عنوان
الكتاب: الزمن
- رؤى معرفية ومنظور تربوي روحي _ الجزء الثاني
المؤلف:
عبد المجيد حميد الكبيسي
ISBN: 978-9957-98-318-5
الناشر: مكتبة
المجتمع العربي للنشر والتوزيع، عمان - الأردن
تاريخ
النشر:
2024م -1446هج
الاصدار: الطبعة
الأولى
عدد
الصفحات: 358
اللغة: العربية
مواصفات
الكتاب: الغلاف الخارجي من
الكرتون المقوى
وصف الكتاب:
يمكن القول أن
جميع البشر يشعرون ﺑ "الزّمن"، لأنه أمر مألوف يتخلّل حياتهم برمتها
كالماء والهواء والحرارة.. وهو يرتبط مباشرة بحاضرهم وماضيهم ومستقبلهم ووعيهم،
ومتجذر لديهم في كافة المناحي، فهو الذي يتحكم في حياتهم، ويحدد أشياءهم، ويبدأ
منه مولدهم، ثم شيخوختهم وتنتهي به حياتهم الدنيا. فمنذ لحظة التكوين الأولى
للإنسان بيضة مخصبة يمر الزمن فيه ومن حوله، ثم يبدأ الإنسان يشعر به ويتفاعل حسيا
وعقليا وإدراكيا معه بمنظومته الشخصية المتطورة مع الزمن..
ولعل
الحديث عن "الزمن" يعني الحديث عن مفهوم شيء مجرد غير ملموس وغير خاضع
لحواسنا، ويتغلغل في نفوسنا دائما، وهو من مقولات العقل البشري وضرورة من ضروريات
ترتيب خبراتنا، وعليه فمن الطبيعي اذاً افتراض وجود "زمن ذهني" يبنيه
الذهن من خلال سيرورات معرفية، بالاعتماد على الواقع، وعلى معطيات الذاكرة، يوظفه
الفرد لفهم ظواهر زمنية أخرى مستقبلا أو تحديد واقع ماضيه في التسلسل الزمني،
فالإنسان مثلاً يجزّئ الزمن إلى لحظات قد تكون دقائق أو ساعات أو أيام أو شهور،
ويعمل على ضبط ذلك من خلال اللغة والإنتاجات الثقافية والحاجات البيولوجية..
وعندما
يشرع أي باحث في تحقيق موضوع ما حول هذا المفهوم أو الحديث عنه، فسيقوده الى بحث
واسع جدا في موضوع "تشعبات الزمن"، الذي يجده في بطون كتب العلم
والفلسفة والدين.. (سواء القديم منها او المعاصر) مطولا في مواضع ومختصرا في مواضع
أخرى. وهناك من رصد قواعده كلها، ومنهم من اكتفى ببعض منها، ومنهم من تجاهلها، بل
هناك من انكر وجودها أصلاً..
ومهما
يكن من امر، فإن "الزمن" نظام كوني لا نعرف ماهيته ولا أصله ولا منبعه
ولا طبيعته ولا حقيقته، لكنه مرتبط بالإنسان والكون إذ يحتل صدارة المفاهيم
الإشكالية في العلم والفلسفة، فقد كان العلماء وما زالوا (من مختلف اختصاصاتهم)
حتى اليوم يقفون طويلاً أمام هذا المفهوم الشائك بحثاً عن أعمق أسرار الكون،
وأكثرها التصاقاً بوجود الإنسان وحياته على وجه الإطلاق. ومع أهمية الجهود التي
بذلت في مقاربة مفهوم الزمن على مدى التاريخ, فلا زال مفهوم الزمن يشكل
"اللغز" الأبرز الذي يتحدى عقول البشرية. وإزاء ذلك؛ تتمثل استجابة
الإنسان لهذا المثير الغامض؛ من خلال محاولات بحثية إنسانية دائمة ودؤوبة مؤطرة
بالبعد الزمني؛ ونشاطات هائلة لموازنة الاحتياجات المطلوبة مع الإمكانات المتاحة
للفرد والمجتمع من جميع الجوانب.. لتتواكب ضوابط الزمن مع مفردات الحياة وفق
النواميس الربانية التي تحكم الإنسان والكون؛ وفي كل ذلك ما يغني عن الحديث عن
دراسة أهمية "الزمن" فهو الضرورة التي تفصح عن نفسها طالما كانت هناك
حركة وهناك تغير وهناك حياة ، فالزمن قرين "الحدث" غالباً
..
وهذا
الكتاب " الزمن: رؤى معرفية ومنظور تربوي روحي" محاولة نحو سبر أفكار حزمة مؤطرة برؤية متداخله
متعددة الأبعاد الى الزمن بمنظور زمني مشترك، وخصوصاً في أبعاد خمس؛ البعد المعرفي
العام، والبعد المكاني، والبعد الاستثماري، والبعد التربوي، والبعد الروحي، وما
بينها من علاقات خطية ودورية ومنظومية قد تشكل نسيجاً هاماً يتسع لأبعاد اخرى؛ في
مجالات الدين والعلم والفلسفة والأدب والفن.. وذلك نحو فهم ذاتي وموضوعي للزمن
وتشعباته، بما يعزز شخصية الفرد المتوازن المنتج، ودوره الخطير في الحياة الروحية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للفرد والمجتمع والعالم. ولعلل ذلك يمثل رحلة
معرفية طويلة شاقة محاطة بتحديات عدة الى أعماق الزمن برؤية شاملة، وبمنظور زمكاني
واداري واستثماري وتربوي وروحي.. وذلك وفق منهجية قائمة على ضوابط العلم والفلسفة
والدين.. باعتماد نظريات علمية مفسرة شتى. لذلك نحن نسعى من خلال تناولنا المقارن
لمحتويات هذا الموضوع إلى الوقوف على مفهوم" الزمن" وما يتعلق به من بحث
ودراسة وعمل كلما كان ذلك ممكناً، وتوضيح أهميته للحياة وجوانبها ومراحلها ككل، مع
الإشارة إلى المعطيات والمعوقات والتداعيات سواء في ماهيته أو علاقاته المنظومية،
وتوظيفاته ومنظوراته، ونماذجه .. وكل ذلك وفق استراتيجية تقديم مادة معرفية واسعة
افقياً وعمودياً، مؤطرة بالعرض الأكثر توضيحاً وتقريباً للمفاهيم من عالم الصعوبة
المعقد الى عالم البساطة الممهد، والهوامش المفسرة، والأمثلة الهادفة، بما يقرّب
من تحقيق الأهداف المرجوة منها.
ويتألف الكتاب في جزئه الثاني من فصلين ومقدمة ، يعرض الفصل الأول منظورا تربويا
الى الزمن بدأً من خلال معنى التربية، وانواع التربية وفق المستهدفين بها
وعلاقاتها المنظومية مع المفاهيم الأخرى مثل؛ التعليم، والمعرفة، والثقافة، وعلم
النفس، والبعد الروحي، تم تناول الإطار الزمني للتربية، وبعديها الزمني والمكاني،
والمنظور الزمني لها وللفرد، وإدراك الزمن، ومراحل ادراك (اكتساب) الزمن، والعوامل
المؤثرة على اكتساب الزمن، والأخطاء الإدراكية له، ومدى اكتساب الأفراد لمفهوم "الزمن" لدى الفئة العمرية (0- 15)
سنة، ومفهوم الوقت لدى الطلبة في الأعمار (5-15) سنة، وذلك توطئة للدخول في
"المنظور الزمني للفرد" وخصوصاً التوجه الزمني وادارة الوقت لدى طلبة
الجامعة سيما فـي المرحلــة المنتهية الذين تتراوح اعمـارهم مــا بين (٢2-٢4)
ســنة، أو على صعيد التوجه الزمني وادارة الوقت لدى طلبة المرحلة الجامعية في كافة
مراحلها الدراسية أي في الأعمار (18-23) سنة. ثم استعراض السلَّم التعليمي
والسلَّم الزمني للحياة التربوية لكافة مستويات المراحل الدراسية وتغلغلها بالزمن
ممثلاً في العمر ومتطلباته التربوية. ثم اعطاء فكرة إلتقاء الزمن بالتربية من خلال
بيان مؤشرات قياس زمن الحياة المدرسية. وستكون العلاقة بين العمر الزمني والعمر
العقلي للفرد موضوع ربط منطقي ممتاز بين الزمن والتربية. ثم معالجة استعمالات
الزمن المدرسي وإيقاعاته وأصنافه المرتبطة بالممارسة التربوية الفصلية للعام
الدراسي، ثم تسليط الضوء على الزمن التربوي بين الإهدار والاستثمار في مندرجات
الحياة سيما الجانب الاقتصادي فيها.
ويتربع
الفصل الثاني على قمة فصول الكتاب بمنظور روحي إسلامي الى الزمن من خلال المنظور
الروحي وبعده التربوي، بضمنه مكونات الشخصية الإنسانية وهي الجسم والعقل والروح،
والمعطيات القرآنية الزمنية، والبعد الروحي والعلمي في إطار الزمن وبالتركيز على
معنى الزمن في الكون، وخصوصا معطيات الزمن في القرآن الكريم، ومنظومة أوقات الزمن
فيها، وأساليب استثمار الزمن في القران
الكريم، واستعراض القواعد التربوية لإدارة الوقت المستنبطة من السنة النبوية المطهرة، ثم وقفات حول نسبية الزمن وزمكانيته
في القران الكريم.