الأحد، 1 أغسطس 2010

التدريب الفعال بين المحاضرة والحلقة التدريبية !

بسم الله الرحمن الرحيم



التدريب الفعال بين المحاضرة والحلقة التدريبية 

مازن يوسف الكبيسي






لعل من نافلة القول أن حضور حلقة تدريبية ليس هو ذاته حضور محاضرة تثقيفية في الموضوع ذاته. ذلك أن "المحاضرة" بوصفها أسلوباً لنشر المعلومة تؤدي مهمة (نقل المعلومات الموجودة لدى المحاضر إلى جمهور مستمعيه) ، ويكون دور الجمهور هو التلقي من المعطي فحسب.

أما التدريب فهو شيء آخر، إذ الحديث فيه يكون متبادلاً ومشتركا بين الطرفين، وهو نقل للخبرة وليس للمعرفة، و يتضمن تطبيقات عملية يتم إجراءها أثناء الحلقة التدريبية، ومن ثم توضيح الكيفية الصحيحة للأداء، وتقويم أداء المتدربين .


ولذا فإن التدريب الفعال يسلك – غالباً - مسلك المجموعات الصغيرة ولايتعامل مع الحضور كمجموعة واحدة، وهذه التجزئة مقصودة لإيجاد تواصل أقوى، وتحفيز المشاركين لتطبيق التمارين المقترحة .ان فكرة المجموعات التعاونية تهدف الى ايجاد حلول لمشكلة معينة بأساليب مشوقة ومنتجة وبالتالي تعديل السلوك وفق الاطار المرغوب لموضوع المشكلة.

ولهذا يتجنب المدرب الفعال أسلوب ضخ المعلومات الكثيرة، وإنما يعطي قواعد وأسس ويستطرد بذكر الأمثلة والوقائع، ثم ينتقل إلى الحضور في مجموعاتهم، ويكلفهم بحزمة من التدريبات التي تقوم باختبار المهارات أو تطبيق المعلومات أو اكتشاف الطاقات أو نحوها .

ولذا كان من خصائص التدريب الفعال : التنويع في طرق إيصال المعلومة للمتدرب، فتارة يكون الإلقاء، وأخرى من خلال العروض المتحركة، وثالثة من خلال لوحة الرسم، ورابعة من خلال تفويض أحد المتدربين للحديث عن قضية من القضايا .

وتستغرق الحلقات التدريبية وقتاً أطول بكثير من أوقات المحاضرات، ويفترض فيها أن يقوم المدرب بالنزول من برجه العاجي إلى مستوى الحضور وملامسة مشاعرهم، وإضفاء جو من الارتياح والسعادة على الحلقة التدريبية.

ومن خصائصه أن يشعر المتدرب بعد خروجه من الحلقة التدريبية باكتسابه للمهارة بل وربما إتقانها ،ويقتضي التدريب الفعال أن يكون المدرب متمكناً في الموضوع الذي سيدرب فيه، ومتميزاً في أدائه، ناجحاً فيه، ذلك أن الحضور بطبيعتهم يطرحون الكثير من التساؤلات والأفكار، الأمر الذي يكشف عن مدى إتقان المدرب وتخصصه، بخلاف أسلوب الخطب والمحاضرات التي يقوم فيها الملقي بالحديث المستمر دون مقاطعة وبشكل رتيب يعوزه التلقي الابداعي، ثم يختم حديثه .

وإذا شعر الحضور بأن المدرب – نفسه – غير متقن لهذا المجال الذي يدرب فيه، فإن حجم استفادتهم من الحلقة ستكون أقل من القليل ، بل فد يؤدي ذلك الى الاحباط والنرفزة الوجدانية احيانا .

ان الحلقة التدريبية التي يعبر عنها احيانا بالورشة التدريبية اذا هي اسلوب فعال في رفع كفاية المتدرب.يتضمن هذا الأسلوب أكثر من أسلوب تدريبي ،فهو يستخدم أسلوب المحاضرة واسلوب النقاش والعروض العملية (الدروس النموذجية) ويطلق على الورشة التدريبية اسم أسلوب تجاوزاً وإنما في الحقيقة هي تتضمن( وتستخدم) مجموعة من الأساليب التدريبية. وتهدف الورشة التدريبية بصفة عامة إلى إكساب المعارف والمهارات والاتجاهات في جانب مهم من جوانب عمل المتدرب وتتراوح مدة الورشة من يوم - ثلاثة أيام وتستمر احيانا إلى عدة أسابيع ويتطلب استخدام الورشة مراعاة مجموعة من الأمور وهي:

- أن يكون تخطيط الورشة التدريبية دقيق متمحوراً حول الحاجات التدريبية للمتدربين ووفق جدولة زمنية محددة

- أن يتسم تخطيط الورشة التدريبية بالتسلسل المنطقي في ترتيب الأنشطة التدريبية والفعاليات فمثلا تلقى المحاضرات النظرية ثم تقدم العروض العملية او التدريب على العمليات ثم يدور النقاش وأخيرا استخلاص التوصيات

- أن يكون اختيار المتدربين دقيقا وفق معايير محددة

- أن تكون أهداف الورشة التدريبية واضحة وتختار انشطة الورشة التعليمية وتقوم نتائجها في ضوئها.
- يجب تأمين كافة مستلزمات .
- ان تكون أدوات تقويم آثار الورشة معدة وجاهزة بصورة مسبقة.
- ان تختار الأوقات المناسبة للتنفيذ.
- أن يكون موقع الورشة التدريبية مناسبا للمتدربين حسنه .



مازن يوسف الكبيسي
شعبة تدريب المدرسين في قسم الاعداد والتدريب
في المديرية العامة لتربية الانبار




ليست هناك تعليقات: