التعليم والتدريب في الإطار التربوي

الأربعاء، 4 مارس 2015

التغذية الراجعة في التربية










                                   د.مسعد محمد زياد

  تمهيد :
       يعتبر مفهوم التغذية الراجعة من المفاهيم التربوية الحديثة التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين ، غير أنها لاقت اهتماما كبيرا من التربويين وعلماء النفس على حد سواء . وكان أول من وضع هذا المصطلح هو : " نوبرت واينر " عام 1948 م . وقد تركزت في بدايات الاهتمام بها في مجال معرفة النتائج ، وانصبت في جوهرها على التأكد فيما إذا تحققت الأهداف التربوية والسلوكية خلال عملية التعلم ، أم لا . ومما لا شك فيه أن التغذية الراجعة ومعرفة النتائج مفهومان يعبران عن ظاهرة واحدة .

تعريف التغذية الراجعة :    
      عرف البعض التغذية الراجعة بأنها عبارة عن استجابة ضمن نظام يعيد للمعطى : ( الاستجابة التي يقدمها المتعلم ) جزءا من النتائج .
وعرفها التربويون وعلماء النفس أمثال " جودين وكلوزماير " وغيرهما بأنها المعلومات التي تقدم معرفة بالنتائج عقب إجابة الطالب .
وعرفها " مهرنز وليمان " على أنها تزويد الفرد بمستوى أدائه لدفعه لإنجاز أفضل على الاختبارات اللاحقة من خلال تصحيح الأخطاء التي يقع فيها .
      وباختصار يمكن القول إن التغذية الراجعة هي إعلام الطالب نتيجة تعلمه من خلال تزويده بمعلومات عن سير أدائه بشكل مستمر ، لمساعدته في تثبيت ذلك   الأداء ، إذا كان يسير في الاتجاه الصحيح ، أو تعديله إذا كان بحاجة إلى تعديل . وهذا يشير إلى ارتباط مفهوم التغذية الراجعة بالمفهوم الشامل لعملية التقويم باعتبارها إحدى الوسائل التي تستخدم من أجل ضمان تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من الغايات والأهداف التي تسعى العملية التعليمية التعلمية إلى بلوغها .

أسس التغذية الراجعة :
      من خلال المفهوم السابق للتغذية الراجعة يمكن حصر الأسس ، أو العناصر الأساس التي ترتكز عليها على النحو التالي :
      1 ـ النتائج : وتعني أن يكون الطالب قد حقق عملا ما .
      2 ـ البيئة : وهو أن يحدث النتاج في بيئة تعكس معلومات في حجرة الدراسة . بمعنى أن يوجه المعلم الانتباه تجاه المعلومات المنعكسة .
     3 ـ التغذية الراجعة : وتعني المعلومات المرتبطة بهذه النتائج والتي يتم إرجاعها للطالب . حيث تعمل كمعلومات يمكن استقبالها وفهمها .
     4 ـ التأثير : ويقصد به أن يتم تفسير المعطى ( المعلومات ) واستخدامه أثناء قيام الطالب بالاشتغال على الناتج التالي .
      ونستنتج مما سبق أن التغذية الراجعة هي عبارة عن معلومات تقدم للطالب بعد أن يقوم بالعمل المكلف به .
من الأمثلة على ذلك :
       لدينا جملتان إحداهما تمثل التغذية الراجعة ، والأخرى تمثل التغذية القبلية ، فكيف يتم التمييز بينهما ؟
     أ ـ يقول المعلم لطلابه : كونوا جاهزين الإشارة بأصبعكم إلى الحرف الذي يمثل الصوت الذي أنطقه .
    ب ـ ثم يقول : إنني أرى أن معظمكم يركز بصره على الحرف الذي يوافق الصوت الذي نطقت به .
      يلاحظ من العبارتين السابقتين أن : عبارة ( ب) هي التي تمثل التغذية الراجعة ، لأنها تتبع عملا ما يقوم به التلاميذ ، إنها معلومات ذات علاقة بالعمل .
أما العبارة ( أ ) فإنه يمكن تصنيفها على أنها تغذية راجعة قبلية .
ومن خلال ذلك يمكن تعريف التغذية الراجعة القبلية بأنها عبارة عن معلومات تسبق العمل ، وتوجه الطالب إلى الإعداد لذلك العمل .
مثال آخر يوضح الفرق بين التغذية الراجعة ، وغيرها من عمليات الربط بين النتائج والوسائل التي تؤدي إلى الربط بين المشاعر وحالة معينة .
أ ـ لقد قام الطلاب بعمل جيد في تزيين حجرة الصف .
ب ـ هل أنتم سعداء لأن حجرة الصف تبدو جميلة جدا .
      في المثال السابق نجد أن عبارة ( أ ) تقدم مثالا واضحا دالا على التغذية الراجعة . حيث إنها تقدم معلومات تتعلق بالنتائج ، وهي تزيين الفصل .
أما عبارة ( ب ) ما هي إلا وسيلة لربط مشاعر الطلاب بحالة معينة . فالشعور في هذا الموقف هو " السعادة الغامرة التي شعر بها الطلاب " ، والحالة هي " حجرة دراسة مزينة باللوحات والوسائل التعليمية " .
       إن المعلم في الحالة التي أشرنا إليها آنفا يريد من طلابه أن ينشئوا علاقة بين المشاعر السعيدة ، وحجرة الدراسة الجميلة . فإذا استطاع الطالب أن يربط جملة المعلم بعمله في تزيين   صفه ، فإن الجملة يمكن أن تصبح تغذية راجعة ، ولكن المعلم لم يقدم تغذية راجعة واضحة ، لأن العمل لم يذكر بوضوح .
      ومن خلال ما سبق يمكن طرح السؤال التالي :
س ـ متى تكون الجملة ، أو العبارة تغذية راجعة ؟
       التغذية الراجعة يجب أن تكون متعلقة بالعمل . فإذا أخبرنا شخص ما بأن العرب والمسلمين أصحاب حضارة ، فإننا نشعر بالرضا والسرور ، ولكنه عندما يذكر أننا لم نقم بأي عمل يترتب عليه انتماؤنا لتلك الحضارة ، فإن ذلك لا يشير بالضرورة إلى أن كل جملة  تعزز ، أو تقلل من شأن الذات هي تغذية راجعة . بل إن التغذية الراجعة يجب أن ترتبط بعمل ما كما ذكرنا سابقا . كما يجب علينا الربط بين العمل وبين المعلومات المقدمة ، وعندئذ تكون تلك المعلومات التي نقدمها للآخرين تغذية راجعة .
       ومما سبق يتأكد لنا أن التمييز بين التغذية الراجعة ، والجملة الإيجابية ، أو السلبية أمر مهم وضروري في حجرة الدراسة ، فالتغذية الراجعة تخبر الطالب عن عمل قام به ، أما الجملة الإيجابية فإنها يمكن أن تزيد من سروره ، ولكن لا يتوقع أن تُحدث تغييرا في سلوكه .

أهمية التغذية الراجعة :
      للتغذية الراجعة أهمية عظيمة في عملية التعلم ، ولا سيما في المواقف الصفية . إذ أنها ضرورية ومهمة في عمليات الرقابة والضبط والتحكم والتعديل التي ترافق وتعقب عمليات التفاعل والعلم الصفي . وأهميتها هذه تنبثق من توظيفها في تعديل السلوك وتطويره إلى الأفضل . إضافة إلى دورها المهم في استثارة دافعية التعلم ، من خلال مساعدة المعلم لتلميذه على اكتشاف الاستجابات الصحيحة فيثبتها ، وحذف الاستجابات الخاطئة أو إلغاؤها .
      إن تزويد المعلم لتلاميذه بالتغذية الراجعة يمكن أن يسهم إسهاما كبيرا في زيادة فاعلية التعلم ، واندماجه في المواقف والخبرات التعلمية . لهذا فالمعلم الذي يُعنى بالتغذية الراجعة يسهم في تهيئة جو تعلمي يسوده الأمن والثقة والاحترام بين الطلاب أنفسهم ، وبينهم وبين المعلم ، كما يساعد على ترسيخ الممارسات الديمقراطية ، واحترام الذات لديهم ، ويطور المشاعر الإيجابية نحو قدراتهم التعلمية والخبراتية .
     ومما تقدم يمكن  إجمال أهمية التغذية الراجعة في المواقف الصفية على النحو التالي :
     1 ـ تعمل التغذية الراجعة على إعلام المتعلم بنتيجة عمله ، سواء أكانت صحيحة أم خاطئة .
    2 ـ إن معرفة المتعلم بأن إجاباته كانت خاطئة ، والسبب في خطئها يجعله يقتنع بأن ما حصل عليه من نتيجة ، كان هو المسؤول عنها .
    3 ـ التغذية الراجعة تعزز قدرات المتعلم ، وتشجعه على الاستمرار في عملية التعلم .
    4 ـ إن تصحيح إجابة المتعلم الخطأ من شأنها أن تضعف الارتباطات الخاطئة التي تكونت في ذاكرته بين الأسئلة والإجابة الخاطئة .
   5 ـ استخدام التغذية الراجعة من شأنها أن تنشط عملية التعلم ، وتزيد من مستوى دافعية التعلم .
   6 ـ توضح التغذية الراجعة للمتعلم أين يقف من الهدف المرغوب فيه ، وما الزمن الذي يحتاج إليه لتحقيقه .
  7 ـ كما تُبين للمتعلم أين هو من الأهداف السلوكية التي حققها غيره من طلاب   صفه ، والتي لم يحققوها بعد ، وعليه فقد تكون هذه العملية بمثابة تقويم ذاتي للمعلم ، وأسلوبه في التعليم .

خصائص التغذية الراجعة :
        يفترض التربويون وعلماء النفس أن للتغذية الراجعة ثلاث خصائص هي :
   1 ـ الخاصية التعزيزية :
      تشكل هذه الخاصية مرتكزا رئيسا في الدور الوظيفي للتغذية الراجعة ، الأمر الذي يساعد على التعلم ، وقد ركز أحد الباحثين على هذه الخاصية من خلال التغذية الراجعة الفورية في التعليم المبرمج ، حيث يرى أن إشعار الطالب بصحة استجابته يعززه ، ويزيد احتمال تكرار الاستجابة الصحيحة فيما بعد .
   2 ـ الخاصية الدافعية :
       تشكل هذه الخاصية محورا هاما ، حيث تسهم التغذية الراجعة في إثارة دافعية المتعلم للتعلم والإنجاز ، والأداء المتقن . مما يعني جعل المتعلم يستمتع بعملية التعلم ، ويقبل عليها بشوق ، ويسهم في النقاش الصفي ، مما يؤدي إلى تعديل سلوك المتعلم .
   3 ـ الخاصية الموجهة :
      تعمل هذه الخاصية على توجيه الفرد نحو أدائه ، فتبين له الأداء المتقن فيثبته ، والأداء غير المتقن فيحذفه ، وهي ترفع من مستوى انتباه المتعلم إلى الظواهر المهمة للمهارة المراد تعلمها ، وتزيد من مستوى اهتمامه ودافعيته للتعلم ، فيتلافى مواطن الضعف والقصور لديه . لذلك فهي تعمل على تثبيت المعاني والارتباطات المطلوبة ، وتصحح الأخطاء ، وتعدل الفهم الخاطئ ، وتسهم في مساعدة المتعلم على تكرار السلوك الذي أدى إلى نتائج مرغوبة ، وهذا يزيد من ثقة المتعلم بنفسه ، وبنتائجه التعلمية .

تأثير التغذية الراجعة :
        التغذية الراجعة عبارة عن معلومات نراها ونسمعها أو نشمها أو نتذوقها أو نحس بها ، وهي كمعلومات لا تشبه الناتج ، ولا تشبه استجاباتنا للتغذية الراجعة . غير أن المعلومات ( المعطى ) تؤثر على المتعلم من حيث الآتي :
   1 ـ تعزز الأعمال ، أو التصرفات التي يقوم بها المعلم ، وهذا التعزيز يزيد من قوة العمل .
   2 ـ تقدم لنا معطى معينا ( معلومات ) يمكن استخدمها لتعديل العمل ، أو تصحيحه ، مما يدفع المتعلم إلى تنويع مفرداته المستخدمة ، ويتجنب التكرار ، ويسمى هذا النوع بالتغذية الراجعة التصحيحية ، حيث إنها تقدم معلومات يمكن استخدامها لتوجيه  التغيير . ويمكن تصنيف التغذية الراجعة التصحيحية ، والتغذية الراجعة المؤكِّدة على أنها راجعة إخبارية .
  3 ـ تعزيز المشاعر : يمكن أن تعمل التغذية الراجعة على زيادة مشاعر السرور ، أو الألم عند المتعلم .

أنواع التغذية الراجعة :
      للتغذية الراجعة أشكال وصور كثيرة ومتعددة ، فمنها ما يكون من النوع السهل الذي يتمثل في ( نعم أو لا ) ، ومنها ما يكون أكثر تعقيدا وتعمقا ، كتقديم معلومات تصحيحية للاستجابات كالتي أشرنا إليها سابقا ، ومنها ما يكون من النمط الذي تتم فيه إضافة معلومات جديدة للاستجابات . وقد قدم الباحث ( هوكنج ) تصنيفا لأنواع التغذية الراجعة وفق أبعاد ثنائية القطب ، وذلك على النحو الآتي :
    1 ـ تغذية راجعة حسب المصدر ( داخلية ـ خارجية ) :
      تعتبر التغذية الراجعة من أهم العوامل التي تؤثر في المتعلم ، فهي تشير إلى مصدر المعلومات التي تتوافر للمتعلم حول طبيعة أدائه لمهارة ما . فمصدر هذه المعلومات إما أن يكون داخليا ، وإما أن يكون خارجيا ، وتشير التغذية الراجعة الداخلية إلى المعلومات التي يكتسبها المتعلم من خبراته وأفعاله على نحو مباشر . وعادة ما يتم تزويده بها في المراحل الأخيرة من تعلم المهارة ، ويكون مصدرها ذات المتعلم .
      أما التغذية الراجعة الخارجية فتشير إلى المعلومات التي يقوم بها المعلم ، أو أي وسيلة أخرى بتزويد المتعلم بها ، كإعلامه بالاستجابة الخاطئة ، أو غير الضرورية ، التي يجب تجنبها أو تعديلها ، وغالبا ما يتم تزويد المتعلم بها في بداية تعلم المهارة .
   2 ـ التغذية الراجعة حسب زمن تقديمها ( فورية ـ مؤجلة ) :
      فالتغذية الراجعة الفورية تتصل وتعقب السلوك الملاحَظ مباشرة ، وتزود المتعلم بالمعلومات ، أو التوجيهات والإرشادات اللازمة لتعزيز السلوك ، أو تطويره أو تصحيحه .
     أما التغذية الراجعة المؤجلة هي التي تعطَى للمتعلم بعد مرور فترة زمنية على إنجاز المهمة ، أو الأداء ، وقد تطول هذه الفترة ، أو تقصر حسب الظروف .
   3 ـ التغذية الراجعة حسب شكل معلوماتها ( لفظية ـ مكتوبة ) :
       يؤدي تقديم التغذية الراجعة على شكل معلومات لفظية ، أو معلومات مكتوبة إلى استجابة المتعلمين إلى اتساق معرفي لديهم .
   4 ـ التغذية الراجعة حسب التزامن مع الاستجابة ( متلازمة ـ نهائية ) :
      تعني التغذية الراجعة التلازمية : المعلومات التي يقدمها المعلم للمتعلم مقترنة بالعمل ، وأثناء عملية التعلم أو التدريب ، وفي أثناء أدائها .
     في حين أن التغذية الراجعة النهائية تُقدم بعد إنهاء المتعلم للاستجابة ، أو اكتساب المهارة كليا .
   5 ـ التغذية الراجعة الإيجابية ، أو السلبية :
      التغذية الراجعة الإيجابية : هي المعلومات التي يتلقاها المتعلم حول إجابته الصحيحة ، وهي تزيد من عملية استرجاعه لخبرته في المواقف الأخرى .
     والتغذية الراجعة السلبية تعني : تلقي المتعلم لمعلومات حول استجابته الخاطئة ، مما يؤدي إلى تحصيل دراسي أفضل .
   6 ـ التغذية الراجعة المعتمدة على المحاولات المتعددة ( صريحة ـ غير   صريحة ) :
      التغذية الراجعة الصريحة : هي التي يخبر فيها المعلم الطالب بأن إجابته عن السؤال المطروح صحيحة ، أو خاطئة ، ثم يزوده بالجواب الصحيح في حالة الإجابة الخاطئة ، ويتطلب منه أن ينسخ على الورق الجواب الصحيح مباشرة بعد رؤيته له .
      أما في التغذية الراجعة غير الصريحة فيُعْلم المعلم الطالب بأن إجابته عن السؤال المطروح صحيحة أو خطأ ، ولكن قبل أن يزوده بالجواب الصحيح في حالة الإجابة الخطأ ، ثم يعرض عليه السؤال مرة أخرى ، ويطلب منه أن يفكر في الجواب الصحيح ، ويتخيله في ذهنه ، مع إعطائه مهلة محددة لذلك ، وبعد انقضاء الوقت المحدد ، يزوده المعلم بالجواب الصحيح ، إن لم يتمكن الطالب من معرفته .

المعلمون وإعطاء التغذية الراجعة :
     إن من مهام المعلمين في غرفة الصف أن يقدموا معلومات التغذية الراجعة الضرورية ، أو الإشارة إليها لطلابهم ، وعليهم أن يتأكدوا من أن الطالب يستطيع أن يلاحظ العلاقة بين العمل والمعلومات المقدمة إليه في التغذية الراجعة . فإن كانت البيئة المثيرة معقدة أو جديدة ، أو كان العمل معقدا أو جديدا فإنه يتعين على المعلم أن يخطط لكيفية توجيه الطلاب لإدراك معلومات التغذية الراجعة المهمة . كما يتعين على المعلمين أيضا أن يحاولوا كلما أتيحت لهم الفرصة أن يقدموا معلومات التغذية الراجعة بعد أداء العمل مباشرة . وإذا تعذر ذلك كما هو الحال داخل غرفة الصف ، عندئذ فإنه يجب على المعلم أن يخطط لطرق تجعل الطلاب يتذكرون أعمالهم لكي يقدم لهم معلومات التغذية الراجعة في وقت تكون فيه الأعمال ما زالت حية ، أو حاضرة في الذاكرة .

دور المعلم في إدارة الظروف التي تؤثر في التغذية الراجعة :
         يعد دور المعلم في إدارة الظروف التي تؤثر على التغذية الراجعة ، أو يجعلها أكثر مناسبة لتزويد الطلاب بالمعلومات اللازمة ، بعد تقديم العمل الذي يكلفون به ، دورا هاما ومفيدا ، لذا من أجل تحقيق هذا الدور يجب مراعاة التالي :
     1 ـ التأكد من استيعاب الطلاب لمعلومات التغذية الراجعة .
      إن من الضروري على المعلم الجيد ألاّ يفترض أن الطلاب يستوعبون التغذية الراجعة لمجرد أنها قريبة منهم ، بل إنه يقدم معلومات التغذية الراجعة من خلال تركيز انتباه الطلاب عليها ، ومن خلال توجيه الطلاب أثناء تقديمها .
    2 ـ التأكد من أن الطلاب يفهمون العلاقة الرابطة بين أعمالهم وما يقدمه المعلم من تغذية راجعة .
      قد يظن المعلم أحيانا أن ما يقدمه لطلابه من تغذية راجعة أنها واضحة بالنسبة لهم ، لكونها واضحة بالنسبة له ، لكن الأمر مختلف جدا ، فغالبا ما تكون المعلومات التي يقدمها المعلم للطلاب غير واضحة لهم ، لذلك يجب عليه أن يستخدم كلمات تحدد العمل بشكل  واضع ، يمكّن الطلاب من الاستفادة منه .
   3 ـ إعلام الطالب بالهدف المرغوب تحقيقه :
     عندما يعرف الطالب الهدف أو الغاية من العمل الذي يكلف به ، فإنه يستطيع أن يخطط لاستراتيجته التعلمية ، ويستطيع أيضا أن يبحث بين المثيرات الكثيرة عن المعلومات المهمة . أن معرفة الهدف تعتبر مهمة بالنسبة للسلوك والانضباط والتعلم الأكاديمي ، وعلى الطالب أن يعرف السلوك المتوقع منه .
   4 ـ على المعلم مراعاة اتساق تقديم التغذية الراجعة في الحال كلما أمكن ذلك .
      من الصعوبة بمكان ، إن لم يكن مستحيلا أن يقدم المعلم لكل طالب تغذية راجعة فورية عندما يكون عدد طلابه ما يقرب من ( 15 ) خمسة عشر طالبا أو أكثر في حجرة الدراسة . لذلك نقدم بعض الاقتراحات التي قد تساعد الطلاب على ربط التغذية الراجعة مع العمل حتى عندما يتم تأجيلها :
     أ ـ عند تعيين مهمة جديدة ينبغي شرحها فورا للطلاب ، كحل الأمثلة المتعلقة بها ، والتحدث عما ستفعله أثناء العمل .
    ب ـ أن يطلب المعلم من الطلاب حل عدد من الأمثلة مع مراقبته لهم ، ومناقشة الأخطاء وكيفية تصحيحها .
    ج ـ قبل تعيين العمل الجديد عليه التأكد من أن الطلاب يستطيعون أن يحلوا الأمثلة بنجاح .
   د ـ إن يعطي المعلم الطلاب فرصة لتصحيح محاولاتهم التدريبية ، ويتعين عليه أن يختار بشكل عشوائي عددا من الوراق لإعادة تفقدها ، والتأكد من أن تصحيح الطلاب لها بشكل صحيح .
   هـ ـ  عندما يعيد المعلم الأوراق التي قام بتصحيحها ، يجب عليه أن يخصص وقتا لمناقشتها ، وعندما يتم تأجيل التغذية الراجعة ، فإن الطلاب غالبا ما ينسون  العمل ، لذا يحتاج المعلم لمساعدتهم في تذكّره .

الغرض من تقديم المعلم التغذية الراجعة :
       ينبني على تقديم المعلم التغذية الراجعة لطلابه مقاصد وأغراض أهمها :     
   1 ـ التأكيد على صحة الأداء ، أو السلوك المرغوب فيه ، مع مراعاة تكراره من قبل الطلاب ، لتحديد أداء ما ، على أنه غير صحيح ، وبالتالي عدم تكراره من الطلاب في حجرة الدراسة ، وهو ما يعرف بالتغذية الراجعة المؤكِّدة ، وقد أشرنا إليها سابقا .
  2 ـ أن يقدم المعلم معلومات يمكن استخدامها لتصحيح أو تحسين أداء ما ، وهذا ما يعرف بالتغذية الراجعة التصحيحية ، وقد أشرنا إليها سابقا أيضا .
  3 ـ توجيه الطالب لكي يكتشف بنفسه المعلومات التي يمكن استخدامها لتصحيح ، أو تحسين الأداء ، وهذا ما يعرف بالتغذية الراجعة التصحيحية الاكتشافية .
ويلاحظ أن الأنواع الثلاثة الأول موجهة لتغيير ، أو تعزيز معلومات الطالب .
  4 ـ زيادة الشعور بالسعادة ( الشعور الإيجابي ) المرتبط بالأداء الصحيح ، كي تتولد لدى لطالب الرغبة لتكرار الأداء ، وزيادة الشعور بالثقة والقبول ، وهذا ما يعرف بالثناء .
  5 ـ زيادة الشعور بالخجل ، أو الخوف ( الشعور السلبي ) كي لا يتعمد الطالب إلى تكرار تصرف ما ، وهو ما يعرف بعدم القبول .
وهذان النوعان موجهان لتعزيز ، أو تغيير مشاعر الطالب .

شروط التغذية الراجعة :
     لكي تتاح الفرص للمعلم من استخدام التغذية الراجعة في المواقف الصفية ، وتحقيق الأهداف المرجوة في عمليات التحسين والتطوير إلى يُراد إحداثها في العملية التعليمية التعلمية ، فلا بد أن تتوافر الشروط التالية :
   1 ـ يجب أن تتصف التغذية الراجعة بالدوام والاستمرارية .
  2 ـ يجب أن تتم التغذية الراجعة في ضوء أهداف محددة .
  3 ـ يتطلب تفسير نتائج التغذية الراجعة فهما عميقا ، وتحليلا علميا دقيقا .
   4 ـ يجب أن تتصف عملية التغذية الراجعة بالشمولية ، بحيث تشمل جميع عناصر العملية التعليمية التعلمية ، وجميع المعلمين على اختلاف مستوياتهم التحصيلية والعقلية والعمرية .
  5 ـ يجب أن يُستخدم في عملية التغذية الراجعة الأدوات اللازمة بصورة دقيقة .




                                              تم بحمد الله

إعداد
 المشرف والمطور التربوي

الدكتور / مسعد محمد زياد


http://www.drmosad.com/index95.htm



الثلاثاء، 3 فبراير 2015

د.عبدالمجيد حميد الكبيسي :الأمراض المنقولة جنسياً - نظرة تربوية -




الأمراض المنقولة جنسياً – د.عبدالمجيد حميد الكبيسي







بسم الله الرحمن الرحيم (( ُقل للمُؤمنين يغُضُّوا من أبصارهم ويحفظُوا فُرُوجهُم ذلك أزكى لهُم إنّ اللّه خبيرٌ بما يصنعُون (30) وقُل للمُؤمنات يغضُضن من أبصارهنّ ويحفظن فُرُوجهُنّ ولا يُبدين زينتهُنّ إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخُمُرهنّ على جُيُوبهنّ ولا يُبدين زينتهُنّ إلاّ لبُعُولتهنّ أو آبائهنّ أو آباء بُعُولتهنّ أو أبنائهنّ أو أبناء بُعُولتهنّ أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أو بني أخواتهنّ أو نسائهنّ أو ما ملكت أيمانُهُنّ أو التّابعين غير أُولي الإربة من الرّجال أو الطّفل الّذين لم يظهرُوا على عورات النّساء ولا يضربن بأرجُلهنّ ليُعلم ما يُخفين من زينتهنّ وتُوبُوا إلى اللّه جميعاً أيُّها المُؤمنُون لعلّكُم تُفلحُون (31) )) (النور،32،31) صدق الله العظيم
من البديهي ان مفهوم الجنس يعني دافعا فطريا يكفل المحافظة على بقاء الانسان (الحفاظ على النوع)، وهذا الدافع يحتاج مدة من الزمن حتى ينضج تماما لدى الانسان ، وله اثر حاسم في حياتنا الاجتماعية وفي الصحة النفسية ، وهو يزيد النشاط البدني العام ، وتشكل الهورمونات الجنسية العامل الاساس في هذا الدافع.
ولكون التربية الجنسية تغطي الجوانب التشريحية الفسيولوجية للاجهزة التناسلية والتغيرات الطبيعية والعاطفية والنفسية اثناء البلوغ والحمل والولادة ، فأنها تتناول التعامل مع السلوك الجنسي ، والادوار الجنسية ، والامراض المنقولة جنسيا.
وعليه تشكل معرفة الامراض المنقولة جنسيا جزءا هاما من محتوى نظام التربية الجنسية الذي يرتبط بعلاقة حميمة مع نظام التربية السكانية .
1. الامراض المنقولة جنسيا ، تعريفها وخطورتها :
تعد الامراض المنقولة جنسيا مشكلة صحية عالمية تشغل بال العالم بأسره, وهي لا تفرق بين الاعماروالجنسيات والاعراق,كما ان نسبة انتشار هذه الامراض عالية جدا في كثير من دول العالم(UN,2008:pp.1-3).
وقد يؤدي الفشل في تشخيص ومعالجة الالتهابات المنقولة جنسيا في مراحله المبكرة إلى تعقيدات خطرة مثل : العقم عند النساء والرجال,العمى لطفل مولود من ام مصابة بمرض السفلس,إصابة الطفل بالمرض نفسه كمرض السيدا -الايدز- ,الحمل في الانبوب -خارج الرحم- ، ألم دائم في اسفل البطن, سرطان في عنق الرحم, ولادة جنين قبل الاوان. (الصبري,2006:ص1-3),(الهلال الاحمر,2008:ص1-4)
والامراض الجنسية معدية تنتقل بصورة اساسية عن طريق الاتصال الجنسي من شخص مصاب الى شخص سليم, ويكون سبب هذه الامراض أو الالتهابات, كائنات دقيقة تعيش على الجلد أو الاغشية المخاطية للمنطقة التناسلية, أو تلك المنقولة من خلال السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية, أو الدم, عند الاتصال الجنسي . كما تنتقل بعض هذه الامراض من دون أي اتصال جنسي عن طريق الانسجة والسوائل المصابة بالعدوى أو الاتصال بدم ملّوث, والمشاركة في الحقن عند تعاطي المخدرات أو تثقيب الاذن أو الوشم . (نقابة الاطباء,2008:ص1-2),(وزارة الصحة,2008:ص3-4)
ومن هذه الامراض, على سبيل المثال :
ــ الايدز – السيدا – .
ــ السفلس – الزهري- .
ــ اليرقان – الصفيرة – .
ــ التعقبية – السيلان – .
ــ القرحة اللينة .
ــ المليساء المعدية .
ــ الثآليل التناسلية .
ــ الجرب .
ــ القمل – يصيب مناطق العانه -.
وتكمن خطورة هذه الامراض في أنها تستطيع أن تسبب مضاعفات في المصابين بالعدوى, وتستطيع ان تبقى في الجسم عديمة الأعراض لمدة طويلة, وان تسبب في إصابة الجنين الوليد بالعدوى.(الصبري,2006:ص3)
وقد كشفت منظمة الصحة العالمية WHO في احدث تقرير لها عام 2008, بان انواع العدوى المنقولة جنسيا تنجم عن اكثر من30 نوعا مختلفا من الجراثيم، والفيروسات، والطفيليات ،التي تنتشر عن طريق الاتصال الجنسي بالدرجة الاولى, حيث نشرت المنظمة، الحقائق العشر الآتية حول الموضوع (منظمة الصحة العالمية,2008:ص1-5) :
v تسري انواع العدوى المنقولة جنسيا بين البشر عن طريق الاتصال الجنسي بالدرجة الاولى . وقد تسري بعض منها من الام إلى طفلها اثناء فترة الحمل وخلال الولادة . ومن سبل انتقالها ايضا نقل مشتقات الدم أو زراعة الانسجة, ومن بعض الامراض الناجمة عنها هي الزهري, الايدز, وسرطان عنق الرحم .
v تأتي انواع العدوى المنقولة جنسيا في كثير من الاحيان, دون ان تسبب في ظهور اعراض .
v تصيب انواع العدوى المنقولة جنسيا النساء بشكل مفرط .
v تمثل الامراض المنقولة جنسيا اهم اسباب الضرر الذي يؤدي الى العقم لدى النساء .
v تؤدي 25٪ من حالات الحمل لدى النساء المصابات بالنوع المبكر من الزهري إلى مضاعفات كبيرة .
v يمثل فيروس الورم الحليمي البشري احد اكثر انواع العدوى المنقولة جنسيا فتكا بالناس, وجميع حالات سرطان عنق الرحم تقريبا مردها الإصابة بالعدوى التناسلية الناجمة عن ذلك الفيروس .
v تمثل العوازل, عندما تستخدم بطرق سليمة وبإستمرار, احد أنجع الاساليب للحماية من انواع العدوى المنقولة جنسيا, بما في ذلك عدوى فيروس الايدز.
v تمكّن عملية اخطار الشريك من قبل المريض« التي تمثل جزءا لا يتجزأ من الرعاية الخاصة بانواع العدوى المنقولة جنسيا» من الاعلام بإمكانية التعرّض لمخاطر تلك الامراض حتى يمكن التماس خدمات التحري والعلاج, وتوقي الإصابة بالعدوى مجددا, وفي الحد من انتشارها على نطاق واسع .
v تزيد الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية, وبعض السلوكيات الجنسية من درجة تعرّض الشخص لمخاطر انواع العدوى المنقولة جنسيا .
v اعدّت المنظمة, إستراتيجية للتعجيل بتوقي ومكافحة الأمراض المنقولة جنسيا, وتضمينها بعناصر تقنية ودعوية يمكن تكييفها لغرض استخدامها في جميع أنحاء العالم .(منظمة الصحة العالمية,2008:ص1-5)
ومع ظهور جانحة العدوى بفيروس العوز المناعي البشريHIV ,ازدادت اهمية الامراض المنقولة جنسيا زيادة كبيرة, لان هذه العدوى تمثل أيضا مرضا اخر من هذه الامراض ولا يعرف حتى الان علاجه, حيث ينتهي الامر بالمصابين بهذه العدوى إلى الإصابة بمتلازمة العوز المناعي المكتسب«الايدز :ADIS» ، ثم الوفاة بهذه المتلازمة . (مجلس الخدمات والتنمية,2005:ص102)
وفي هذا السياق فان هنالك علاقة متبادلة بشكل قوي بين عدوى فيروس العوز المناعي البشري والامراض المنقولة جنسيا . ويتم اكتساب العدوى ونقلها بالطريقة نفسها التي يتم بها ذلك في جميع الامراض الاخرى المنقولة جنسيا . كما ان الوقاية الاولية من هذه العدوى وغيرها من تلك الامراض متماثلة . وأخطر ما في الأمر أن الامراض المنقولة جنسيا تسهّل انتقال عدوى هذا الفيروس والإصابة به.(الصبري,2006:ص3)
وعليه يمكن القول بأن الايدز مرض خطير يسببه فيروس نقص المناعة البشريةHIV ,حيث يعمل هذا الفيروس على تدمير جهاز المناعة في جسم الإنسان الذي يصبح عرضة للإصابة بالامراض الانتهازية وبعض الاورام الخبيثة, التي تودي بحياة الإنسان . بعبارة اخرى ان الشخص المصاب بـ HIV يصبح مصابا بالايدز إذا اصبح جهازه المناعي ضعيفا جدا، وعندما يصل الى هذه المرحلة يصاب بعدد من الامراض الخطيرة،ويخسرمعظم خلايا جهازه المناعي .(وزارة الصحة,2008:ص1-4)، (الموسوعة الصحية الحديثة,2000:ص1-6)
ويعد وباء الايدز, احد التحديات الخطيرة بوصفه من الأوبئة الفتاكة التي تواجه المجتمعات الإنسانية الحديثة بشكل عام, خاصة في الدول النامية حيث تسبب هذا المرض في عام 1998 في وفاة مليوني شخص من مجموع 6 ملايين شخص مصاب بهذا المرض في العالم .(ايسيسكو,2005:ص2-3)
كما تقدر منظمة الصحة العالمية العدد الإجمالي للإصابات على مستوى العالم منذ بداية الوباء في اوائل الثمانينات من القرن الماضي حتى نهاية عام 2003 بأكثر من 60 مليون مصاب .توفي منهم ما يزيد عن 20 مليون وبقى حوالي 40 مليونا متعايشين مع المرض, في حين, قدرت المنظمة عدد الإصابات المسجلة في عام 2003 فقط على مستوى العالم بخمسة ملايين إصابة ،أي ما يقرب من عشرة إصابات كل دقيقة .(نقابة الأطباء,2008:ص3),(UNAIDS,WHO,2004:p.100)
وعلى الرغم من ان الادوية المتوفرة مرتفعة الكلفة, الا انها تساعد على تحسين صحة المصاب بالايدز وتحد من نشاط الفيروس لزمن, ولكنها لا تقضي على الفيروس، ونجاحها محدود يعتمد على استخدام مجموعة من الادوية تهاجم الفيروس, وهي تسبب اعراضا جانبية خطيرة, وبالتالي فلا يوجد علاج شاف لهذا المرض, ولا يوجد أي لقاح واق منه لحد الان . غير ان اخر الابحاث في هذا الموضوع اظهرت وعودا بإمكانية وجود لقاح فعال خلال الخمس سنوات القادمة, وهذا قد يعطي أملاً للمجتمعات التي تعاني من هذا الوباء خاصة الدول الأفريقية جنوب الصحراء,حيث ان 70 ٪من مصابي العالم يتواجدون في هذا الإقليم مع انه لا يضم سوى10٪ من إجمالي سكان العالم .(UNESCO,2007:pp.34-36) ,(UNESCO,2004:p.29)
ثانيا. طرق الوقاية من مخاطر الايدز والأمراض المنقولة جنسيا .
بعد معرفة اسباب الإصابة بهذه الامراض, والتعرّف على الأعراض وطرق العلاج الممكنة, يبقى الامر الاهم هو طرق الوقاية منها, وهنا يطرح هذا الموضوع نفسه ليحكمه اتجاهان متكاملان في اطار الوقاية خير من العلاج ،ان لم تكن نفسه وهما :
1. الإتجاه الصحي :
وذلك بأتباع الطرق التي تؤدي الى الوقاية الصحية من شرورها ومنها :
ــ معالجة الامراض المنقولة جنسيا مثل السيلان, الزهري, الكلاميديا, الحلأ البسيط, بأسرع وقت ممكن, والابتعاد عن ممارسة الجنس نهائيا خارج إطار الزوجية . وفي هذا يأمرنا الله تعالى في محكم كتابه العزيز : « ولا تقربُوا الزّنى إنّهُ كان فاحشةً وساء سبيلاً » ( الاسراء ،الاية 32)
ــ إتمام الفحص المختبري للطرفين للكشف عن الالتهابات المنقولة جنسيا حتى بدون وجود اعراض أو علامات .
ــ يؤكد العلماء اليوم بأن الجلد الصحي والسليم هو مقاوم جيد للإيدز. وهنا نتذكر تعاليم الإسلام في الوضوء خمس مرات في اليوم، والذي يعتبر أفضل صيانة مستمرة للجلد وإكسابه مقاومة لكل الأمراض حتى الإيدز،كما أشارت الدراسات إلى أن احتمال العدوى بالإيدز تزيد كثيراً أثناء الاتصال الجنسي المخالف للطبيعة والفطرة التي فطر الناس عليها(مثل الشذوذ في إتيان المرأة ، حيث حرّم الإسلام الحنيف ذلك ).ويقول العلماء أيضاً إن احتمال العدوى بالإيدز تزداد بوجود دم أثناء الجماع، وهنا أيضاً نتذكر الحكمة من تحريم إتيان الرجل زوجته وهي حائض. لنستمع إلى الأمر الإلهي:( ويسألُونك عن المحيض قُل هُو أذًى فاعتزلُوا النّساء في المحيض ولا تقربُوهُنّ حتّى يطهُرن فإذا تطهّرن فأتُوهُنّ من حيثُ أمركُمُ اللّهُ إنّ اللّه يُحبُّ التّوّابين ويُحبُّ المُتطهّرين) [البقرة: 222[ فممارسة الجنس يجب ان تحكم تبعا للأعراف الدينية والأعراف الاجتماعية الرصينة، ،حيث يدعونا الله جل شأنه الى الاستعفاف بكل اشكاله وفي ذلك رحمة من ارحم الراحمين .
ــ استخدام حقن وريدية نظيفة ومعقمة, وعدم استخدام ابر وحقن الاخرين .
ــ التأكد من فحص الدم قبل عملية نقل الدم .
ــ التأكد من أدوات طبيب الأسنان معقمة .
ــ التأكد من تعقيم الأدوات المستخدمة كابر وحقن وأدوات ثقب الجلد .
ــ عدم استخدام المخدرات أو تناول الكحول, لأنهما يمنعان التفكير بوضوح ويدفعان الفرد الى ممارسة سلوك محفوف بخطر نقل الفيروس .
ــ محافظة الام الحامل المصابة بالفيروس على صحتها واتخاذ الإجراءات الضرورية لتجنب نقل العدوى لجنينها . وضرورة إجراء فحص مختبري للحوامل قبل الولادة .
ــ الابتعاد كليا عن التصرفات البهيمية الغير اخلاقية: كالدعارة واللواط والسحاق, لا لتأثير هذه الممارسات السلبي الكبير على المجتمع فحسب, بل لحرمتها في جميع الديانات السماوية .
ــ ان يحرص موظفوا المراكز الصحية على ممارسة التعامل السليم مع سوائل المرضى والمصابين مثل الدم أو الإفرازات التناسلية لئلا تنقل لهم العدوى طبقا لشروط منع نقل العدوى .
ــ تجنب استخدام الادوات الشخصية مثل فرشاة الاسنان, وشفرة حلاقة شخص مصاب …. (UNESCO,2007:pp.17,22),(UNESCO,2004:pp.10-14)
02 الإتجاه التربوي :
ان الطريق الوحيدة للوقاية من هذه الأمراض تقوى الله والابتعاد عن العلاقات المحرمة شرعا,ونظرا لعدم توفر لقاح علمي حتى ألآن, فان طرق الوقاية التي اعتمدتها المجتمعات تقوم على التثقيف, ونشر الوعي بطبيعة هذه الامراض . والملاحظ حاليا ان هنالك تطابق غريب بين كل الاتجاهات المتباينة في العالم حول فحوى طرق الوقاية الفعالة هذه، والتي سبقها بشموخ، النهج التربوي للشريعة الاسلامية واطره الروحية والاجتماعية قبل قرون طويلة من عمر البشرية ،فمثلا يؤكد جميع الباحثين اليوم بأن أفضل طريقة للقضاء على الإيدز وتجنّبه هو إيقاف كل أنواع الاتصال الجنسي غير المشروع، وهنا نقول: أليست هذه الدعوة اليوم هي نفس ما دعى إليه رسول الله علية افضل الصلاة وازكى التسليم قبل أربعة عشر قرناً؟!.؟
لقد أشارت الأحاديث النبوية الشريفة إلي حقيقة هامة وهي أن هذه الامراض(وباء الإباحية) سنة جارية، ونظام لا يتخلف في أي قوم قط من أي دين أو جنس أو بلد ، طالما ظهرت وكثرت فيهم الفاحشة واستعلنوا بها واستمرؤوها ، ظهرت فيهم الأوبئة والأوجاع الجديدة التي لم تبتل بها الأجيال قبلهم ، والذي يؤكد هذه الحقيقة طبيعة الأمراض التي تنتقل عن طريق الزنا واللواط فهي أمراض تسببها جراثيم ذات طبيعة خاصة فهي لا تصيب إلا الإنسان ولا تنتقل إليه إلا عن طريق الجنس ، ولهذه الجراثيم مقدرة عجيبة في اختراق جلد الأعضاء التناسلية والشفاه ، وتصل الإصابة بها إلي عمق الأجهزة التناسلية بل وإلي عموم الجسم ولا يوجد لهذه الجراثيم أمصال تقي الجسم من أخطارها ، ولا يكون الجسم منها مناعة طبيعية ، لأن هذه الجراثيم تغير خواصها باستمرار مما يجعلها مستعصية العلاج ، والجسم غير قادر علي مقاومتها ، ومن الممكن أن تظهر بصور وصفات جديدة في المستقبل.( الصاوي)
فمن الواضح ان الايدز وجميع الامراض المنقولة جنسيا, لها من الظروف والعوامل التي تسبب العدوى, ما يستطيع كل إنسان تجنبه لو اتبع سلوكا واعيا قويما, والتزم بالتعاليم الدينية, وبالمبادئ الاخلاقية التي جاء بها الإسلام, والتي هي محور ثقافتنا المتميزة وتقاليدنا الموروثة التي تحتوي على ما يمنع وقوع م ثل هذه الكوراث .(ايسيسكو,2005:ص1-24)
تلعب العائلة والمجتمع دورا مهما في الحد من انتشار هذه الامراض, من خلال النقاش في امور لها علاقة بالتوعية الجنسية, لتأمين الوقاية من الالتهابات المنقولة جنسيا, وخصوصا مرض الايدز,والوقاية من الامراض الجنسية الاخرى, وضرورة التعرّيف بالامراض المنقولة جنسيا : من حيث طرق انتقالها وأعراضها والوقاية منها.(الامم المتحدة,2006ب:ص1-3)
وفضلا عن ذلك ضرورة التعريف بمفهوم الجنس الآمن, واهمية الابتعاد عن المخدرات, وترسيخ المعتقدات الدينية بين افراد الاسرة والمجتمع لتكوين وازعا يمنعهم من اقتراف المحرمات, والممارسات غير الشرعية وغير الاخلاقية, ويكون ذلك من خلال التوعية الجنسية, أو الانشطة الاجتماعية والندوات, والمنشورات الخاصة أو من خلال المناقشات الهادفة بين افراد العائلة بخصوص هذه المواضيع.(وزارة الصحة,2008:ص4)
إن الأديان السماوية لا تحرّم المتع الحسية تحريما مطلقا, ولا تبيحها إباحة مطلقة, وإنما تنظّم ممارستها, فتفرق بين الحرام والحلال, فالحرام ممنوع والحلال مباح, ومن هنا يتأكد بأن الأخذ بالتعاليم الدينية كفيل بإغلاق كل الأبواب المفتوحة التي يدخل منها هذا الوباء المدمر لحياة الأفراد والجماعات . فالتعاليم الدينية تحل الزواج, وترغب فيه و تشجعه, بينما تحرم كل وسائل الاستمتاع الجنسي غير الشرعية, كما أنها تأمر بالمحافظة على القوى العقلية للإنسان, وتحرم كل مؤثر عليها، من مخدّر أو مفتر أيّا كان نوعه وبغض النظر عن طريقة تناوله . إضافة إلى أنها توجب العناية بالنظافة العامّة, والصحة العامّة, عناية تمنع الإنسان من الوقوع في مسببات الإصابة بالأمراض المهلكة .(ايسيسكو,2005:ص2-4)
والله سبحانه وتعالى يأمرنا بالعفة والطهارة, والبعد عن العلاقات العاطفية خارج إطار الزواج, ويبشر الفقراء إن يصبروا يُغنهمُ الله من فضله, وييسر لهم سبل الزواج, فالعفة الجنسية من أهم مقاصد الزواج لأنها تقي الإنسان من الشر والآثام والوقوع في فخ الخطيئة, ومن الفساد السلوكي المترتب على الإباحة الجنسية, لان المتزوج يقنع بما احل الله له, ولا يتعدّى حدود الله بانتهاك المحرمات(ايسيسكو، 2005:ص43), ولهذا نص القرآن الكريم نصاً واضحاً على حصر النشـــــــاط الجنسي في الزواج وملك اليمين) والّذين هُم لفُرُوجهم حافظُون (5) إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانُهُم فإنّهُم غيرُ ملُومين (6) إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانُهُم فإنّهُم غيرُ ملُومين (6)((سورة المؤمنون:الآيات5-7)
وإذا كانت طريقة تثقيف الاقران في الإطار التربوي السليم, واحدة من طرق إيصال المعلومات الصحيحة عن الامراض المنقولة جنسيا وأساليب الوقاية منها, فإنها بالمقابل تفرض على الاقران الشباب داخل المدرسة أو خارجها الحذر, وتجنب الانقياد لطريقة رفقاء السوء الذين قد يشجعون على القيام بممارسات خاطئة لا يقبلها الدين وترفضها العادات الاجتماعية . وينبغي أن لا ندعهم يزينون للبعض، هذه الممارسات على أنها مميزة أو مثيرة, لان غلطة واحدة قد تؤدي بحياة الإنسان إلى دوامة هو في غنى عنها, فالمطلوب الابتعاد عن قرناء السوء والتذكّر بان مصلحة الفرد هي قبل كل شيء, فإذا ما وقع الفرد في مصيبة من هذه الشرور فلن ينقذه احد منها . (UNICEF,1999:pp.1-8)
وهنا يجب التذكر بأن الآثار الاجتماعية للإصابة بفيروس الايدز اشد خطورة من المرض ذاته : فالطلاق والتفكك الأٌسري والطرد من العمل والمدرسة وأحياناً من المنزل, والنبذ من المجتمع… كلها آثار قد تكون أكثر إيلاما من الاثآر الصحية.(وزارة الصحة,2008:ص6)
3. التعليم المدرسي لمكافحة الأمراض المنقولة جنسياً :
على الرغم من التفاوت في الانشطة التربوية بين دول العالم حسب ظروف واستعدادات كل دولة لمواجهة الاخطار المترتبة على الامراض الجنسية وأبرزها مرض الايدز, الاّ ان هنالك إجماع عالمي مؤخراً يقضي بتضمين المنهج الدراسي برامجا تعليمية حول هذه المواضيع ضمن انشطة التربية السكانية . ويتمّ ذلك مع الاخذ بالحسبان الكامل, مدى الحساسية والمناطق الحرجة في التعليم والتربية فيما يخصّ تناول هذه البرامج خلال المراحل الدراسية المختلفة للطلبة واعمارهم المناظرة لها .
فعلى سبيل المثال منذ عام 2003 تدرس مواضيع تعليم الوقاية من الايدز في المدارس الصينية جنبا إلى جنب مع الوقاية من المخدرات ومكافحة التلّوث البيئي .(المؤتمر الاستشاري,2008:ص1-2)
وفي مصر تدرس الامراض المنقولة جنسياً لطلبة المدارس الثانوية «على الرغم من عدم كفاية هذا التدريس», كما ان المعاهد والكليات الطبية المصرية تكّرس جهوداً متميزة لمثل هذه المواضيع.(مكتب الامم المتحدة,2008:ص1-3)
وفي الولايات المتحدة وبريطانيا تخصص موارد مالية كبيرة لانجاح البرامج التربوية في مجال مرض الايدز التي يطلقون عليها« برامج العفة» . وتشير الدراسات هناك إلى وجود ثلاثة اسباب رئيسية كدوافع لتعلّم طرق الوقاية الايدز في العالم وهي :
v منع حدوث إصابات جديدة من خلال :
· إعطاء السكان المعلومات اللازمة عن فيروس نقص المناعة البشرية والايدز, مثل طرق العدوى والوقاية منها .
· يتعلّم السكان كيف يضعون تلك المعلومات موضع التنفيذ العملي لها .
v تحسين نوعية الحياة للسكان الغير مصابين بهذا المرض من اجل تحصينهم ضد المرض وتمكينهم من متطلبات هذا التحسين .
v الايدز في كثير من بلدان العالم وصمة عار، وخوف .. فمثلا كثير من الاسر تضطر إلى مغادرة منازلها في جميع انحاء الولايات المتحدة عندما يكتشف الجيران خبر الإصابة, حيث أن المصابين اكثر عرضة لنقل العدوى إلى شخص اخر دون علمه .(AVERT,2008:pp.1-9)
وهكذا يمكن القول أن اهداف التعليم فيما يخص مرض الايدز تتركز على :
· إعطاء فرصة للسكان المصابين بهذا المرض لتجنب نقلها للاخرين .
· إعطاء فرصة للاشخاص الذين لم تتم إصابتهم لحماية انفسهم من المرض .
ويتم ذلك عن طرق التعليم النشط، وتحويل المعرفة عن المرض إلى عمل «سلوك» .ويمكن تلبية الاحتياجات التربوية حول ذلك, من خلال : وجود الدافع، والتمكين، والواقيات الطبية، واللوازم الصحية ، ومرافق الاختبار. (CDC,2008:pp.1-3)

وخلاصة ماسبق تمكننا من ترتيب طرق الوقاية من الأمراض الجنسية كما يأتي:
1- الامتناع عن الاتصال الجنسي الغير مشروع والزنا وعدم مخالطة المصابين والابتعاد عن الأماكن 2- التوجيه السليم المقنع للشباب من الصغر. وهنا تقع الأمانة على عاتق الوالدين أمانة رعاية الأطفال، فكثيراً من العادات السيئة التي يكتسبها الأطفال تكون بسبب إهمال الوالدين وسوء التوجيه مع انعدام القدوة الحسنة لهم وتركهم بلا رعاية. ولا بد أن أشير هنا بأن إناطة رعاية الأطفال للمربيات، خاصة من لا دين ولا خلق لها أو ذوات المنبت السيء لا بد وأن تؤدي إلى انحراف الأطفال في كثير من الأحيان. كما وإن لنا في رسولنا الكريم أسوة حسنة إذ أمر أن نفرق بينهم بالمضاجع خاصة إذا كبروا.3- ترسيخ العقيدة وتعميق القيم الروحية في نفوس الشباب بطرق محببة إلى عقليتهم وإدراكهم حتى لا يملوا وإعطائهم الجرعة المناسبة في الوقت المناسب.4- التوعية خاصة بين الشباب عن مخاطر الأمراض الجنسية وذلك دورياً في المجلات والجرائد والمدارس والبرامج الموجهة بالتلفاز والراديو والوسائل الإعلامية الأخرى.5- تشجيع الشباب على ملء أوقات الفراغ وذلك بالمطالعة والرياضة وإيجاد أماكن للتسلية البريئة كالنوادي والرحلات المدرسية وغيرها.6- تشجيع الزواج المبكر(نسبيا) وتسهيل ذلك على المعسرين.7- إنشاء مراكز متخصصة للأمراض التناسلية تكون مهامها:( أ ) كشف الإصابات ومعالجتها.(ب) المتابعة حتى شفاء المريض تماماً.(ج) متابعة الحالات التي يمكن أن تتأثر بالعدوى كعائلة المصاب وغيرهم.(د) الفحص الدوري الإلزامي لأولئك الذين يقدمون خدمات للجمهور مثل عمال المطاعم وبائعي المواد الغذائية وغيرهم.وعلى هذه المراكز أن تكسب ثقة المصابين فكافة المعلومات والسجلات يجب أن تكون سرية وألا يطلع عليها أحد غير المشرفين على العلاج. كما يجب دعم المراكز وتزويدها بالأخصائيين والمشرفين الصحيين والاجتماعيين وتعطى لهم التسهيلات والصلاحيات لمتابعة المصابين.8- عدم استعمال أدوات المصاب خاصة الفوط الرطبة الملوثة وكذلك يجب الحذر من كراسي الحمامات العامة والتي بالفنادق أو الشقق المفروشة إذ لا بد من تنظيفها جيداً قبل الاستعمال.9- توزيع كتيب مبسط ونشرات خاصة على المسافرين توضح طرق انتقال الأمراض الجنسية وكذلك عن مضاعفاتها وطرق الوقاية منها ويمكن نشر تلك المعلومات بصفة دورية في المجلات الموجودة بالطائرات.10- الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية والعقاقير المخدرة إذ أنها مصدر الآفات وهي أشد فتكاً بالمصابين بالأمراض التناسلية – خاصة التهابات البروستاتا – من غيرهم.11- عدم استعمال المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب.يعتقد الكثيرون بأن هناك مضادات حيوية تقي من الأمراض الجنسية. إن هذا غير صحيح وقد تؤدي هذه المضادات إلى مردود عكسي وتسبب ضرراً فادحاً, إنه من المسلم به أن هناك أكثر من مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي ولكل مسبب بل في بعض الأحيان تسبب أكثر من جرثومة ذلك المرض كما هو الحال في مرض السيلان فهناك أنواع محددة من المضادات الحيوية تعطى بجرعة معينة إلى زمن محدد فإذا حدث اختلال في النوع أو في مقدار الجرعة أو المدة فإن ذلك لن يقضي على تلك الجراثيم بل بالعكس قد يدفعها إلى أن تفرز مضادات تكسبها مناعة ضد الدواء وبالتالي يصعب علاجها. هذا بالإضافة إلى ما قد تسببه تلك المضادات من مضار للجسم كما أنها قد تخفي جرثومة مرض الزهري خاصة عند إجراء التحاليل المخبرية وقد يؤدي ذلك إلى ضرر بالغ للمصاب.12- في بعض المطارات والموانئ توجد مكاتب صحية للكشف على مرض الملاريا والأمراض المستوطنة الأخرى وذلك بفحص الدم وذلك لمتابعة الإصابات. فحبذا لو قامت هذه المراكز بعمل تحاليل لمرض الإيدس والزهري والسيلان خاصة للقادمين من مناطق موبوئة بالأمراض الجنسية التناسلية أو أن يحمل القادم شهادة من مستشفى مركزي موثوق تثبت خلوه من الأمراض الجنسية التناسلية.13- كما أنه من المفيد جداً التعميم على موثقي عقود الزواج بطلب شهادة خلو من الأمراض الجنسية التناسلية من الزوجين أو من الزوج خاصة.14- محاربة الأفلام والصور وكل ما يشجع على الفحشاء أو يسيء إلى القيم الخلقية والعفاف.15- المراقبة الدقيقة للمتبرعين بالدم وكذلك لبنوك الدم للتأكد من خلو العينات من فيروس الإيدس أو من جرثومة الزهري أو الأمراض التناسلية الأخرى. (ضياء )

نستنتج مما سبق ان الايدز وجميع الامراض المنقولة جنسيا ، لها من الظروف والعوامل التي تسبب العدوى ، ولكن يستطيع كل انسان تجنب ذلك اذا اعتمد سلوكا واعيا قويما، والتزم بالتعاليم الدينية ، والمبادى الاخلاقية التي جاء بها الاسلام ، والتي تشكل حتما محور ثقافتنا المتميزة وتقاليدنا الصالحة الموروثة . ان في قيمنا الروحية والاجتماعية النبيلة مايمنع وقوع مثل هذه الكوارث ، وذلك من خلال الوسائل التربوية الهادفة والمؤطرة ايمانيا ، ولايغير الله مابقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم . والحمد لله رب العالمين.

الدكتور عبدالمجيد حميد الكبيسي  
الاكاديمية العليا للدراسات العلمية والانسانية /العراق / بغداد






الأحد، 7 ديسمبر 2014

صدر حديثاً... كتاب التربية السكانية ط2









   
إصداراتنا: التربية السكانية (المفاهيم، الأهداف، المحتوى، منحى النظم، المنهجية، التقويم)










      د. عبدالمجيد حميد الكبيسي














عنوان الكتاب:     التربية السكانية (المفاهيم، الأهداف، المحتوى، منحى النظم، المنهجية، التقويم)
الفئات:     تربيةش
رقم الكتاب:     173
المؤلفون:     د. عبدالمجيد حميد الكبيسي
ISBN:     978-995-752-551-4
الناشر:     دار الاعصار العلمي
تاريخ النشر:     2014
الاصدار:     الطبعة الاولى، الطبعة الثانية
عدد الصفحات:     428
اللغة:     عربي
سعر الكتاب:     32.500  دولار
مواصفات الكتاب:     الغلاف الخارجي من الكرتون المقوى وطباعة ملونة
وصف الكتاب
صدر حديثاً...عن دار الإعصار العلمي الطبعة الثانية من كتاب التربية السكانية(المفاهيم، الأهداف، المحتوى،
منحى النظم، المنهجية، التقويم)    
تأليف:
د. عبدالمجيد حميد الكبيسي


ان أعداد دراسة علمية متكاملة عن التربية السكانية في هذا الكتاب، بمباحثه المتعددة وأساليبه المتنوعة يمثل عرضا لمادة معرفية موسعة، يأمل الباحث أنها تشكل رافدا هاما لتكوين كتاب مرجعي للتربية السكانية في العراق حيث يغطي التطورات السريعة في مفاهيمها، ومهارات تدريسها، والاتجاهات نحو قضاياها، وأنماطا من ممارساتها، وتعد مواكبة هذا المرجع للتوجهات العالمية والعربية والعراقية، بمثابة قاعدة معرفية للتربية السكانية، تمكّن النظام التربوي في العراق من الاستجابة المنسقة لمختلف القضايا السكانية، والتي سيكون لها الدور الايجابي في التقدم.
 http://al-esar.com/portal/component/booklibrary/110/view/57/%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/171

د.عبدالمجيد حميد ثامر الكبيسي :كتاب التربية السكانية (ط2)


صدرت الطبعة الثانية
من 

كتاب التربية السكانية عن مكتبة المجتمع العربي 



                                              ( عمان : مكتبة المجتمع العربي للنشر و التوزيع )





الأحد، 25 مايو 2014

د.عبدالمجيد حميد الكبيسي : كتاب النظم والمنظومية /رؤى تربوية ، من احدث إصدارات الأدب التربوي في مجال النظم والمنظومات



صدر حديثا.... مع" د.عبدالمجيد حميد الكبيسي" في كتاب النظم والمنظومية /رؤى تربوية






قريبا.... مع" د.عبدالمجيد حميد ثامر الكبيسي" في كتاب النظم والمنظومية /رؤى تربوية



عن:

مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع /عمان/ الأردن


إصداراتنا: النظم والمنظومية رؤى تربوية
cover
عنوان الكتاب:     النظم والمنظومية رؤى تربوية
الفئات:     تربية
رقم الكتاب:     155
المؤلفون:     د.عبد المجيد الكبيسي
ISBN:     978-9957-83-446-3
الناشر:     دار الإعصار العلمي
تاريخ النشر:     2015
الاصدار:     طبعة أولى
عدد الصفحات:     459
اللغة:     عربي
سعر الكتاب:     35  دولار
مواصفات الكتاب:     الغلاف الخارجي من الكرتون المقوى طباعة ملونه اربعة لون
وصف الكتاب:     
صدر حديثا.....

النظم والمنظومية روئ تربوية
المؤلف: د.عبد المجيد الكبيسي.
هذا الكتاب محاولة حيوية جادة لمعالجة حزمة من الروئ التربوية التي تلتقي عند مفاهيم النظم والمعلومات ،وتوظيفها في الميادين المتنوعة للحياة من خلال عرضه لماده معرفية موسعة عن هذه المفاهيم.





صدر حديثا... مع " د.عبدالمجيد حميد ثامر الكبيسي" في كتاب النظم والمنظومية /رؤى تربوية













أن هذا الكتاب محاولة حيوية جادة لمعالجة حزمة من الروئ التربوية التي تلتقي عند مفاهيم النظم والمنظومات، وتوظيفها في الميادين المتنوعة للحياة من خلال عرضه لمادة معرفية موسعة عن هذه المفاهيم . وهذه المقاربة تعبر عن حاجة موضوعية وذاتية لرفع الكفايات، وخصوصا في الميدان التربوي الذي يعاني الكثير من التحديات المنظومية المعاصرة . ويأتي ذلك من أجل أن يكون هذا الجهد تحت تصرف الباحثين عن المعرفة والمربين وصانعي القرار وعموم الآخرين بما يخدم المجتمع ومؤسساته العلمية والتربوية والإدارية .