاصر هي النحاس، والكابلات المحورية والألياف البصرية، وموجات الراديو.
إن جوهر هندسة الاتصالات المحوري هي تقنيات تحميل الطاقة ثم نقلها و توصيلها عبر  الموجات الكهرومغناطيسية  بواسطة محطات الإرسال الرئيسية transmitters إلى مراكز الاستقبال transceivers.
بعبارة أخرى تتداخل هندسة الاتصالات في الهندسة مع فروع عديدة أبرزها هندسة الإلكترونيات ويمتد نطاق هذا المجال من تصميم الدوائر الأساسية إلى التطورات الإستراتيجية الشاملة، فمهندس الاتصالات هو المسؤول عن تصميم معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية والمرافق والإشراف على تركيبها، مثل مجمع نظم التحويل الإلكتروني، ومرافق الهاتف النحاسية والألياف البصرية. وفي هذا السياق تتداخل أيضا هندسة الاتصالات بشكل كبير مع الهندسة الإذاعية.
ومن هنا فإن الاتصالات السلكية واللاسلكية هي مجال هندسي متنوع يشمل الهندسة الالكترونية والمدنية والهيكلية، والهندسة الكهربائية فضلا، عن كونها سفيرا سياسيا واجتماعيا، وتشمل قليلا من المحاسبة والكثير من إدارة المشروعات. لذا فمهندسو الاتصالات مسئولون جوهريا عن توفير الطريقة المناسبة للعملاء للحصول على خدمات الهاتف والانترنت.

ثالثا.أبرز مواضيع هندسة الإتصالات:


يمكن القول إن من ابرز المواضيع الدراسية لهندسة الإتصالات هي:

1. التفاضل والتكامل:

وهو من موادّ الرياضيات التي يجب أن يُحيط بها طالب هندسة الإتصالات؛ كونها تُساعد في حلّ المعادلات الهندسية والاشتقاقات الرياضية للمعادلات ذات العلاقة بهندسة الإتصالات.

2.الفيزياء:

علم الفيزياء يخدم في معرفة خواصّ الموادّ وأيضاً في الفيزياء الكهربائية والفيزياء الموجيّة التي تُحدّد خصائص الموجات وطُرق انتقالها.

3.الدوائر الكهربائية:

يجب أن يكون مهندس الإتصالات على علم تامّ بمبادئ وأصول تحليل الدارات الكهربائية ومبدأ الكهرباء السكونية والمتحركة، ويندرج تحت ذلك قدرة الطالب على تحليل الدوائر الكهربائية الخاصّة بأنظمة الإتصالات.

4.الإتصالات التماثليّة والاتصالات الرقميّة:

وهي الإتصالات التقليدية أو التي تُعرف باللغة الإنجليزية بـ Analogue Communication وبمعرفة مبادئ الإتصالات التماثليّة ومعرفة ايجابياتها وسلبياتها نستطيع فهم الاتصالات الرقميّة وملامحها وأهم تطبيقاتها، وتُعرف الإتصالات الرقميّة بـ Digital Communication.

5.الكهرومغناطيسية:

وهي العصب الرئيسي الذي يجب على مُهندس الإتصالات معرفتها، فمن خلالها نعرف الخصائص والطبيعية الموجيّة الفيزيائية للمادة، وأيضاً معرفة تصرّف الإشارات التي يتم ارسالها واستقبالها من خلال دراسة تردداتها ومعرفة كافّة خواصها الكهرومغناطيسيّة.

6. الهوائيات:

دراسة الهوائيات Antenna يُفيد كثيراً في دراسة المُرسلات والمستقبلات للإشارات الكهرومغناطيسيّة، ومعرفة نوع الهوائي المُناسب للإشارات وكذلك طريقة الإرسال والإستقبال وطريقة إنتشار الموجات ضمن الوسط الجوّي.

7.الاتصالات السلكيّة:

وتكون بمعرفة الأنظمة السلكيّة في عالم الإتصالات، كالمقاسم وغيرها.

8.الإتصالات اللاسلكيّة:

وتكون بدراسة الأنظمة الحديثة في عالم الإتصالات اللاسلكيّة كأنظمة GSM، وأنظمة الإنترنت اللاسكلي WiFi وكذلك تطبيقات الموجات اللاسلكيّة.

9.أنظمة الألياف الضوئية:

أو ما تُدعى باللغة الإنجليزية Fiber Optics حيث يتم من خلالهت معرفة خواص مادة الالياف الضوئية وكيفية نقل الاشارات من خلالها.

10.أنظمة الموجات الدقيقة:

وتدعى أيضاً باللغة الإنجليزية Microwave، حيث يتمّ إستخدام هذهِ الموجات في نقل الإشارات والربط بين الأبراج وشبكات الإتصال لمسافات شاسعة وبسعات قنوات عالية وهي كبديل عن أنظمة الألياف الضوئية في البيئات الصعبة.

11. المرشحات الرقميّة:

وهي أنظمة Digital Filters حيث يتم الاستفادة منها في دوائر الإتصالات وفي أجهزة الصوت والصورة كذلك وبدراسة المرشحات نتعرف على كيفية الاستفادة من الإشارات المرغوبة وإختيار الإشارات المناسبة.


رابعا. الوصف الوظيفي لمهندس الاتصالات :
يستخدم مهندسو الاتصالات مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام والمعدات اللازمة المتاحة من العديد من الشركات المصنعة لتصميم البنية التحتية لشبكة الاتصالات.
 ولعل المواد الأكثر شيوعا، وغالبا ما يشار إليها بكونها أساس في صناعة الاتصالات، وتستخدم من قبل شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية اليوم هي النحاس والكابلات المحورية والألياف والراديو. غالبا ما يتوقع من مهندسي الاتصالات، مثل معظم المهندسين، تقديم أفضل الحلول الممكنة لأدنى تكلفة للشركة. وهذا يؤدي في كثير من الأحيان إلى حلول للمشاكل التي غالبا ما كانت تصمم بشكل مختلف دون قيود الميزانية التي يمليها المجتمع الحديث. وفي الأيام السابقة من صناعة الاتصالات هنالك كميات هائلة من الكابلات التي تم صناعتها لم تستخدم أو قد حلت محلها التكنولوجيا الحديثة مثل كابلات الألياف البصرية. والتقنيات الرقمية المتنوعة.
مهندسو الاتصالات مسؤولون أيضا عن حفظ سجلات معدات وأجهزة الشركات وتعيين رموز المحاسبة المناسبة لأغراض الضرائب والصيانة. كما أن مهندسي الاتصالات مسؤولون عن الميزانية والإشراف على المشاريع وحفظ سجلات المرافق والمعدات إضافة على ذلك فان مهمة مهندس الاتصالات ليست فقط كمهندس لكن كمساعد محاسبة أو مسئول عن الحسابات (إن لم يكن محاسبا)، وكذلك مدير المشروع.
وبهذا تكون بيئة عمل مهندس الإتصالات عبارة عن تصميم وتطوير وتحسين شبكات ومعدات الإتصالات، وتطوير تقنيات أفضل لتحسين مستوى الخدمة المقدمة للعملاء .
فمهندس معدات الاتصالات هو مهندس إلكترونيات، يصمم المعدات مثل أجهزة التوجيه والمحولات وأجهزة الإرسال، وغيرها من المعدات المتخصصة في الكمبيوتر والالكترونيات المصممة لاستخدامها في البنية التحتية لشبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية.
ولعل المفترض دائما أن مهندس الاتصالات شخص ذو قدرات إبداعية  خلَاقة لحل المشكلات باستثمار الإمكانات المتاحة، و مواجهة الظروف المتعلقة بإنشاء الشبكات و اختيار أفضل المعدات و عمل تمازج بين مكوناتها، فمهندس الاتصالات يستخدم معدات و أجهزة متنوعة لتصميم البنية التحتية لشبكة اتصالات معينة تخدم أهداف معينة ، مثل الشبكة التي تكون مجموعة الهواتف الداخلية داخل الفندق أو  المستشفى أو الشركة و التي بالطبع تختلف عن الشبكة التي تكون الخدمة الهاتفية للمدينة ..إلخ. أي أن مهام مهندس الاتصالات الناجح تجعل منه مبتكراً و مراقباً للجودة و مطوراً للأداء و مخترعاً في آن واحد.
إنّ مهندسي الاتصالات يعملون في العديد من الصناعات، بما فيها الإنترنت وتكنولوجيا التشبيك والشبكات الحاسوبية والرّاديو والبث الإذاعي، بعض المهندسين يركزون اهتمامهم على معرفة تطبيق التقنيات، بينما يركز البعض الآخر على الأنشطة الإدارية، وهناك وظائف عديدة تشمل عناصرا في كل من الإدارة والتقنية معا. ويتضمّن الجانب التقني استخدام المعرفة المتخصصة في تصميم وتقديم الحلول، فضلا عن تقديم التوجيه التقني للموظفين داخل المؤسسة التي يعملون فيها.
أما الجانب الإداري فينطوي على التخطيط وإدارة المشاريع، وضمان تسليمها في وقتها المحدد، في حدود الميزانية وضمن عوامل الجودة المتفق عليها.
وفيما يتعلق بمهندس الاتصالات المركزية فإنه مسؤول عن تصميم والإشراف على تنفيذ معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية في السنترال المركزي، (كما يشار إليه على أنه تبادل الاتصال أو مركز تجمع الأسلاك( فمهندس الاتصالات المركزى هو المسؤول عن دمج التقنيات الحديثة في الشبكة القائمة، وتعيين مواقع المعدات في مركزتجمع الأسلاك، وتوفير معدات الطاقة، وضبط وتنبيه وسائل الرصد والتقنيات الرقمية في المعدات الجديدة ما لم تكن هناك المتاحة حاليا بما يكفي لدعم تيسير تركيب المعدات الجديدة. وأخيرا، فإن المهندس المركزي هو المسؤول عن تصميم كيفية توزيع كميات هائلة من الكابلات إلى مختلف المعدات وإطارات الأسلاك في جميع أنحاء السنترال المركزى، والإشراف على التركيب وتحضير جميع المعدات الجديدة اللازمة. وكحال مهندسي الإنشاء فان مهندسي الاتصالات المركزيين مسئولون عن التصميم الانشائى والتنسيب من الإجهادات للمعدات الكهربائية اللازمة وتركيبها، فضلا عن وضعها على محطة الكهرباء الموجودة بالسنترال.. وأيضا كحال مهندسي الكهرباء فان مهندسي الاتصالات المركزيين مسؤولون عن تصميم المقاومة والسعة والحث (RCL) لكل محطة طاقة جديدة لضمان الخدمة الهاتفية واضحة ونقية ونظيفة فضلا عن موثوقية خدمة البيانات.التوهين والحسابات الدقيقة مطلوبة لتحديد طول ومقاس الكابل المطلوب لتقديم الخدمة المطلوبة. وبالإضافة إلى ذلك، متطلبات الطاقة يجب أن تكون محسوبة ومدروسة لامداد اي معدات الكترونية موضوعة في السنترال المركزي .

وعموما، شهد مهندسو الاتصالات المركزيون تحديات جديدة ناشئة في مجال الاتصالات المركزية. فمع ظهور مراكز البيانات،مرافق بروتوكول الإنترنت ومواقع الراديو الخلوية، وغيرها من بيئات المعدات التكنولوجية الناشئة ضمن شبكات الاتصالات، فانه من المهم أن يتم تنفيذ مجموعة متسقة من الممارسات أو المتطلبات المعترف بها قانونيا. قد ترتبط هذه الخدمات مع تركيب معدات جديدة أو موسعة، فضلا عن نقل المعدات الموجودة.
وعموما ينبغي على مهندس الإتصالات النظر في عدة عوامل أخرى مثل :
1.اللوائح والسلامة في التثبيت.
2.إزالة المواد الخطرة.
3.الأدوات التي تستخدم عادة لتنفيذ تركيب ونقل المعدات.

خامسا.المراحل الإنشائية لإعداد شبكة اتصالات:

1. مرحلة التخطيط و الإعداد:
وهي إحدى مهمات مكتب هندسة معدات الاتصالTelecom equipment engineer، حيث يقوم فريق عمل التخطيط و المؤسس  لكيان العمل و المتخصص في مجال الالكترونيات الدقيقة بتصميم شبكة متكاملة من أجهزة الاتصال و المعدات لاستخدامها في تكوين البنية التحتية  لشبكة الاتصال الأم و التي تتألف من  أجهزة التوجيه routers و المحولات switches وأجهزة الإرسال المتعدد multiplexers وأجهزة الكمبيوتر المتخصصة للربط  بين المكونات  الالكترونية و المعدات المصممة لشبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية.

2. مرحلة التنفيذ:
و هي إحدى مهمات مكتب هندسة العمليات المركزية Central-office engineer، وتتم بعد إنشاء كيان العمل الأولي حيث تأتي في المرحلة اللاحقة لها سياسة التنفيذ ثم  تشغيل الشبكة و إدارة العمل و إجراءات الصيانة و المتابعة و ضبط الجودة.  بمعنى تصميم و وضع خطط إدارة تنفيذية و منهجية متكاملة للإشراف على التنفيذ و تكامل مكونات العمل وضبط التوقيتات و إدخال التعديلات و التحسينات على البنية الأساسية القائمة وكل تلك العمليات تتطلب تخصصات هندسية متنوعة مثل:
أ. مهندسو بناء و تركيب الشبكات structural engineers : و تقع عليهم مسئولية التصميم البنائي و تحديد و تأمين مواضع  تداخل الوصلات للمعدات و تثبيتها على أفضل كفاءة تشغيل ممكنة.
ب.مهندسو الكهرباء electrical engineers:  و الذين تقع عليهم مسئولية تولي المسئوليات الخاصة بضبط القياسات الكهربية المتمثلة في  المقاومة resistance، والسعة capacitance، والحثinductance   الخاصة بالمنشأة الجديدة  و التأكد من نقاء و وضوح خدمة الاتصال.

3. التنفيذ الميداني Engineers Outside plant :
فريق عمل التنفيذ الميداني يتكون من التخصصات الآتية :
أ‌.                                 مهندسو شبكات structural engineers:

و تقع عليهم مسئوليات التصميم التركيبي لأبراج البث  و تحديد مواقعها .
ب‌.                           مهندسو كهرباء electrical engineers:
 و الذين يقومون بضبط القياسات الكهربية المتمثلة في  المقاومة resistance والسعة, capacitance، والحثinductance .
ت‌.                           مهندسون مدنيون civil engineers
 و الذين يقومون بتحديد النقاط الإنشائية لابراج البث اللاسلكي حيث يقع كل برج في مواقع  محددة يسمى كل منها الموقع الخلية cell site   أو المحطة القاعدية base station لتكوين شبكة البث التي تغطي المنطقة.

سادسا. التشفير(التعمية):

التَّـشفِـير طريقة لإرسال المعلومات بحيث يستطيع الأشخاص الذين لديهم مفتاح التعمية فقط الاطلاع عليها وفهمها بينما لا يستطيع أي شخص آخر لا يملك المفتاح معرفتها، ويطلق عليه أحيانا علم التعمية أو علم الكتابة السرية ، أو علم حساب الجُمَّل. وقد تكون هذه المعلومات رسائل مكتوبة أو محادثات هاتفية أو صورًا أو بيانات تنقل عبر وسائل الاتصالات الحديثة أو تحفظ وتعالج بوساطة الحواسيب. ومع التقدم السريع والمتنامي لوسائل نقل المعلومات (الاتصالات ووسائل تخزينها ومعالجتها بالحواسيب)، فإن أهمية الرسائل المكتوبة أو البريد بدأت تتضاءل من ناحية، ومن ناحية أخرى، ازدادت الحاجة إلى الحفاظ على أمن المعلومات وسريتها. والتشفير (أو التعمية) هو أهم طرق حماية المعلومات وأكثرها كفاءة خصوصًا إذا كانت المعلومات ستنقل على شبكات اتصال سلكية أو لاسلكية يسهل التنصت عليها، أو كانت المعلومات تتبادل في شبكات الحواسيب الحديثة الواسعة الانتشار التي يمكن اختراقها.
ويعالج هذا العلم مسألتين: تتناول الأولى طرق إخفاء المعلومات المرسَلة من جهة لأخرى وهو ما يسمى بالتعمية أو التشفير ، وتختص الثانية بطرق استخراج المعلومات من قِبَل الملتقط للرسائل المعمَّاة، وذلك بدون معرفه المفتاح المتفق عليه بين المتراسلين، وهو ما يسمى بتحليل التعمية أو كسر الشفرة. فالمعمِّي أو واضع التعمية يهدف إلى ضمان سرية الرسالة أو إلى ضمان أصالتها وحمايتها من التحريف أو الادعاء. أما محلل التعمية أو (العدو)، فيسعى إلى الهدف المضاد المتمثل في كسر التعمية ومعرفة محتوى الرسالة السرية أو تحريف محتوى الرسالة، أو تزويرها بشكل يؤدي إلى قبولها على أنها رسالة صحيحة أو أصلية وهي غير ذلك. فهدف التعمية هو ضمان سرية الرسالة أو حماية محتوياتها أو مصدرها من التحريف والتزوير، بينما يهدف تحليل التعمية إلى عكس ذلك تمامًا.
والتعمية في أبسط تعريف لها هي تحويل نص واضح (مكتوب أو منطوق) إلى نص غير مفهوم باستخدام طريقة محددة قد تكون غير سرية تعتمد على مفتاح سري خاص بالمتراسلين، بحيث يستطيع من يملك هذا المفتاح (ويعرف الطريقة) أن يعيد النص المعمَّى إلى أصله الواضح (يستخرج التعمية)، بينما لا يستطيع أي شخص آخر لا يملك هذا المفتاح السري أن يتوصل إلى النص الواضح حتى وإن كان يعرف تفاصيل طريقة التعمية. أما تعريف تحليل التعمية فهو عملية استخدام النص المعمَّى للتوصل إلى النص الواضح، وذلك من قبل العدو أو محلل التعمية الذي لا يعرف مسبقًا المفتاح السري ولكنه قد يعرف طريقة التعمية، بالإضافة إلى معلومات أخرى مثل خصائص اللغة المستخدمة في نقل المعلومات، ومعلومات جانبية إضافية مثل طبيعة الرسالة أو موضوعها.
وفي العصر الحديث، لا تقوم الجهات المعادية وحدها بمحاولة تحليل التعمية أو كسرها، وإنما يقوم بذلك العلماء الذين يضعون الشفرات أنفسهم، وذلك بهدف تحديد مدى قوة طرق التعمية ومتانتها وتشخيص نقاط الضعف فيها. وهذه المعركة بين المعمِّي ومحلل التعمية قائمة السجال منذ أكثر من ألفي عام، فالأول يحاول اختراع طرق للتعمية يظن أنها تستعصي على الكسر، بينما يعمل الثاني جاهدًا على تحليل هذه الطرق وكسرها.

سابعا.الفرق بين هندسة الاتصالات وهندسة الحاسبات:

يتفرع من هندسة الإتصالات الكثير من العلوم (أو يعتمد عليها), منها:
     :  Wireless Communication■
وهو العلم الذي يهتم بالإتصالات اللاسلكية.
Mobile Communication ■   :
العلم الذي يهتم باتصالات الهاتف المحمول.
Satellite Communication■ :
العلم الذي يهتم باتصالات الأقمار الإصطناعية.
   : Data Communication: ■
وهو العلم الذي يركز كل اهتمامه على المعلومة نفسها ويشمل على علوم كثيرة في الإتصالات, وهو موضوع طويلً
:  Antenna Engineering■
علم هندسة الهوائيات.
Microwave Engineering■  :
علم هندسة المايكروويف.

أما علم هندسة الحاسبات فيمكن القول إن هـــذا الاختصاص يعد من الاختصاصات الحديثة على المستوى العالمي، منها :

هندسة اتصالات الحاسبات بجانـــــبيها البرمجي والمكونات المادية ، وشبــكات الاتصـــــالات الحاسوبـــــية والإنترنت وشبكات التلفزة المنقولة عبر الشبــكات الحــاسوبية.

أساليب معالجة وخزن البيانات المختلفة مثل ( الصورية والصوتية .. الخ ...) مــن قبل الحاسبة وكيفية تشفيرها لغرض نقلها أو خزنها في منظومة الاتصــــالات.

كيفية تطبيــق أسلوب إدارة المشاريع وتكنولوجيا هندسة المنظومات لتطويـــر الحاسبات وشبكات الاتصالات).
 يظن البعض أن لا علاقة بين هندسة الإتصالات وهندسة الحاسبات, وهذا غير صحيح، فلعلم هندسة الحاسبات علاقة وطيدة مع الكثير من العلوم الأخرى من ضمنها هندسة الإتصالات, وهما يخدمان بعضهما البعض في هذا. فالأقمار الإصطناعية مثلاً, عندما تطير إلى الفضاء لا تطير إلا بالإعتماد على الكمبيوتر: على تقنياته, هندسته, وبرامجه المصنوعة بعناية فائقة.

وعلم الكمبيوتر والإتصالات يلتقيان في علم آخر, وهو علم هندسة الشبكات (أو شبكات الكمبيوتر). والتقنيات التي تستخدم في هذه الشبكات, هي أساساً أحد أهم أهتمامات علم الإتصالات. وكذلك )جهاز الموديم Modem (وهو اختصار من Modulator / Demodulator  هو مثال آخر وبسيط لهذا الربط بين العلمين. والأمثلة كثيرة من الصعب حصرها .

وفي السياق ذاته, لا بدّ أن نفهم الفرق بين الإتصالات التناظرية والإتصالات الرقمية ولماذا نفضل الأنظمة الرقمية Digital Systems …
في هندسة الحاسبات, فالطالبُ يدرس موضوعات أساسية مثل:
■ التصميم المعماري للكمبيوتر.
■ لغة أسمبلي البرمجية (لغة الآلة) هي واحدة من أقدم اللغات البرمجية موضوعات مهمة في هندسة الكهرباء والإلكترونيات: منها مثلاً, الدوائر الكهربائية, الدوائر الإلكترونية, أنظمة الطاقة … الخ.
■ التصميم الرقمي Digital Design, وهو أحد أهم مكونات علمي الكمبيوتر والإتصالات والإلكترونيات

خاتمة:

علم الإتصالات هو علم العصر. وهو علمٌ جميل ممتعٌ ومثير جداً يقوم على علوم عدة وأبرزها الرياضيات المُختلفة. وهو بعكس العلوم الأخرى (كعلم هندسة الكهرباء) من أكثر العلوم تطوراً, وكل يوم ثمة الجديد وثمة عشرات التقنيات الجديدة التي يجب الإطلاع عليها عن كثب، أو على الأقل ما يتعلق بالدراسة أو العمل في الحياة اليومية. ولكون علم الإتصالات علما واسعا يعتمد على علوم أخرى كثيرة، فهذا يعني إنه العلم الذي يوفر غزارة المعلومات الهندسية والإطلاع على الكثير من العلوم الأخرى.
الإطلاع الواسع.
السعي الدؤوب.
الهمة, النشاط, والشغف.
البحث المتواصل.

  وأخيرا إعتماد المكتبة الهندسية (الالكترونية)  التي تجيب على كل الأسئلة في الذهن وتطور المعلومات ذات العلاقة (هندسة الإتصالات وغيرها). 









م.مصطفى عبدالمجيد حميد الكبيسي
مهندس الكهرباء في قسم الأبنية المدرسية
المديرية العامة لتربية الأنبار
                                                 ( بغداد الموقع البديل)

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي:هندسة النظم ( رؤية معلوماتية )




هندسة النظم 


 ( رؤية معلوماتية )



معاذ عبدالمجيد الكبيسي


م .معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي
مهندس ميكانيك إستشاري
الأبنية المدرسية
تربية الأنبار


أيلول 2015



هندسة النظم ( رؤية معلوماتية )


المقدمة:

تعد هندسة الأنظمة أو هندسة النظم ( Systems engineering) فرعاً من الهندسة يدمج مبادئ من عدة علوم لدراسة كيفية تصميم وإدارة الأنظمة الهندسية المعقدة، إذ تغطي مجالات مثل اللوجستيات والتنسيق بين الفرق العاملة والتحكم الآلي بالآلات وهي مجالات يصبح التعاطي معها أمراً صعباً عند التعامل مع مشاريع هندسية معقدة. وبذلك فإن هندسة النظم تمتد لتشمل الفروع التقنية والبشرية ذات العلاقة، مثل  هندسة التحكم ، الهندسة الصناعية وإدارة المشاريع ، الميكاترونكس(ميكاترونيكس هو العلم الهندسي الذي يربط بين الهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربائية وهندسة الحاسب وأنظمة التحكم).... .
وتعد هذه المقالة محاولة لأعطاء لمحة تعريفية عن مجال هذا العلم وخصوصا في عصرنا ذي التطور المعلوماتي السريع في العلم والتكنولوجيا .


أولا.مفهوم الهندسة:

يقال إن أصل كلمة هندسة من الكلمة الفارسية "الإندازة"، وتعني القدرة على حل المشكلات، ويعرِّف القاموس المحيط هذه الكلمة:أندسة بالفارسي تعني ايجاد الحلول بالطرق الذكية، وتم تحويل الكلمة بعد ذلك في اللغة العربية الى " لهندسة" و منذ ذلك اليوم اصبح مفهوم المهندس بايجاده للحلول الذكية في مجال عمله .

أما معنى كلمه هندسة كما يشير اليها قاموس المحيط للفيروزبادى( ص750) فأنها مشتقة من الهنداز ( القياس ) معرب آب انداز ( قياس الماء ) فأبدلت الزاي سينا لأنه ليست لهم دال بعده زاي   ،والمهندس: مقدر مجاري القنى (القنوات المائية) حيث تحفر .

  ومهما يكن من أمر فأن كلمة هندسة باللغة العربية تحمل معاني متعددة، حيث تقوم الهندسة من خلال تخصصاتها المختلفة بتسخير العلوم التطبيقيه المتقدمه لتلبيه الاحتياجات البشرية ، وحل مشاكلهم مع الاقتصاد في التكاليف. ويمكن تحديد مفهوم الهندسة بثلاث :

 الأول :إنه العلم الرياضي الذي يبحث في الخطوط والأبعاد والسطوح والزوايا والكميات والمقادير المادية من حيث خواصها وقياسها أو تقويمها وعلاقة بعضها ببعض فالهندسة في الرياضيات هي فرع الرياضيات الذي يدرس الأشكال الهندسية المجردة محاولا ايجاد علاقات رياضية بين عناصرها  Geometry ) الهندسة الرياضية(.


 
 الثاني : إنه المبادئ والأصول العلمية المتعلقة بخواص المادة ومصادر القوى الطبيعية    وطرق استخدامها لتحقيق أغراض مادية (وتعني هنا العلوم الهندسية        أو ما يعرف بالهندسة النظرية).

 الثالث :أنه  فن الإفادة من المبادئ والأصول العلمية في بناء الأشياء وتنظيمها وهو ما يعرف بالهندسة التطبيقية أو العملية، التي هي مرادفة  لكلمة (Engineering)  ،و هي استخدام معارف رياضية هندسية و فيزيائية لإيجاد حلول و تطبيقات في فروع مختلفة من العلوم و الحياة العملية .
ومن فروع الهندسة التطبيقية ما يأتي:

■ بيونيك

■ هندسة ميكانيكية

■ هندسة كهربائية

■ هندسة زراعية

■ هندسة معمارية

■ هندسة مدنية

■ هندسة المساحه

■ هندسة بيئية

■ هندسة النقل

■ هندسة جيوتكنيكية

■ هندسة كيميائية

■ هندسة صناعية

■ هندسة البترول

■هندسة الطيران والفضاء

■ هندسة الصواريخ

■ هندسة الحاسوب

■ هندسة البرمجيات

■ هندسة النظم (هندسة النظم هندسة الحاسوب)

■ هندسة الشبكات

■ هندسة الاتصالات

■ هندسة الكترونية

■ الهندسة الطبية الحيوية

■ هندسة الوراثة وعلم الجينات

■ هندسة المعادن والمناجم

■ هندسة الطاقة

■ هندسة أفينية

■ هندسة تصميم وانتاج ميكانيكي

■ هندسة ميكاترونيكس

■ هندسة بيئية

■ هندسة النقل

■ هندسة جيوتكنيكية

■ هندسة النفط

■ هندسة بحرية



ثانيا.مفهوم النظم:

النظام أو المنظومة ( مع وجود بعض الفوارق بينهما ) هو مجموعة من الكيانات أو العناصر المتفاعلة من أجل تحقيق هدف معين، وهي تشمل المواد والتجهيزات والبرمجيات والأفراد والمعلومات والتقانات والأمكنة والخدمات وغيرها من العناصر المساعدة.
فالعناصر الداخلة في تركيب منظومة ما يمكن أن تكون مادية مثل التجهيزات، ويمكن أن تكون مجردة مثل المعلومات والبرمجيات. ويكون الهدف واضحاً في المنظومات التييخترعها الإنسان مثل السيارة والحاسوب والمصرف، ويكون أقل وضوحاً في المنظومات الطبيعية مثل المنظومة الشمسية.

وفي هذا السياق فأن النظام هو عبارة عن طريقة تحليلية للتخطيط ونظامية تمكننا من التقدم من الأهداف التي حددتها مهمة النظام الى تحقيق تلك الأهداف: وذلك بوساطة عمل منضبط ومرتب للأجزاء الذي يتألف منها كله، وتتكامل تلك الأجزاء وفقا لوظائفها التي يقوم بها النظام الكلي الذي يحقق الأهداف التي تحددت للمهمة.
وعلى هذا يجمع الباحثون على ان النظام عبارة عن كل منظم يجمع بين أجزاء الشكل في مجموعها تركيبا موحدا تنتظم عناصره في علاقات متبادلة ولا يمكن عزل احدهما عن الآخر، فكل جزء يحتفظ بذاتيته وخصائصه إلاّ إنه جزء من كل متكامل. وذلك يعني أن النظام يتضمن ما ياتي:

■ النظام مجموعة من الأجزاء تشكل عناصر النظام.
■ النظام مجموعة من العلاقات المتبادلة فيما بين هذه العناصر وهذه العلاقات هي التي تجدد سلوك النظام.
■ النظام إطار يجمع هذه العناصر وتلك العلاقات في كيان واحد، يسمى هذا الإطار حدود النظام، وهذه الحدود هي التي تحدد ملامح النظام وتميزه عن بيئته (استيتيه وسرحان، 2007).

■ أما خصائص  النظام فهي:

أ.الھدف أو الغایة.
ب.المدخلات: الأشیاء التي تدخل النظام مثل البیانات.
ت.المخرجات: الأشیاء التي تخرج من النظام مثل المعلومات.
ث.الحدود: وھي تحیط بالنظام وتفصله عن البیئة المحیطیة به، وتحدد ما یشمله
النظام وما ھو خارج عنه.
ج.البیئة: كینونات خارجیة تتفاعل مع النظام مثل : أشخاص، برامج، نظم، ...الخ.
ح.المكونات: یمكن أن تكون بیانات، أشخاص، عتاد، برمجیات، إجراءات، ...الخ.
خ.الوظائف: العملیات التي یقوم بها النظام.
د.القیود: الضوابط أو الحصر مثل القوانین، زمن الاستحقاق...الخ.
ذ.الاسترجاع: بعض الأنظمة تتمتع بعامل، وذلك عن طریق التغذیة   الاسترجاعیة،
التي تقوم بقیاس المخرجات باستخدام معاییر معینه، وبناء على ذلك یتم  تعدیل المدخلات أو المعالجة، لغرض تحسین المخرجات. ففي تحلیل النظم یتم مثلا  الاستفادة من التغذیة العكسی ) الاسترجاع) لتوضیح أوتنقیح متطلبات المستخدم).


أما المنظومة فيمكن استنتاج تعريفا لها بأنها تركيب مجموعة من الأجزاء المتداخلة التي تتفاعل مع بعضها البعض، وترتبط فيما بينها بعلاقات تأثير وتأثر مستمر، ويؤدي كل جزء منها وظيفة محددة وضرورية للمنظومة بأكملها. والمنظومة بيئة ذاتية التكامل تترابط مكوناتها وعناصرها بعضها ببعض ترابطاً وظيفياً محكماً، يقوم على أساس من التفاعل الحيوي بين عناصر هذه المنظومة ومكوناتها بعلاقات تبادلية شبكية تعمل معاً على تحقيق أهداف محددة. وتتميز هذه المنظومة بأنها بيئة مفتوحة وليست مغلقة، بيئة متطورة وليست جامدة، بيئة عنكبوتية التشابك وليست خطية التتابع (عبيد، 2001)،(الكبيسي،2015) .


ثالثا.هندسة النظم:

هندسة النظم   systems engineering هي أحد فروع الهندسة التي تعنى بتطوير الوسائل والمنهجيات الضرورية لبناء منظومات ناجحة. وسنقوم في الصفحات الآتية بالتركيز على المجال المعلوماتي لهندسة النظم وذلك لأهمية ذلك وفق متطلبات الحداثة :

1.    تطور مفهوم هندسة النظم المعلوماتية:

كان المعماريون والمهندسون المدنيون قبل الحرب العالمية الثانية هم الذين يقومون بدور مهندسي النظم من خلال عملهم في المشروعات الإنشائية الضخمة مثل الجسور والسدود وناطحات السحاب، وهناك مصممون آخرون كانوايعملون في بناء المنظومات الضخمة مثل منظومات السكك الحديدية وأساطيل النقل البحري، إلا أن أعمال هؤلاء المهندسين لم تكن تستند إلى أي نظرية أو علم يتعلقبهندسة النظم، ولم تتوافر لديهم إجراءات أو ممارسات مُعرّفة بدقة.


وقد لاحظ مديرو المشروعات وكبار المهندسين إبانالحرب العالمية الثانية أهمية إسناد مهمات تطوير منظومات جزئية من منظومات الطائرات - مثل منظومة الدفع، ومنظومة التوجيه، والهيكل، وغيرها - إلى مهندسين متخصصين بكل نوع، كما لاحظوا أهمية هذا التوجه في إنقاص زمن التصميم ورفع وتيرة الإنتاج. بدأ ظهور هندسة النظم  فرعاً من فروع الهندسة في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، وقد عزز من أهمية هذا الاختصاص الهندسي الجديد السباق المتسارع في برامج الفضاء وبرامج التسلح التي بدأت في تلك الفترة،وجرى التركيز على تطوير منظومات ذات موثوقية عالية ضمن أزمنة قصيرة نسبياً، مما استدعى تطوير أدوات جديدة لإدارة مشروعات تعنى بتحسين أداء الأنظمة واحترام الخطط الزمنية وضبط التكاليف.


من أشهر الأدوات التي نشأت في هذه الظروف هي تقنية مراجعة وتقويم البرامج PERT (Program Evaluation and

Review Technique) التي تساعد على  تخطيط المشروع وتقدير زمن إنجازه وخاصة إذا كان يتضمن عدة مسارات ومهام يجري  تنفيذها على التوازي وأخرى يعتمد بعضها على بعض. وقد انتقل الاهتمام بهندسة النظم  إلى قطاع الأعمال، وكانت شركات الاتصالات من أولى الشركات التي اهتمت بتطبيق هندسة النظم في مشروعاتها.


يمكن تلخيص التحديات الأساسية التي يواجهها مديرو البرامج والمشروعات الهندسية الضخمة بضرورة إيجاد الأدوات  الضرورية لضبط المواد الأولية ومتابعتها، والتحكم بإجراءات التصنيع وعملياته، ومتابعة عمليات التصميم والتصنيع والاختبار، وقد أتى اختصاص هندسة النظم إجابة مباشرة لمواجهة هذه التحديات وليشكل منهج تفكير مُعتمداً من قبل مديري المشروعات.


تتضمن هندسة النظم عناصر من مجالات متعددة مثل بحوث العمليات، والنمذجة والمحاكاة، وتحليل القرارات، وإدارة المشروعات، وتطويع المتطلبات، وهندسة البرمجيات، والهندسة الصناعية، وإدارة المخاطر، وتقدير التكاليف، وغيرها. ولا يفترض بمهندس النظم أن يكون خبيراً بكل هذه المجالات، ولكنه  مع الزمن يصبح ملماً بمعظمها.


2.    إجراءات هندسة النظم :


يمكن تلخيص الخطوات الأساسية التي يقوم بها مهندس النظم بما يأتي:


أ. تعريف أهداف المنظومة المعنية اعتماداً على حاجات المستخدم.
ب. تحديد الوظائف، أو ما يسمى بالتحليل الوظيفي.
ت. تحديد متطلبات الأداء.
ث. تصميم المنظومة.
ج. إنجاز المنظومة.
ح. اختبار مدى تحقيق المنظومة لمتطلبات المستخدم.

ويُعدّ الفصل بين الوظائف التي يجب أن تحققها المنظومة (الإجابة على السؤال ماذا ستحقق المنظومة)،وطريقة تحقيق هذه الوظائف (كيف تحقق المنظومة هذه الوظائف) من المهام الأساسية التي ينبغي على مهندس النظم القيام بها. تتضمن الإجابة على السؤال الأول تحديد قائمة المهام من دون الخوض في طريقة تحقيقها، في حين تجري الإجابة على السؤال الثاني في أثناء مراحل التصميم والتنفيذ.

3.    هندسة النظم المعلوماتية :

تُعدّ النظم المعلوماتية من المنظومات المعقدة نظراً لعدد العناصر الداخلة في تركيبها ولكثافة التفاعلات بين مكوناتها المختلفة.ولذلك فقد وجد العاملون في تحليل النظم المعلوماتية  وتصميمها أن تطبيق هندسة النظم في ميدان المعلوماتية أمر على درجة عالية من الأهمية لضبط العمل في مختلف مراحل حياة منظومة المعلومات والوصول إلى منتجات ذات جودة عالية ضمن الزمن المخطط وبأقل التكاليف.


تشمل هندسة النظم المعلوماتية إجراءات تحليل المنظومات المعلوماتية وتصميمها وتطويرها واختبارها وتركيبها وصيانتها، وتستدعي استخدام طيف واسع من الأدوات والتقانات والمفاهيم أهمها:

■ تحليل المتطلبات
■ نمذجة الوظائف
■ إنشاء النماذج التجريبية
■ هندسة البرمجيات
■أدوات الاختبار ومنهجياته
■ معايير التوثيق
■ أدوات الصيانة ومنهجياتها


يمتد عمل مهندس منظومة المعلومات طوال فترة حياة المنظومة كلها، ولا يقتصر على مرحلة محددة منها، بدءاً من مرحلة وصف المتطلبات مروراً بوضع التصاميم والوظيفة والتطوير والاختبار وصولاً إلى مراحل الاختبار والتركيب والاستثمار. ولذلك يُلحظ أن مهام مهندس المنظومة تختلف عن مهام مهندسي الإنتاج ومصممي البرامج والمبرمجين؛ لأن هؤلاء يهتمون بالتفاصيل التقنية في حين تكون مهمة مهندس المنظومة النظر من منظورها الشامل.

يكون مهندس منظومة المعلومات عادة من ذوي الخبرة في المعلوماتية عامة وفي هندسة البرمجيات بوجه خاص، وتكون لديه خبرة إدارية ومعرفة جيدة باستخدام أدوات إدارة المشروعات التي تعتمد على الرياضيات التطبيقية.يكون الدور الذي يؤديه مهندس نظم المعلومات في المراحل الأولى من حياة منظومة المعلومات بالغ الأهمية في نجاحها أو إخفافها. ففي بداية المشروع يقوم مهندس نظم المعلومات بالتعاون مع الجهة المستفيدة من منظومة المعلومات بوضع المتطلبات وتحليلها ونمذجتها، وتُعدّ هذه المرحلة من أدق المراحل وأكبرها أثراً في نوعية المنظومة المعلوماتية. ولذلك فقد وضع العديد من النظريات وطوِرت تقانات وإجراءات ومنهجيات لإنجاز مرحلة المتطلبات بدقة عالية ونشأ بنتيجة ذلك مفهوم جديد هو هندسة المتطلبات requirements engineering الذي يعنى بطرائق استخراج المتطلبات وتدقيقها ونمذجتها.

في المرحلة التالية تبدأ عملية التحليل والتصميم، وهنا يقع على عاتق مهندس النظم مهمة تجزئة المنظومة المعلوماتية إلى منظومات جزئية والتنسيق بين فرق العمل المتعددة المكلفة تحليل كل منظومة جزئية منها وتصميمها لضمان تكاملها في إطار المنظومة العامة.

أما في مراحل البناء (التطوير) والاختبار فيقوم مهندس  النظم بمتابعة العمل وإداراته وضبط الانحرافات التي يمكن أن تحصل سواء فيما يتعلق بالزمن أم الكلفة أم الجودة.

أصبحت هندسة النظم المعلوماتية من الاختصاصات الهندسية التي تطبق مفاهيم هندسة النظم ونظرياتها وأدواتها في مراحل تطوير المنظومات المعلوماتية، وتمايزت من غيرها من الاختصاصات واكتسبت أهمية خاصة نتيجة الازدياد المستمر في تعقيد المنظومات المعلوماتية، مما يستدعي نظرة أكثر شمولية تبتعد قدر الإمكان عن التفاصيل التقنية، وتركز على متابعة تنفيذ المشروع ضمن ضوابط الجودة والزمن والكلفة.


المصادر:

1.            استيتية، دلال ، و سرحان ، عمر،2007 ،تكنولوجيا التعليم و التعليم الالكتروني، دار وائل للنشر ، عمان .

2.          بنيامين س. بلانشارد ،2007، إدارة هندسة النظم، ترجمة، تحقيق: حاتم النجدي،منشورات المنظمة العربية للترجمة ،القاهرة ،مصر.

3.            الرياحنه، محمد سلمان ،2013، منحى النظم وتطبيقاته التربوية ، دبلوم التمهن في التربية ، منشورات وزارة التربية والتعليم ، مملكة البحرين .

4.          عبيد، وليم تاوضروس  ،2001، وحدة القطوع المخروطية، المؤتمر العربي الأول /فبراير2001/ حول المدخل المنظومي في التدريس والتعلم، القاهرة .

5.           الكبيسي، عبدالمجيد حميد ثامر ،2010،التربية السكانية :المفاهيم ، الاهداف ،المحتوى،منحى النظم ،المنهجية ،التقويم ،مكتبة المجتمع العربي للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان ، الاردن  .

6.           الكبيسي، عبدالمجيد حميد ثامر ،2013، مقدمة في منحى النظم ، منشورات مديرية الإعداد والتدريب، الأنبار، العراق .

7.          الكبيسي، عبدالمجيد حميد ثامر،2014، النظم والمنظومية رؤى تربوية، دار الإعصار العلمي ومكتبة المجتمع العربي للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان ، الاردن.


8. Systems Engineering Handbook, 2000, International Council on Systems Engineering (INCOSE 2000).
9.Systems Engineering Fundamentals. 2001   . Defense Acquisition University Press, 2001.








م.معاذ عبدالمجيد حميد الكبيسي

المهندس الاستشاري في قسم الأبنية المدرسية
 المديرية العامة لتربية الانبار/وزارة التربية



م.سعد معاذ الكبيسي




م .يونس معاذ الكبيسي